تضاعفت وتيرة الاستعدادات في دولة قطر مع تبقي 60 يوما على انطلاق نهائيات كأس العالم FIFA قطر 2022، من خلال تنسيق محكم بين جميع الجهات على قدم وساق، وذلك بهدف تقديم نسخة مميزة وغير مسبوقة تتيح لعشاق كرة القدم من مختلف دول العالم الاستمتاع بتجربة كروية على أرض قطر خلال الفترة من 20 نوفمبر حتى 18 ديسمبر من العام الحالي.
ورفعت قطر سقف التحدي بتنظيم أول بطولة محايدة للكربون تراعي مبدأ الاستدامة، وبالتوازي مع ما تم إنجازه سابقا من تنظيم فعاليات عالمية أبهرت الجميع، تسعى الدولة لإبراز وجهها الحضاري وإرثها الجمالي أثناء المونديال.
وباتت كأس العالم FIFA قطر 2022 أقرب من أي وقت مضى مع دخول ساعة العد التنازلي إلى ما يقل عن 60 يوما قبل الانطلاقة، حيث تضع اللجنة العليا للمشاريع والإرث اللمسات الأخيرة على مختلف المنشآت التي ستستضيف منافسات البطولة المرتقبة من ملاعب ومناطق المشجعين والمعالم السياحية والتراثية التي ستعزز تجربة المشجعين خلال هذا الحدث الكبير.
تحضيرات مكثفة للمونديال
وكثفت قطر تحضيراتها من كافة النواحي، وظهرت الملامح المونديالية في جميع مناطق وشوارع الدوحة، من خلال تواجد تميمة كأس العالم FIFA قطر 2022 “لعيب”، والتي ترمز إلى شخصية مرحة جاءت من عالم افتراضي لا يمكن معرفة جنسها، واعتادت على متابعة بطولات كأس العالم عبر التاريخ، والتفاعل مع أبرز لحظاتها، كما تتحلى بروح المغامرة والاستكشاف وتقديم المساعدة.
وهذه التحضيرات لم تكن وليدة اللحظة، وإنما هي نتيجة جهود جبارة بفضل تكاتف جميع الجهات في الدولة، كما كانت رسالة قطر واضحة لجميع زوار المنطقة بقدرتها على استقبال وضيافة جميع الوافدين إليها، سواء في الفنادق أو المنازل، أو في قرى المشجعين المجهزة بكل وسائل الراحة، أو حتى من خلال السفن التي سترسو في الموانئ البحرية في تجربة فريدة.
ومع الاحتفالات التي تعم قطر، بمناسبة بقاء 60 يوما على انطلاق المونديال، سعت قطر لتكثيف جهودها المميزة لإنجاح الحدث العالمي، كما أن الجميع في كل مؤسسات الدولة المختلفة عمل على مدار اثني عشر عاما من أجل تلك اللحظة التاريخية، وبهدف تسجيل استضافة فريدة غير مسبوقة تجعل من النسخة المقبلة الأفضل.
ويعد استاد البيت في الخور الذي يستضيف حفل الافتتاح وأولى مباريات البطولة التي تجمع المنتخب القطري بنظيره الإكوادوري يوم 20 نوفمبر المقبل، ثاني أكبر ملاعب البطولة، حيث يتسع لنحو 60 ألف مشجع.
الملاعب تتأهب للحدث
وباتت كافة ملاعب البطولة جاهزة لاستضافة الحدث الكروي الأبرز في العالم، بعد تدشين استاد لوسيل يوم 9 سبتمبر الجاري من خلال مواجهة كأس سوبر لوسيل التي جمعت الهلال السعودي والزمالك المصري وشهدت حضورا جماهيريا هائلا تخطى 77 ألف مشجع، وظهر الملعب الذي سيستضيف نهائي كأس العالم في 18 ديسمبر المقبل تزامنا مع اليوم الوطني للدولة بصورة رائعة مؤكدا جاهزيته الكاملة لاستضافة مباريات البطولة عبر المواجهة الأولى على أرضه، والتي تجمع منتخب السعودية بنظيره منتخب الأرجنتين يوم 22 نوفمبر المقبل.
واستكملت قطر بنجاح استعداداتها للحدث الكروي الأكبر في العالم، وها هي تفتح أبوابها لضيوفها من مشجعي كأس العالم FIFA قطر 2022، وتدعوهم لعيش تجربة ممتعة ستبقى محفورة في أذهان الملايين حول العالم، بداية من إطلاق صافرة انطلاق المونديال، وحتى صافرة الختام.
وستشهد الجماهير القادمة من أنحاء العالم طيب الترحاب في دولة قطر، وستحظى الجماهير بتجربة مزيج من التقاليد العربية والحداثة في آن واحد، وستلمس شغفا كبيرا بكرة القدم وبالبطولة المرتقبة، حيث إن عشاق كرة القدم، على موعد مع المونديال الأكثر تقاربا في المسافات في تاريخ كأس العالم، وسيكون بإمكانهم حضور عدد أكبر من المباريات، إضافة إلى الاستمتاع بالكثير من الأنشطة خارج استادات البطولة.
