اكتشف الأطباء الأفارقة والأمريكيون أدلة على أن الإصابة بفيروس جدري القردة تؤدي في كثير من الأحيان إلى تطوّر مضاعفات فسيولوجية عصبية مثل تغلغل فيروس الجدري في جسم الإنسان.
ونشر العلماء نتائج دراستهم في مجلة JAMA Neurology.
وجاء في مقال نشرته المجلة:" أن مراقبة المرضى في إفريقيا والولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا أظهرت أن فيروس جدري القردة غالبا ما يسبب الاكتئاب وآلام الأعصاب لدى المرضى. وفي بعض الحالات، يسبب التهاب الدماغ والتشنجات وأعراضا مشابهة لالتهاب السحايا، الأمر الذي يؤكد ضرورة مراقبة تغيرات تحدث في دماغ المرضى المعرّضين للخطر.
وقد اهتم فريق من علماء الفسيولوجيا العصبية بقيادة، أفيندرا ناث، الباحث الرائد في المعهد القومي للسكتة الدماغية في بيثيسدا الأمريكية، اهتموا بكثرة تعرض حاملي جدري القردة الفيروسي لمضاعفات مختلفة مرتبطة بعمل الجهاز العصبي.
وحلل العلماء كل سجلات الحالات التي تم جمعها خلال مراقبة المرضى الذين أصيبوا بجدري القردة الفيروسي في النصف الثاني للقرن الماضي في مختلف البلدان الإفريقية، وكذلك في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا. وتضمنت تلك المجموعة البيانات عن الإصابات التي حدثت قبل ظهور الجائحة الحالية وبعدها.
وأشار التحليل اللاحق لهذه البيانات إلى أن فيروس جدري القردة كان من المحتمل أن يتسبب في فشل فسيولوجي عصبي شأنه شأن الجدري البشري وبعض اللقاحات المبكرة ضد المرض. ولم يشكل معظمها، بما في ذلك الاكتئاب وآلام الأعصاب، خطراً على حياة المرضى، لكن في بعض الحالات تطوّرت لديهم أمراض مميتة، بما في ذلك التهاب الدماغ والتهاب السحايا.
وعلى وجه الخصوص، تم تسجيل حالتين من هذا القبيل في منتصف الثمانينيات وأوائل القرن الحادي والعشرين في الولايات المتحدة بين الأطفال الصغار حيث حدثت 3 مضاعفات فتاكة من التهاب الدماغ مع التشنجات في نيجيريا لدى رجال تراوحت أعمارهم بين 28 و 43 عاما. بالإضافة إلى ذلك، أودى التهاب الدماغ بحياة 3 مرضى صغار في إسبانيا والهند منذ بداية الجائحة الحالية.
ويرتبط تطور هذه المضاعفات، حسب العلماء، باختراق الفيروس للجهاز العصبي، وهو ما أكدته اختبارات (PCR) على أنسجة المتوفين، الأمر الذي يشير إلى أن المضاعفات الفسيولوجية العصبية المصاحبة للإصابة بفيروس جدري القردة يهدد حياة المرضى.