تسببت الفيضانات التي اجتاحت مناطق واسعة في باكستان، في نزوح مئات الآلاف من العائلات من مناطقها بعد أن تدمرت منازلها، ولجأت للعيش في مخيمات للطوارئ والتي تشهد ازدحاما مع شح الخدمات الصحية والغذائية، ففي إقليم خيبر بختنخوا شمال غربي البلاد، تجاوزت مياه الأنهار ضفافها وفاضت في كل مكان مما تسبب في فيضان عارم، الأمر الذي يتطلب من الجميع الاستجابة الفورية.
توزيع مساعدات
ففي مخيم الطوارئ شارسادا بإقليم خيبر بختونخوا، وبدعم من صندوق قطر للتنمية تواصل فرق قطر الخيرية الميدانية تقديم المساعدات للأسر الأكثر تضررا حيث قامت بتوزيع 250 سلة غذائية على الذين دمرت منازلهم وماتت مواشيهم بسبب الفيضانات. كما تم توزيع 250 سلة غذائية أخرى على المتضررين في منطقة نوشهرة بإقليم خيبر بختونخوا، بالإضافة إلى 500 سلة غذائية في منطقة لورالاي بإقليم بلوشستان، حيث بلغ عدد المستفيدين من هذه المساعدات 7000 شخص من متضرري الفيضانات في ثلاث مناطق وهي شارسادا، نوشهرة، و لورالاي.
وجاءت المساعدات الغذائية في إطار حملة "بردًا وسلامًا باكستان" التي أطلقتها قطر الخيرية مؤخرا لمساعدة ضحايا فيضانات باكستان، وتضمنت المساعدات المواد الغذائية الأساسية مثل "الأرز والدقيق والسكر والتمور "وغيرها من الاحتياجات الغذائية اللازمة.
معاناة متصاعدة
ووفقا للسلطات الباكستانية إن الفيضانات طالت أكثر من 33 مليون شخص (15% تقريبا من عدد السكان) وواحد من كل سبعة أشخاص - قد تضرروا أي نحو نصف مساحة البلاد، ودمرت نحو مليون مسكن أو ألحقت بها أضرارًا جسيمة، كما تسببت في إتلاف أكثر من 80 ألف هكتار من الأراضي الزراعية، ونفوق ما يزيد على 800 ألف حيوان، وتدمير أكثر من 3400 كيلومتر من الطرق، وجرف 149 جسرًا.
ويعد إقليم خيبر بختنخوا من أكثر الأقاليم الباكستانية تضررا، حيث وصل عدد الوفيات فيه إلى 1023 شخصا، كما تجاوز عدد الجرحى 1500، بالإضافة إلى تضرر أكثر من مليون منزل، ونفوق 800 ألف رأس من الماشية.
شريان الحياة
بدعم من صندوق قطر للتنمية فإن قطر الخيرية لا تزال شريان الحياة لكثير من الأسر المتضررة، ففي مخيم الطوارئ شار سادا يسكن واصف الله، مع أسرته المكونة من 8 أفراد بعد ان تهدم منزله بالكامل وفقد كل ممتلكاته يقول "أصبحت لا املك شيئا لتلبية احتياجات أسرتي، ولكن بفضل مساعدة أهل الخير في قطر حصلت على مساعدات غذائية تكفي أسرتي لمدة شهر". أما المستفيدة روزينه جان التي تعيل أسرتها بمفردها، فتقول إنها كانت تعيش مع 5 أفراد من عائلتها في منزل طيني تضرر من الفيضانات، وفقدت ماشيتها التي كانت مصدر الدخل الوحيد لها.
من جانبه أكد السيد عبد الرحمن نائب المفوض في منطقة شارسادا: على أن قطر الخيرية هي المنظمة الوحيدة التي توزع المواد الغذائية التي تحتاجها الأسر المتضررة في هذا الوقت، مضيفا أن المتضررين من الفيضانات بحاجة إلى المزيد من المساعدات الغذائية والصحية.
بردًا وسلامًا باكستان
واستجابة للوضع الإنساني المتفاقم لملايين الباكستانيين وازدياد معاناتهم تواصل قطر الخيرية حملتها تحت شعار " بردًا وسلامًا باكستان"، وتناشد من خلالها أهل الخير للتبرع للحملة اسهاها في إنقاذ حياة الفقراء والمحتاجين لمواجهة هذه الكارثة الانسانية، وتقديم مساعدات إغاثية عاجلة وتوفير الاحتياجات الضرورية للمتضررين من تأثيرها.
ويتاح التبرع من خلال موقع قطر الخيرية https://qch.qa/pk.