وإلى جانب ذلك، ستشهد العديد من المعالم السياحية في أنحاء الدولة أنشطة ثقافية وترفيهية متنوعة، ومن بينها المتاحف، وسوق واقف، والحي الثقافي كتارا، ومشيرب قلب الدوحة.
مهرجان فيفا للمشجعين
وسينطلق مهرجان “فيفا” للمشجعين، خلال كأس العالم FIFA قطر 2022 في 20 نوفمبر المقبل، والذي سيقام في موقع واحد وهو حديقة البدع المطلة على كورنيش الدوحة على هامش المونديال طيلة فترة البطولة.
وسيكون المهرجان الوجهة الجديدة للمشجعين من أجل الاستمتاع بكرة القدم من خلال فعاليات ترفيهية متنوعة بمشاركة أساطير “FIFA”، بحيث سيتمكن الحاضرون من مشاهدة بث مباشر لكل المباريات على شاشات عملاقة في الهواء الطلق وتحت أفق مدينة الدوحة الجميلة، إلى جانب عروض لأفضل الأعمال الموسيقية العالمية والمحلية ومقطوعات حية لأشهر الفنانين، وركن للطعام يوفر المأكولات المحلية والعالمية.
ومن المتوقع أن تصل الحصيلة لنحو 40 ألف زائر، وعلاوة على ذلك ستقام مناطق المشجعين في مدينة الخور والمنطقة الصناعية وغيرهما من الأماكن التي سيعلن عنها في وقت لاحق.
وسيتمكن المشجعون من الاستمتاع بالألعاب والأنشطة المتنوعة في جزيرة “المها” في مدينة لوسيل بما فيها التزلج على الجليد وعروض السيرك، هذا إلى جانب ناد شاطئي وتنظيم حفلات موسيقية وعروض وفقرات أداء تلائم الزوار من جميع الأعمار.
وستفتح قطر أبوابها لاستقبال أكثر من مليون مشجع خلال استضافة النهائيات، ما يعكس حرصها على منح زوارها تجربة استثنائية تعكس الثقافة القطرية بصفة خاصة، والعربية بصفة عامة، والتعريف بتقاليد البلد الأصيل الذي يمتاز بالضيافة والكرم.
وقد تزينت شوارع الدوحة ومبانيها لتبدو في أجمل حلة بألوان زاهية تخطف الأنظار، فالشعارات ولافتات الترحيب تصدرت المشهد على واجهات الأبراج بمنطقة الدفنة، وجميع مناطق البلاد.
الدوحة تطل بزينتها
وباتت الدوحة في أحلى زينة لاستقبال كافة الجماهير واللاعبين ووفود المنتخبات وكبار الضيوف في أول مونديال يقام في فصل الشتاء، وهو ما يجعل الشوارع تنبض بروح كأس العالم FIFA قطر 2022، البطولة الأكثر تقاربا للمسافات، حيث يمكن للجماهير مشاهدة أكثر من مباراة في اليوم الواحد.
وساعد فوز دولة قطر باستضافة المونديال في تسريع وتيرة التنمية في البلاد، تماشيا مع رؤية قطر الوطنية 2030، حيث تمكنت من إنشاء بنية تحتية متميزة، وإنجاز العديد من المشاريع على الصعيدين الإنساني والاجتماعي تعود بالنفع على قطر والعالم.
كما سعت قطر إلى تقديم نموذج ملهم للأجيال المقبلة، وتعليم الشباب في قطر والعالم العربي إمكانية تحقيق ما قد يبدو مستحيلا، لاسيما بعد أن ساور الكثيرين الشك في قدرة قطر على استضافة بطولة بهذا الحجم، ولكن الجميع يشهدون الآن القدرة على إنجاز ذلك على أرض الواقع.
وستكون بطاقة “هيا” هي بوابة دخول الجماهير إلى قطر، حيث يتوجب على الجمهور القادم إلى البلاد لحضور مباريات البطولة، تقديم طلب للحصول على بطاقة “هيا” الإلزامية، كما ينبغي على جميع المشجعين من حاملي التذاكر، سواء من المقيمين أو الزوار، تقديم طلباتهم للحصول على البطاقة لحضور المباريات عبر بوابة “هيا” الإلكترونية.
وأضيفت العديد من المزايا إلى بطاقة “هيا”، حيث يمكن دخول ما يصل إلى 3 مشجعين من غير حاملي التذاكر إلى قطر بدعوة من مشجع يحمل تذكرة وبطاقة “هيا”، مع تطبيق حد أدنى لرسوم الدخول للمشجعين غير حاملي التذاكر ممن تبلغ أعمارهم 12 عاما فأكثر، بينما يعفى من رسوم الدخول المشجعون الذين تقل أعمارهم عن 12 عاما، ومن المقرر إتاحة ذلك تزامنا مع بدء المرحلة الأخيرة من مبيعات التذاكر أواخر شهر سبتمبر الجاري.
وتشهد البطولة 64 مباراة على مدى 29 يوما، ويسدل الستار على المنافسات يوم 18 ديسمبر المقبل في استاد لوسيل، الذي يتسع لـ80 ألف مشجع.