أكد دولة السيد شهباز شريف رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية رغبة بلاده في بناء علاقات استراتيجية راسخة مع دولة قطر في مختلف المجالات في ضوء التطور المتنامي الذي تشهده هذه العلاقات والإمكانات الكبيرة التي يتمتع بها البلدان.
وقال دولته، في حديث لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، بمناسبة زيارته الحالية للبلاد "شهدت العلاقات بين البلدين مسارا متناميا وإيجابيا خلال السنوات القليلة الماضية، ونريد تحويل هذه العلاقات الثنائية والتاريخية والأخوية إلى علاقة استراتيجية أكثر قوة من خلال تعزيز التعاون الاقتصادي في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك".
وأضاف أن جمهورية باكستان الإسلامية ودولة قطر تتمتعان بعلاقات وثيقة ومتجذرة يجمعها التفاهم المتبادل وتقارب المصالح وتاريخ غني من التعاون في المجال الثنائي وفي المنتديات متعددة الأطراف".. مثمنا الدعم القطري المستمر لبلاده في مختلف المجالات.
ثقة متبادلة
وتابع "تقوم العلاقة بين قطر وباكستان على أساس الثقة المتبادلة والهدف المشترك لتحقيق الرخاء للشعبين، ولدينا تعاون ممتاز في مختلف المجالات، بما في ذلك الطاقة وتصدير القوى العاملة والروابط التاريخية بين الشعبين".
ولفت دولة رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية إلى أن زيارته الحالية للدولة تعد فرصة مناسبة لتعزيز العلاقات الأخوية القطرية الباكستانية في مجالات مختلفة، مع التركيز بشكل خاص على التعاون في مجالات الطاقة، والاستثمار، والعمل، والسياحة.
وأكد أن هناك إمكانات وفرصا كبيرة لتحويل هذه الروابط إلى شراكة أكثر قوة.. وقال "نحن بحاجة إلى استكشاف مشاريع جديدة للتعاون في مختلف القطاعات، بما في ذلك الطاقة المتجددة والأمن الغذائي وتطوير الصناعة والبنية التحتية وقطاع الضيافة".
تعاون وشراكة
ولفت إلى أن التعاون والشراكة بين البلدين تصبح أكثر أهمية بالنظر إلى ما يواجه العالم من تحديات اقتصادية خطيرة، في ظل تبعات جائحة كورونا، والصراعات الجيوسياسية في أجزاء من العالم، والارتفاع في أسعار الوقود والغذاء والتي أثرت على دول كثيرة منها باكستان.. وقال "ستوفر هذه الزيارة فرصة لجمهورية باكستان ودولة قطر للتنسيق بشأن معالجة التحديات المشتركة واستكشاف السبل لمزيد من التعاون".
وعبر عن الفخر باستضافة دولة قطر كأس العالم FIFA قطر 2022، باعتبارها أول دولة تستضيف هذا الحدث في منطقة الشرق الأوسط.. كما عبر عن فخر بلاده بمساهمة الباكستانيين في مشاريع المونديال، وبأن الكرة الرسمية للبطولة "الرحلة" مصنوعة في باكستان.
وفي سياق آخر، أشاد دولة السيد شهباز شريف بدور دولة قطر في تعزيز ودعم السلام والاستقرار الإقليميين.. وقال إن مبادرات الوساطة القطرية في بعض أشد القضايا تعقيدا واستعصاء من أفغانستان والشرق الأوسط إلى إفريقيا، عززت بناء السلام.
قطر وتعزيز السلام
وثمن دولته في هذا السياق، دور دولة قطر في تعزيز السلام والاستقرار على الساحة الأفغانية.. وقال "تقوم دولة قطر بدور حاسم في عملية السلام الأفغانية، وأصبح قرار دولة قطر المبكر بتوفير نافذة سياسية لطالبان، من خلال المكتب السياسي في الدوحة، قناة الاتصال الرئيسية للمجتمع الدولي مع طالبان".
