شارك مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان في المؤتمر الإقليمي حول "دور القيادات والجهات الفاعلة الدينية في مكافحة خطاب الكراهية" الذي عقد اليوم بالعاصمة اللبنانية بيروت بتنظيم من مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وسعى المؤتمر إلى زيادة الوعي وتعزيز ثقافة الحوار الاجتماعي السلمي والفاعل بشأن دور القيادات والجهات الفاعلة الدينية في منع انتشار الكراهية ومكافحة التحريض عليها، وذلك من خلال جمع قيادات وممثلي جهات فاعلة مختلفة في المنطقة العربية لتبادل المعرفة والخبرات فيما بينهم.
مكافحة خطاب الكراهية
كما سعى المؤتمر إلى رصد التقدم المحرز بشأن جهود القيادات والجهات الفاعلة الدينية في المنطقة العربية على صعيد مكافحة خطاب الكراهية وتعزيز التسامح واحترام التنوع.
وفي ورقته خلال المؤتمر، استعرض سعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان مبادرات دولة قطر ومنها مبادرات المركز في مكافحة خطاب الكراهية، وذلك وفق الأطر العامة وتوصيات خطة عمل القيادات والجهات الفاعلة الدينية المنبثقة من "عملية فاس".
وتعد عملية فاس، سلسلة من المشاورات، نظمها عام 2016 مكتب الأمم المتحدة المعني بمنع الإبادة الجماعية مع قيادات ومنظمات (دينية ومدنية وإقليمية) ومع جهات خبيرة متخصصة من جميع مناطق العالم.
وأكد الدكتور النعيمي أهمية ودور القيادات والمؤسسات الدينية في مكافحة خطاب الكراهية، وضرورة انفتاح هذه المؤسسات على المؤسسات المجتمعية المختلفة، والتعاون فيما بينهما لنشر ثقافة التسامح والاعتدال والعيش المشترك.
دورات وورش عمل
ولفت إلى مجالات التعاون الممكنة بين هذه المؤسسات مثل تنظيم مؤتمرات وندوات وورش عمل ودورات تدريبية في المدارس والجامعات ومراكز تجمع الشباب، وإقامة معسكرات شبابية أو طاولات مستديرة، يشارك فيها الأكاديميون وعلماء الدين والشخصيات المؤثرة في المجتمع والشباب، بهدف ترسيخ ثقافة التسامح والاعتدال.
كما نادى بضرورة المراجعة والتطوير والاهتمام بدور مؤسسات التعليم الديني ووظيفتها، وأيضا مقررات التعليم العام والخطط الدراسية، ومزيد من الاهتمام بالتربية على الحوار والتنوع والاختلاف والعيش المشترك.
وأكد سعادته في سياق متصل على أهمية الاستمرار في عقد مثل هذه المؤتمرات لخلق "شبكة من العلاقات والشراكات الفاعلة، الرامية لبلورة رؤية مشتركة لعمل جماعي في تعزيز قيم التسامح ومواجهة الكراهية ونشر ثقافة السلام في مجتمعاتنا، وعلى وجه الخصوص تلك التي عانت من ويلات الصراعات المختلفة؛ لتمكينها من العودة إلى طريق التنمية والإعمار".