أصدر ممثلون وممثلات فلسطينيون بياناً رفضوا فيه المشاركة في دورة 2021 من مهرجان "كانّ" السينمائي في فرنسا، إثر تصنيف المهرجان فيلمهم "ليكن صباحاً" على أنه إسرائيلي.
ونشر الفنانون بيانهم في صفحاتهم على مواقع التواصل، قائلين: "ليس بمقدورنا أن نتغاضى عن التناقض الكامن في تصنيف الفيلم في مهرجان "كانّ" على أنه فيلم إسرائيلي، بينما تواصل إسرائيل حملتها الاستعماريّة المستمرة منذ عقود، وممارساتها في التطهير العرقي، والطرد، والفصل العنصري الموجه ضدنا، ضدّ الشعب الفلسطينيّ".
وفيلم "ليكن صباحاً" مستوحىً من رواية الكاتب سيد قشوع، بذات الاسم، ويتناول "حالة الحصار"، وهو عنوان ديوان شعري للشاعر محمود درويش صدر عام 2002، إبان الانتفاضة الفلسطينية الثانية بين عامي 2000 و 2005.
ووفق البيان، "تجسد حالة الحصار هذه في الجدران الإسمنتية السميكة، والحواجز العسكرية، والعوائق المادية والنفسية، إضافةً إلى سياسات الإذعان وانتهاك هوية الفلسطينيات والفلسطينيين، وثقافتهم وحركتهم وحقوق الإنسان الأساسية".
ومضى البيان يقول: "تستمر ممارسات التطهير العرقي المستمرة منذ عام 1948 في جميع أنحاء فلسطين التاريخية، ويواجه الفلسطينيون القمع والتجزئة الاستعمارية التي تفرّقنا عبر إدارة حياتنا المادية والملموسة، من خلال فرض أوضاع قانونية من قبل إسرائيل في فلسطين التاريخية.
وأضاف: "عادةً ما تنصاع الحكومات والمؤسسات الثقافية حول العالم للتقسيمات السياسية المفروضة علينا نحن الفلسطينيين في إسرائيل والقدس الشرقية والضفة الغربية وغزة والشتات. عبر هذه الانقسامات تُدار ممارسات القهر ضدنا كشعبٍ واحدٍ، وهي ممارسات تسعى إلى تشتيتنا وفصلنا عن تاريخنا المشترك وثقافتنا متعددة الأوجه وهويتنا".
واحتج الفنانون على فرض صناعة السينما العالمية إنتاجهم الإبداعي تحت التسمية الإثنية القومية المعرَّفة بـ "إسرائيليّ"، معتبرين أن ذلك يسهم في "استدامة واقع غير مقبول قد فُرض علينا نحن الفنانين الفلسطينيين مواطني إسرائيل وحملة جوازها، وهي مواطنة فرضها علينا الاستعمار الصهيوني لمواصلة قمع الفلسطينيين في فلسطين التاريخية، ومن ضمنها إنكار لغتنا وتاريخنا وهويتنا، إضافةً إلى استخدام الرقابة وسنّ القوانين العنصرية الاستعمارية".
وذكّر البيان بأحدث قضايا الساعة من هجمات يومية يقوم بها مستوطنون متطرفون وعنصريون بحماية الشرطة والجيش الإسرائيلي في بلدات وأحياء فلسطينية.
وختم بالقول: "لا نعتبر رفضَنا المشاركة في مهرجان "كان" في ظل الظروف البيروقراطية التي تصنّف الفيلم على أنه فيلمٌ "إسرائيليٌّ" خطوة رمزية فحسب. نعارض بشدة إدراجنا في مثل هذه المناسبات من خلال تكرار إقصائنا ومحونا كفلسطينيات وفلسطينيين".
وصدر البيان بأسماء الفنانين أليكس بكري، وجونا سليمان، وإيهاب إلياس سلامة، وسليم ضو، وإيزابيل رمضان، وسامر بشارات، ويارا جرار، ومروان حمدان، ودريد لدّاوي، وعرين سابا، وأديب صفدي، وصبحي حصري.