وأضاف "تقدر باكستان بشدة الدور الذي لعبته دولة قطر في توقيع اتفاقية الدوحة، كما نقدر المساعدات الإنسانية التي تقدمها للشعب الأفغاني".. مؤكدا أن البلدين مؤمنان بضرورة استمرار الجهود الإنسانية في أفغانستان".
وفيما يتعلق بالحالة الأمنية على الساحة الأفغانية، شدد دولة رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية على أن بلاده تدعم كل المبادرات التي تسعى لتحقيق السلام في أفغانستان، انطلاقا من إيمانها الراسخ بأن تحقيق السلام والأمن والازدهار في هذا البلد، يصب في مصلحة باكستان.
وأكد أن بلاده دعت منذ البداية إلى ضرورة وجود مشاركة وتواصل بناء بين المجتمع الدولي وأفغانستان من أجل 40 مليون أفغاني، كما أكدت على ضرورة أن تستجيب السلطات الأفغانية المؤقتة لتوقعات المجتمع الدولي في قضايا مثل احترام حقوق الإنسان وتعليم الفتيات والإجراءات الفعالة لمكافحة الإرهاب".. وقال "إن التواصل والمشاركة سيؤديان إلى زيادة التفاهم المتبادل والمساعدة في تحقيق الأهداف المشتركة".
تحقيق الأمن والاستقرار
وأضاف دولة السيد شهباز شريف رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية "باكستان سعت لتحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة، وتقف إلى جانب أشقائها الأفغان في هذه الأوقات العصيبة، لاسيما على الصعيد الاقتصادي والإنساني".. محذرا من أن عدم الاستقرار في أفغانستان ستنعكس آثاره على المنطقة برمتها.
وتابع "قدمنا الكثير من المساعدات الإنسانية للشعب الأفغاني، ونظمنا الدورة الاستثنائية السابعة عشرة لمنظمة التعاون الإسلامي حول الوضع الإنساني الخطير في أفغانستان، واقترحنا إنشاء صندوق مخصص للارتقاء بالعمل الإنساني هناك، ونقوم بتقديم مساعدات بقيمة 5 مليارات روبية لدعم الشعب الأفغاني".
وعن الاستثمار في بلاده، أوضح دولة السيد شهباز شريف، أن باكستان تطرح فرصا استثمارية في جميع قطاعات اقتصادها تشمل الطاقة المتجددة والأمن الغذائي وتطوير الصناعة، والبنية التحتية، وقطاع الضيافة، وغيرها.. مضيفا "لدينا أكثر أنظمة الاستثمار تحررا وانفتاحا، حيث يمكن للمستثمرين نقل أصولهم وأرباحهم بحرية، وتقدم الحكومة تسهيلات وحوافز خاصة للمستثمرين في مناطقنا الاقتصادية الخاصة".
علاقات أخوية
وتطرق دولته إلى العلاقات الخليجية الباكستانية، وقال إن بلاده تحتفظ بعلاقات أخوية وثيقة مع دول الخليج.. مضيفا "لدينا علاقات متجذرة وروابط سياسية وأمنية واقتصادية، وتجمعنا الكثير من القواسم المشتركة، بما في ذلك التاريخ المشترك والثقافة والعقيدة".
وأضاف أن باكستان تولي أهمية كبيرة لعلاقاتها مع جميع دول مجلس التعاون الخليجي، "على النحو المنصوص عليه في دستورها في الحفاظ على العلاقات الأخوية بين الدول على أساس الوحدة الإسلامية ودعم المصالح المشتركة للشعوب وتعزيز السلم والأمن وتشجيع تسوية الخلافات بالطرق السلمية".
وشدد دولته على أن السلام والاستقرار في منطقة الخليج يعد أولوية لباكستان.. مؤكدا موقف بلاده الداعي إلى ضرورة حل الخلافات من خلال الحوار والدبلوماسية لتحقيق سلام مستدام في المنطقة.
كما تطرق في حديثه إلى التعاون بين الدول الإسلامية.. وقال إن بلاده تدعم بشكل تام التعاون المتبادل بين الدول الإسلامية، وتولي أهمية كبيرة لقضايا الأمة، وتؤيد العمل المشترك لمعالجة التحديات التي تواجه العالم الإسلامي.