ناقشت مبادرة "إضاءات" التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي خلال العام الجاري، التحديات التي تواجه المجتمع والمتغيرات المتسارعة للحفاظ على هُويته الوطنية، ودور المجتمع بكافة أطيافه وقطاعاته ومؤسساته، بما في ذلك منظومة التعليم في تعزيزها وترسيخها في نفوس الأبناء الطلبة.
واستعرضت المبادرة خلال جلسة اليوم الثلاثاء، التي أدارتها السيدة مريم المهندي، المشرف العام على المبادرة والخبير التربوي بمكتب سعادة وزير التربية والتعليم والتعليم العالي، العديد من المحاور منها مفهوم الهوية الوطنية وتحدياتها ودور التعليم في كيفية تعزيزها.
سعد بن محمد الرميحي: قضية الهوية الوطنية تعد من أهم القضايا التي تواجه المجتمع
وقال سعادة السيد سعد بن محمد الرميحي رئيس مجلس إدارة المركز القطري للصحافة، إن قضية الهوية الوطنية تعد من أهم القضايا التي تواجه المجتمع، لارتباطها بمقومات كثيرة كالعقيدة واللغة والعادات والتقاليد والاقتصاد ونظام الحكم السياسي الذي ينظمها، مشيرا الى أنها تتغير بما تشهده المجتمعات من تغير وتطور مستمرين، واستشهد في ذلك بتغير نظرة المجتمع نحو دور المرأة وتقديره لمشاركتها الفاعلة في البناء والتطوير حاليا مقارنة بالماضي.
وأشاد سعادته خلال حديثه بالجلسة، بالجهود التي تبذلها الدولة لتعزيز الهوية الوطنية واهتمامها بها وبالوطن وأبنائه، منوها كذلك بالفعاليات الكثيرة ذات الصلة بموضوع الهوية مثل القلايل ومرمي، وأكد على أهمية الدور المنوط بأولياء الأمور والمجتمع المدني في هذا الصدد، وقال إن المسؤولية مشتركة فيما يعنى بتعزيز الهوية الوطنية بين الأسرة والمجتمع وأجهزة الإعلام، ودعا للمحافظة على الموروث الثقافي القديم كمكون من مكونات الهوية.
كما أشاد بدور المعلم ومهنة التدريس، كونها مهنة عظيمة، تحمل رسالة خالدة، ودعا أبناء الوطن للانخراط فيها ليضطلعوا بمهام تنشئة الأجيال.
ولفت إلى أن أخطر ما يواجه الهوية في الوقت الراهن هو التحول الديموغرافي المتسارع، وثورة المعلومات، موضحا أن المجتمع يتعرض لعادات جديدة وثقافات جديدة، ما يستدعي المحافظة على الهوية لدى النشء.
التطور الدستوري في قطر
تحدث في الجلسة أيضًا الدكتور حسن السيد أستاذ القانون العام بجامعة قطر والقاضي بمحكمة قطر الدولية، حول ملامح الهوية في الدستور القطري، موضحًا أن الدستور يعتبر قمة هرم التشريعات، وتأتي بعده القوانين ثم اللوائح، مستعرضًا التطور الدستوري في قطر حتى دخول الدستور القطري الدائم حيز النفاذ في 2005 .
وأشار الدكتور السيد إلى أن الباب الأول من الدستور عني بالدولة وأسس الحكم، وحدد المقومات الأساسية للمجتمع القطري الذي يقوم على دعامات العدل والإحسان والحرية والمساواة ومكارم الأخلاق، وهي عناصر قال إنها أساسية لأي هوية وطينة.
وحول صدور قانون حماية اللغة العربية، قال إن ذلك كان بسبب تحديات كثيرة منها التحول الديموغرافي، مستعرضا الممارسات التي تؤتى منها الهوية الوطنية والتي بلغت (30) ممارسة.
الهوية واللغة العربية
بدورها، عبرت الدكتورة فاطمة المعاضيد المستشار التعليمي بمكتب الوكيل المساعد لشؤون التعليم الخاص بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، في حديثها، عن فخرها باللغة العربية وارتباطها بالهوية وقالت إن اللغة والهوية وجهان لعملة واحدة، وأن الهوية هي الماضي والحاضر والمستقبل، وعملية متغيرة، ليست جامدة وأن هناك مسلمات وثوابت تعززها، تبدأ بالتشريعات وتنتهي بالتربية والتعليم.
كما تناولت الجهود التي تبذلها وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي لحماية الهوية الوطنية في القطاع الخاص التعليمي، مشيرة في هذا السياق إلى الالتزام بتدريس مادة اللغة العربية والتربية الإسلامية وتاريخ قطر وإشراف الوزارة على ذلك.
تحدث في الجلسة الخريج سعود عبدالعزيز الأحمد من جامعة جورج تاون-قطر، عن بحثه الذي قدمه خلال دراسته بالجامعة بعنوان "جيل الطيبين"، وقال إنه اختار عنوان البحث أسوة بأهل قطر الطيبين، وركز فيه على الزي الوطني والمتاحف والمناطق التاريخية والتراثية، وناشد أبناء جيله بالاهتمام بالتدوين والتوثيق.
وطرح الحضور خلال الجلسة التي حملت عنوان "الهوية الوطنية...تربية وتعليم" العديد من التساؤلات والمداخلات، عن مفهوم الهوية والاهتمام بالعادات والتقاليد والهوية القطرية في المناهج الدراسية الوطنية وضرورة الحفاظ على ثوابت ومرتكزات الهوية القطرية.
تركز مبادرة "إضاءات" التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي مؤخرا على عقد جلسات نقاش وحوار تربوي هادف بصورة دورية، لمناقشة أبرز القضايا التربوية في إطار شامل ومتكامل.