كشف المهندس تميم العابد مدير مشروع استاد لوسيل المونديالي عن جاهزية الملعب لاستضافة نهائيات كأس العالم FIFA قطر 2022 بنسبة 100 بالمئة بعد أن حصل على كافة الموافقات التي تؤكد اكتمال مرافقه للحدث العالمي.
وأضاف العابد: "الملعب جاهز بنسبة 100 بالمئة، وقد حصل على موافقة إدارة الدفاع المدني في ديسمبر من العام الماضي، وفي شهر يوليو الماضي نال موافقة إدارة النظم الأمنية في وزارة الداخلية، وحصل على شهادة اكتمال المبنى، بعد أن وصل عدد ساعات العمل المنجزة لنحو 60 مليون ساعة عمل".
وأشار إلى أنه بالنسبة للأعمال اللوجستية في محيط الملعب سواء من ناحية خدمات الجماهير، والإسعافات الأولية والتذاكر، يتم العمل على تجهيزها والانتهاء منها قبل نحو شهرين من انطلاق المونديال، كونها قابلة للتعديل والتغيير من مباراة إلى أخرى".
تميم العابد: استاد لوسيل يمتلك العديد من المزايا التي ينفرد بها عن ملاعب البطولة أو الملاعب العالمية الأخرى التي سبق أن استضافت مباريات مونديالية
ونوه مدير مشروع استاد لوسيل إلى أن الملعب يمتلك العديد من المزايا التي ينفرد بها عن ملاعب البطولة أو الملاعب العالمية الأخرى التي سبق أن استضافت مباريات مونديالية.
وواصل: "كل ملعب له ميزته الخاصة، ومر بالعديد من التجارب الفريدة من نوعها، والتحديات، واستاد لوسيل كذلك، ولكن الكل يعلم أن هذا الملعب سيستضيف المباراة النهائية حيث تكون الأضواء المسلطة على النهائي مختلفة عن باقي المواجهات، وكل الأنظار ستكون متجهة إلى لوسيل، وما يميز الاستاد عن بقية الملاعب التي استضافت مباريات في كأس العالم أن تشييده بالكامل وعملية البناء تمت من الصفر وفقا لمعايير الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، ومن النادر جدًا أن يستضيف ملعب مباريات في كأس العالم قد بني من الصفر، حيث شهدنا في النسخ السابقة لكؤوس العالم استضافة المباريات على ملاعب يبلغ عمرها أكثر من 100 سنة".
وقال حول التحضيرات الجارية لاستضافة الاستاد الذي يقع على بعد 15 كلم شمال الدوحة لمباراة كأس سوبر لوسيل يوم 9 سبتمبر المقبل وتجمع بين بطلي الدوري السعودي والمصري: "بلا شك من المهم أن يستضيف الملعب هذا النوع من المباريات، والتي تحظى بمواكبة جماهيرية كبيرة، وتصل التوقعات بنسبة الحضور الجماهيري في هذه المواجهة لنحو 80 ألف مشجع، وقد استضاف الملعب في الأسبوع الماضي مباراة الديربي بين العربي والريان في الدوري القطري لكرة القدم "دوري نجوم QNB"، وكانت تجربة ناجحة بكل المقاييس، ونعمل في الآونة الراهنة على تجربة المبنى والتأكد من كل الأنظمة خصوصاً أن الاستاد مزود بأنظمة معقدة في التبريد والبث التلفزيوني، وهي تحتاج إلى تجارب عدة وصيانة مستمرة.
وأوضح مدير مشروع استاد لوسيل أن الاستعدادات التي يتجهز لها الملعب لاستضافة المباراة النهائية لكأس العالم، قد وضعت في الحسبان، ودائمًا التحضيرات لأي نهائي تبدأ من الشوارع العامة، وأهم عنصر يكاد يكون المواصلات، ويتضمن عدة وسائل سواء السيارات الخاصة، أو سيارات الأجرة، وشبكة الحافلات، وهناك تنسيق بين اللجنة العليا للمشاريع والإرث، والوزارات والمؤسسات في الدولة في هذا الخصوص، بجانب العمل على توفير مساحات عملاقة لمواقف السيارات في أماكن قريبة من الملعب، وسهولة انسيابية الحركة والطرق المؤدية له، وآلية تدفق الجماهير إليه عبر المترو، من خلال محطة لوسيل التي تبعد 600 متر فقط عن البوابات الأمنية للملعب، كما يتم إجراء عملية تفتيش مستمرة على العشب وعملية التبريد والإضاءة.
