أكد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير المفدى، أن دولة قطر وألمانيا تطمحان معا لتعزيز علاقتهما الثنائية المتميزة في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصادية والثقافية والتعليم العالي والرياضة، كما أكد سموه أن قطر للطاقة وشركات الطاقة الألمانية تناقشان الفرص الاستثمارية بينهما، مبينا سموه أن دولة قطر تخطط منذ سنوات لتوسعة حقل غاز الشمال، تلبية للطلب العالمي المتزايد على الغاز الذي صار يحظى بمستقبل وأهمية كبيرة.
وخلال تصريحات صحفية مشتركة لسمو الأمير المفدى مساء اليوم في الديوان الأميري مع دولة السيد أولاف شولتس مستشار جمهورية ألمانيا الاتحادية الصديقة، أكد سموه أن دولة قطر من أكبر المستثمرين في ألمانيا، موضحا أن جهاز قطر للاستثمار يواصل البحث عن فرص استثمارية في ألمانيا؛ وذلك لثقة قطر الكبيرة في الاقتصاد الألماني، كما عبر سمو الأمير المفدى عن سعادته بتزايد طلب الأصدقاء في ألمانيا لتذاكر الحضور لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، متمنيا سموه للمنتخب الألماني التوفيق ومرحبا به وبالجماهير الألمانية في قطر.
وفيما يتعلق بالقضايا الإقليمية والدولية، بين سمو الأمير أن المباحثات في هذا المجال كانت صريحة، مشيرًا إلى أن الجانبين شددا على ضرورة حل جميع الخلافات عبر الحوار والطرق الدبلوماسية، ومؤكدًا سموه أنه لا يوجد حل في نهاية المطاف من دون الجلوس على طاولة المفاوضات، كما أكدًا معا على النهج القطري الألماني المشترك ضد استخدام القوة بأي شكل من الأشكال، لا سيما في تطورات الأوضاع في أوكرانيا، حيث حثا جميع الأطراف على وقف إطلاق النار في أسرع وقت، والانخراط في حوار بناء لإنهاء النزاع وحل الخلافات عبر الطرق السلمية.
سمو الأمير: ندعم جهود التوصل إلى اتفاق مع إيران حول برنامجها النووي.. ونتطلع لفتح حوار بين دول المنطقة من أجل تحقيق الأمن الإقليمي
وفيما يتصل بالملف النووي الإيراني أكد سمو الأمير المفدى أنه اتفق مع دولة المستشار الألماني على أهمية دعم الجهود للتوصل إلى اتفاق مع إيران حول برنامجها النووي، مشيرًا سموه إلى أن الاتفاق سيسهم في دعم الأمن والاستقرار في المنطقة، ومتطلعا لأن يؤدي ذلك إلى فتح حوار بين دول المنطقة من أجل تحقيق الأمن الإقليمي.
وفيما يتعلق بتطورات الأوضاع في ليبيا، أوضح سموه أن قطر وألمانيا تشددان على دعم الجهود الدولية لاستكمال العملية السياسية في ليبيا، والاتفاق على القاعدة الدستورية للانتخابات، وتوحيد مؤسسات الدولة الليبية.
الوضع في أفغانستان يتطلب نهجًا دوليًا مشتركًا لوضع خارطة طريق
وفيما يخص عملية السلام في أفغانستان، أكد الجانبان على أهمية المصالحة بين كافة فئات الشعب الأفغاني، وضرورة احترام حقوق الإنسان بما في ذلك حقوق المرأة وحق الفتيات في التعليم، مبينا سمو الأمير المفدى أن الوضع في أفغانستان يتطلب نهجا دوليا مشتركا لوضع خارطة طريق، ومؤكدا أن هناك خطرا في عزل أفغانستان قد تترب عليه نتائج عكسية.
من جانبه، وصف أولاف شولتس الزيارة بأنها تعد فرصة مهمة ومتجددة للحديث مع سمو الأمير حول التعاون الثنائي بين قطر وألمانيا، مشيرا إلى الزيارة الأخيرة لسموه إلى برلين في شهر مايو الماضي، والتي تبادلا خلالها الحوار حول عدة مسائل مهمة ومشتركة.
واستذكر دولة المستشار الألماني دعم دولة قطر لألمانيا في العام الماضي، لا سيما خلال جائحة "كوفيد-19" ودورها في إجلاء المواطنين الألمان عبر العالم وإعادتهم إلى ألمانيا، بالإضافة إلى إجلاء المواطنين الألمان من أفغانستان. وجدد في هذا الصدد الشكر لسمو الأمير على تلك الجهود.
أولاف شولتس: قطر وألمانيا تتفقان على نفس الموقف المبني على قواعد النظام الدولي القائم على أساس التعايش كمجتمع دولي
وأشار المستشار الألماني إلى الموقف الواضح الذي اتخذته دولة قطر ضد الحرب في أوكرانيا، موضحًا أن قطر وألمانيا تتفقان على نفس الموقف المبني على قواعد النظام الدولي القائم على أساس التعايش كمجتمع دولي، ومؤكدا أن ألمانيا لا تقبل المساس بسيادة وسلامة أوكرانيا.
وأوضح دولة المستشار في تصريحاته أنه ناقش مع سمو الأمير واردات الغاز المسال، متطلعا لإحداث تقدم أكثر في هذا الإطار، مشيرا في الوقت نفسه إلى مواصلة التعاون مع قطر في مجال الهيدروجين وإنتاج الكهرباء، ومؤملا تعميق التعاون في مجالات اقتصادية أخرى مثل الملاحة الجوية والتكنولوجيا الحديثة والمعدات الثقيلة.
وبين دولته أن المباحثات تناولت العلاقات الإقليمية، مشيدًا بإعلان العلا 2021، وما تم اتخاذه من خطوات تعمق العلاقات بين دول الخليج وتبني الثقة بينها، كما تم تناول تطورات الأوضاع في أفغانستان. وفي هذا الإطار نوه بدور دولة قطر في دعم السلام في أفغانستان ومختلف مناطق النزاع في المنطقة بعميق التقدير.
وأشار المستشار الألماني إلى أن المحادثات استعرضت كذلك دور إيران الإقليمي والجهود لإعادة اتفاق إيران النووي، مختتما تصريحاته بأن المحادثات تناولت كذلك استعدادات دولة قطر لاستضافة الحدث العملاق كأس العالم FIFA قطر 2022، والذي يجمع كل محبي كرة القدم في العالم، ومبينا أن هذه النوعية من البطولات والفعاليات تساهم في تفاهم الشعوب وتقاربهم، مشيدا في الوقت نفسه بالتطورات التي أحدثتها قطر في نظام حقوق العمال، ونظام الكفالة، وتحسين وضع العمال بشكل رائع، متمنيا التوفيق لقطر في الاستضافة وللمنتخبين الألماني والقطري النجاح في البطولة.