حصل استاد لوسيل، أحد الاستادات الثمانية لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، على شهادتين مرموقتين في استدامة التصميم وأعمال البناء، من برنامج المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة "جي ساس"، تقديرًا لالتزام الصرح المونديالي الفريد بمعايير الاستدامة خلال مراحل التصميم وتشييد الصرح المعماري، الذي سيشهد نهائي المونديال في ديسمبر المقبل.
ومنحت المؤسسة الخليجية للبحث والتطوير "جورد"، بعد الانتهاء من أعمال التدقيق، استاد لوسيل شهادة "جي ساس" من فئة الخمس نجوم في التصميم والبناء، وشهادة إدارة البناء من الفئة التميز (أ)، ليصبح رابع استادات المونديال في الحصول على هذه الشهادة المرموقة من فئة خمس نجوم، بعد كل من استاد المدينة التعليمية، واستادي البيت والثمامة.
وشهد حفل تسليم الشهادتين في الاستاد اليوم حضور عدد من كبار المسؤولين في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، من بينهم المهندس غانم الكواري، نائب المدير العام للخدمات الفنية، والمهندسة بدور المير، المدير التنفيذي لإدارة الاستدامة، والسيد جاسم الجيدة، مدير الاتصال في إدارة الاستدامة.
وأعرب المهندس غانم الكواري، عن فخره بحصول استاد لوسيل على شهادتين مرموقتين في الاستدامة، مشيرًا إلى أن ذلك تتويج لجهود فرق العمل التي شاركت في تشييد الصرح المونديالي.
وقال الكواري، في تصريح صحفي، إنه لا شك أن تقدير "جورد" لجهود فرق العمل، من مهندسين ومعماريين ومقاولين، يحمل أهمية كبيرة بالنسبة لنا في رحلتنا نحو استضافة الحدث العالمي.
غانم الكواري: الالتزام بمعايير الاستدامة دائمًا على رأس أولويات اللجنة العليا للمشاريع والإرث
وأوضح أن الالتزام بمعايير الاستدامة دائمًا على رأس أولويات اللجنة العليا، حيث حرصت منذ البداية على بناء منشآت رياضية تخدم أفراد المجتمع، حتى بعد إسدال الستار على منافسات البطولة، معتبرًا أن هذه الشهادات تأتي تقديرا لجهود كل من ساهم في تشييد هذا الاستاد الرائع، الذي سيكون محط أنظار العالم، وعشاق كرة القدم، خلال نهائي كأس العالم FIFA قطر 2022 .
وحرصت اللجنة العليا للمشاريع والإرث على توظيف ممارسات الاستدامة في جوانب كثيرة خلال رحلة تشييد الاستاد الذي يتسع لـ 80 ألف مشجع، ويعتبر سقف الاستاد المتطور من أبرز العناصر التي تعكس توظيف ممارسات الاستدامة، إضافة إلى ترشيد استهلاك المياه من خلال استخدام أنظمة عالية الكفاءة. كما يتميز الاستاد بمنظومة إضاءة متطورة تعمل على تداخل الضوء والظل في محاكاة للفانوس أو الفنار، ما يلقي الضوء على الفنون والحرف التقليدية في المنطقة.
ونجح فريق العمل في إنشاء سقف الاستاد باستخدام مادة متطورة تساعد في حماية الاستاد من الرياح والأتربة، كما تتيح دخول القدر الكافي من ضوء الشمس الضروري لنمو العشب في أرضية الملعب، مع السماح بتشكل الظل الذي يساعد في تقليل الاعتماد على تقنية تبريد الهواء في الاستاد، ما يسهم في توفير استهلاك الطاقة.
بدور المير: حصول استاد لوسيل على شهادتين في الاستدامة يؤكد على الجهود المبذولة من فرق العمل التي شاركت في تشييد هذ الصرح المونديالي
بدورها، اعتبرت المهندسة بدور المير، مديرة إدارة الاستدامة في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، أن حصول استاد لوسيل على شهادتين في الاستدامة، يؤكد على الجهود المبذولة من فرق العمل التي شاركت في تشييد هذ الصرح المونديالي، كما أنه يعد إنجازا آخرا في رحلة قطر لاستضافة نسخة مستدامة من كأس العالم.
وقالت المير، في تصريح صحفي مماثل ، إن متطلبات الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" تقتصر على حصول جميع الملاعب على شهادة واحدة فقط في مجال الاستدامة فئة أربع نجوم في مرحلة التصميم والبناء، ولكن غالبية ملاعب كأس العالم FIFA قطر 2022 تخطت متطلبات الفيفا وحصدت شهادات في الاستدامة فئة خمس نجوم وفي جميع عمليات التصميم والبناء والتشغيل.
وأوضحت أن استاد لوسيل رابع استادات المونديال الذي يحصل على شهادة الاستدامة من فئة خمس نجوم، وهو بمثابة الإنجاز في حد ذاته بالنظر إلى كبر حجم الملعب وضخامته، لافتة إلى أن استاد لوسيل مرشح لحصد شهادة ثالثة في الاستدامة خلال عمليات التشغيل، بعدما حصد شهادتين خلال في استدامة التصميم وأعمال البناء.
وشددت المير على أن كأس العالم FIFA قطر 2022 سيكون أكثر بطولة كأس عالم مستدامة وخضراء على مستوى بطولات العالم، كما سيكون المونديال الأول في التاريخ الذي تحصل ملاعبه على ثلاث شهادات مختلفة في مجال الاستدامة، وفي جميع مراحل الإنشاء بداية من التصميم ومرورا بعمليات البناء ونهاية بالتشغيل، مشيرة إلى تشييد جميع استادات المونديال وفق معايير الاستدامة الشاملة بما يضمن تشييد منشآت صديقة للبيئة لاستضافة مبارياته، وتترك إرثا مستداما بعد البطولة.
وتلتزم جميع الاستادت الثمانية التي ستحتضن منافسات كأس العالم FIFA قطر 2022 باستيفاء متطلبات الحصول على شهادة من فئة أربع نجوم كحد أدنى من المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة "جي ساس"، والتي اعتمدها الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" لتصنيف الاستدامة، لضمان التزام البنية التحتية للبطولة بالمعايير البيئية الصارمة.