تمكنت قطر الخيرية في العام 2021 من تنفيذ مشاريع ساهمت في إحداث تغيير إيجابي في حياة 10 ملايين شخص في 49 دولة حول العالم بفضل التبرعات السخية من المجتمع القطري، حيث استطاعت تخصيص 363 مليون دولار لتنفيذ مشاريع إنسانية وتنموية جعلها تتبوأُ مكانةً متقدمةً في صفوف المنظمات الدولية.
كما استجابت قطر الخيرية إلى أزمات إنسانية في أكثر من 30 دولة لمساعدة ضحايا الفيضانات والزلازل والبرد والنزوح والنزاعات المسلحة بتكلفة تقدر ب 59 مليون دولار.
جاء ذلك في "تقرير الأثر السنوي لقطر الخيرية عام 2021" الذي أطلقته قطر الخيرية مؤخرا، بهدف استعراض الإنجازات التي حققتها قطر الخيرية خلال العام الماضي من خلال تقديم نبذة عن أهم المعلومات والأرقام التي اشتمل عليها التقرير السنوي.
وأشار التقرير إلى أنقطر الخيرية واصلت خلال العام 2021 دعمها لحماية النازحين في الداخل السوري من خلال مشاريع مدرة للدخل وبناء مرافق تعليمية وصحية وترميم البنية التحتية إلى جانب حماية اللاجئين السوريين في لبنان والأردن وتركيا عبر تقديم المساعدات الغذائية وغير الغذائية.
الرعاية والحماية
ووفرت قطر الخيرية الخدمات الأساسية لعشرات الآلاف من الأفغان العابرين في دولة قطر وتوفير الرعاية والحماية لـ 250 طفل غير مرافق، إضافة إلى تقديم 245 طن من المساعدات المنقذة للحياة لأكثر من 60000 نازح داخل أفغانستان في وقت كان يصعب فيه الوصول للمناطق المحتاجة.
ولم تتوقف قطر الخيرية عن تقديم الدعم للاجئي الروهينجيا في دول اللجوء، حيث واصلت في ماليزيا، تنفيذ مشروع بقيمة 15 مليون دولار لتمكين أكثر من 80000 لاجئ روهينجيا للخدمات الصحية المنقذة للحياة عبر مرافق وبرامج صحية متنوعة، وكذلك في بنغلاديش من خلال ترميم مساكن لما يزيد عن 550 عائلة من اللاجئين وقدمت مساعدات منقذة للحياة لما يزيد عن 3000 لاجئ. كما استفاد من مشاريع قطر الخيرية في اليمن 16000 شخص من خلال إمدادهم بمياه صالحة للشرب.
وسيلة فاعلة
وظلت شبكة مكاتب قطر الخيرية الميدانية المتواجدة في 33 دولة، وسيلة فاعلة لرصد الاحتياجات الإنسانية والتنموية، وتصميم التدخلات التي تستجيب لاحتياجات وخصوصية كل بلد، ومن ثم إيصال المساعدات بفاعلية وجودة.
ونظراً للازدياد المستمر لأعداد الأيتام في العالم لاسيما في ظل الأزمات الإنسانية والكوارث والحروب المتزايدة، فقد ازداد نشاط الرعاية الاجتماعية في قطر الخيرية أهمية خصوصاً في الجانب الخاص بكفالة الأيتام،حيث تكفل 188 يتيما حول العالم ضمن عائلة "رفقاء"، وتعد رفقاء مظلة أمان اجتماعيٍ دائمة لعشرات الآلاف من الأسر، تقدم الرعاية لأطفالهم وتضمن وصولهم لحقوقهم الأساسية مثل التعليم والصحة والحماية من الاستغلال والعنف.
تغيير إيجابي
وفي هذا الصدد أكد السيد يوسف أحمد الكواري الرئيس التنفيذي لقطر الخيرية في كلمة ألقاها بمناسبة إطلاق تقرير الأثر السنوي لقطر الخيرية للعام 2021 على أن قطر الخيرية كانت ومازالت حاضرة في أصعب الأزمات الإنسانية الممتدة والناشئة في إفريقيا وآسيا مثل سوريا وفلسطين والصومال واليمن وأفغانستان والروهينجيا، وساهمت في إحداث تغيير إيجابي في حياة 10ملايين شخص من الأطفال والنساء وذوي الإعاقة وكبار السن والمستضعفين دون تمييز أو تفرقة في 49 دولة حول العالم.