هناك العديد من الدروس المستفادة في تجارب الملاعب السبعة التي شيدت لاستضافة كأس العالم
ولفت المهندس تميم العابد مدير مشروع استاد لوسيل أكبر ملاعب كأس العالم FIFA قطر 2022 إلى أن هناك العديد من الدروس المستفادة في تجارب الملاعب السبعة التي شيدت لاستضافة كأس العالم، على اعتبار أنها أنجزت قبل الانتهاء من بناء استاد لوسيل، سواء من ناحية إدارة الجماهير وتشغيل الخدمات الفنية، والتبريد والإضاءة، ومتطلبات البث التلفزيوني، ووسائل الإعلام المحلية ووكالات الأنباء العالمية، فضلا عن الدروس الأمنية وقد شكلت البطولات التي نظمتها دولة قطر في الآونة الأخيرة تجربة مهمة لجميع الجهات المشرفة على التنظيم للاستفادة منها في عمليات التشغيل والتنظيم وكذلك الحال بالنسبة للمتطوعين والمسؤولين عن المداخل في كيفية التعامل مع الجماهير".
ويترجم تصميم استاد لوسيل الماضي العريق لدولة قطر ورؤيتها المستقبلية، حيث يمزج بين فنون العمارة الإسلامية القديمة والحديثة، إلى جانب نقوش متموجة وفريدة، وبمجرد الدخول إلى الاستاد، سيكون في استقبال الزوار مشهد مبهر لـ80.000 من مشجعي كرة القدم، يرسمون لوحة من الألوان النابضة.
وأكد مدير المشروع أن الملعب قد راعى منذ اللحظة الأولى لعملية البناء جوانب الإرث والاستدامة التي سيتركها ما بعد البطولة.
وقال: "دائما الدول التي تستضيف بطولات عالمية كبرى تعاني من مشكلة في كيفية استخدام المنشآت الرياضية، ومن بين الخطط المدرجة في استاد لوسيل إعادة هندسة بعض المساحات الداخلية في الملعب لتستخدم في بعض الأنشطة التي تخدم المجتمع، فالملعب يشمل، إضافة إلى الأرضية والمدرجات، مساحات داخلية وغرفا وأنظمة وبنية تحتية، وهناك بعض الدراسات المنجزة لاستغلال المساحات المختلفة بما يحقق مردودًا ماديًا".
قطر ستستضيف مستقبلا أحداثًا رياضية مختلفة لاسيما بعد حصولها على شرف تنظيم دورة الألعاب الآسيوية 2030
وأوضح العابد أن هناك بعض الخطط التي وضعت ويتم العمل على دراستها من كافة الجوانب، بما يحقق الاستدامة والإرث، ولكن يجب أن يعرف الجميع أن قطر ستستضيف مستقبلا أحداثا رياضية مختلفة لاسيما بعد حصولها على شرف تنظيم دورة الألعاب الآسيوية 2030، الأمر الذي قد يرجح بقاء الملعب كمنشأة رياضية".
واستوحي التصميم الاستثنائي لاستاد لوسيل الذي بدأت عملية البناء فيه العام 2017 من تداخل الضوء والظل الذي يميز الفنار العربي التقليدي أو الفانوس، كما يعكس هيكله وواجهته النقوش بالغة الدقة على أوعية الطعام، والأواني، وغيرها من القطع الفنية التي وجدت في أرجاء العالم العربي والإسلامي خلال نهوض الحضارة في المنطقة.
قد يتم تحويل استاد لوسيل إلى وجهة مجتمعية تضم مدارس ومتاجر ومقاهي ومرافق رياضية وعيادات طبية
وعقب انتهاء منافسات كأس العالم، قد يتم تحويل استاد لوسيل إلى وجهة مجتمعية تضم مدارس ومتاجر ومقاهي ومرافق رياضية وعيادات طبية، وسيتيح هذا المركز المجتمعي متعدد الأغراض كل ما يحتاجه الناس تحت سقف واحد، وهو السقف الأصلي لاستاد كرة القدم.
وتستعد دولة قطر للترحيب بعشاق الساحرة المستديرة في أول نسخة من المونديال تقام في العالم العربي والشرق الأوسط، لتتاح الفرصة أمام المشجعين من كافة أنحاء العالم للتعرف على قطر والمنطقة والثقافة العربية الأصيلة. وستمثل هذه البطولة نقطة تحول في تاريخ قطر والمنطقة، حيث ستترك إرثا سيضع معايير جديدة على صعيد تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى في المستقبل.
يشار إلى أن كأس العالم FIFA قطر 2022 ينطلق في 20 نوفمبر بمباراة الافتتاح بين منتخبي قطر والإكوادور في استاد البيت، وتشهد البطولة 64 مباراة على مدى 29 يومًا، ويسدل الستار على المنافسات يوم 18 ديسمبر في استاد لوسيل، الذي يتسع لـ80 ألف مشجع.