يوسف الكواري: قطر الخيرية ظلت ثابتة في الوفاء بالتزاماتها بتقديم المساعدات الإنسانية والإنمائية لتوفير حياة كريمة للجميع
وأضاف أن قطر الخيرية ظلت ثابتة في الوفاء بالتزاماتها بتقديم المساعدات الإنسانية والإنمائية وتقديم الدعم وحشد الموارد وبناء شراكات فعالة لتوفير حياة كريمة للجميع، منوها إلى أنه وتماشيا مع استراتيجية التركيز على الحلولِ المستدامة وبناء قدرة المجتمعات الهشة على الصمود في وجه الأزمات، فقدْ واصلت قطر الخيرية إنفاق المزيد على المشاريعِ طويلة الأجلِ لإحداث تغيير دائمٍ في حياة الناس، حيث أنفقت 83% منْ إيراداتها على التدخلات طويلةَ الأجل للمساعدة في انتشال المجتمعات من الفقر وحفظ كرامتهم.
وأكد الكواري على أن هذه الإنجازات قد تحققت في ظل تحديات كبيرة تواجه عمل المنظمات غيرالهادفة للربحِ دولياً، ليس أقلها تحدي الوصول إلى التحويلات المالية العالمية، وقال "لكننا في قطر الخيرية عازمون أكثر من أي وقت مضى على مواصلة مساعدة المحتاجين مستحضرين شعارنا "حياة كريمة للجميع".
دور فاعل
بدورها، أشادت سعادة السيدة مريم بنت علي بن ناصر المسند، وزير التنمية الاجتماعية والأسرة، بما حققته قطر الخيرية على صعيد الدعم الإنساني محليا ودوليا، كما أثنت على جهود التنمية الإنسانية التي تسير الجمعية على دربها متمسكة برؤية دعم المواطن القطري، وتحقيق رخاءه، وازدهاره، واستقراره.
مريم المسند: عملنا الإنساني يستوجب منا الحرص على تحقيق كرامة الإنسان كونه "قطب الرحى" في عملنا الذي يقوم على خدمته وتحقيق رخاءه
وقالت سعادتها في كلمة ألقتها بمناسبة إطلاق التقرير السنوي لقطر الخيرية إن عملنا الإنساني يستوجب منا الحرص على تحقيق كرامة الإنسان كونه "قطب الرحى" في عملنا الذي يقوم على خدمته وتحقيق رخاءه، داعية جميع العاملين في العمل الإنساني إلى ضرورة مواصلة الاستماع والانصات لمتطلبات وتطلعات مجتمعنا المحلي والعالمي على حد سواء.
وأضافت سعادتها أنه ومع ازدحام الصراعات والكوارث والأزمات وموجات النزوح وآثار التغير المناخي التي تحيط بالمجتمع الإنساني في أي اتجاه، فإن قطر الخيرية مازالت تسابق الوقت لوقف نزيف المعاناة الذي يضرب المجتمع الإنساني حيث كان، لافتة إلى أن قطر الخيرية خلال العام 2021 كان لها دورا فاعلا في الاستجابة لهذه الاحتياجات المتنامية.
امتنان أممي
وفي سياق ذي صلة أعرب سعادة الدكتور أحمد بن محمد المريخي، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في كلمته بهذه المناسبة عن امتنان الأمم المتحدة لدولة قطر ولقطر الخيرية بشكل خاص على جهودها التي استمرت لعقود في تقديم المساعدات الإنسانية لمن هم في أمس الحاجة لها ومعالجة تحديات التنمية المعقدة.
وأعرب عن قلقه من أن الأزمات المتعددة تعيق التقدم في مجال التنمية البشرية والتي شهدت تراجعا خلال العامين الماضيين، مشيرا إلىأن العديد من البرامج والمبادرات التي نفذتها قطر الخيرية والتي ضمنها تقرير الأثر السنوي 2021، تتوافق مع حلول تقرير التنمية البشرية، مضيفا أن مبادرات قطر الخيرية ومنها مبادرة "عاون"سعت إلى تطوير المهارات للعمل المربح وبالتالي تمكين الأفراد.