يواصل الهلال الأحمر القطري بالشراكة مع صندوق قطر للتنمية وصندوق الأمم المتحدة للسكان، تنفيذ مشروع خدمات الرعاية الصحية الشاملة للضعفاء في اليمن، وذلك لدعم 10 مرافق صحية في محافظات صنعاء وتعز والحديدة، بالإضافة إلى دعم مستشفى خليفة في مدينة التربة بمحافظة تعز.
ومن المخطط أن يغطي هذا المشروع 561 ألفا و600 استشارة طبية للمواطنين على مدار 30 شهرا، في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها الأشقاء اليمنيون منذ عدة أعوام، حيث باتت معظم المرافق الصحية مصابة بشلل شبه تام.
ويعمل الهلال الأحمر القطري على تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع عبر مجموعة من الآليات التي تتضمن توفير الحوافز للعاملين، وتأمين المواد التشغيلية للمرافق، حيث تم بالفعل توريد النواقص من الأجهزة والأثاث الطبي والأدوية والمحاليل المخبرية، ما كان له أوضح الأثر في تحقيق تطور ملموس على صعيد منظومة الصحة العامة، في وقت تشير فيه سجلات المرافق الصحية المستهدفة إلى ارتفاع أعداد المراجعين الذين استفادوا من الاستشارات الطبية ليصل عددهم إلى 26 ألفا و838 مستفيدا منذ انطلاق المشروع في ديسمبر 2020.
وقال السيد مسفر حمد الشهواني نائب المدير العام للمشاريع في صندوق قطر للتنمية بهذه المناسبة إنه نتيجة الصراعات المتتالية وانتشار الأوبئة، بات اليمن في أمس الحاجة إلى تعزيز النظم الصحية وتطويرها، مشيرا إلى أنه تماشيا مع أولويات صندوق قطر للتنمية وأهداف التنمية المستدامة لتوفير الوصول الآمن للخدمات الصحية، يقدم الصندوق بالتعاون مع شركائه الاستراتيجيين الهلال الأحمر القطري وصندوق الأمم المتحدة للسكان دعما لقطاع الصحة في اليمن، من خلال توفير الخدمات الصحية في 11 مرفقا صحيا بمحافظات صنعاء وتعز والحديدة.
من جهته، قال الدكتور ناصر مبخوت مدير مستشفى /22 مايو/ في أمانة العاصمة صنعاء إن وضع المستشفى قبل هذا التدخل كان مزريا للغاية، كما كانت الخدمات المقدمة للمراجعين متدنية جدا وذات جودة منخفضة لا ترقى حتى إلى مستوى مركز صحي، منوها إلى أنه منذ بداية شهر مارس الماضي، شرع الهلال الأحمر القطري في سداد رواتب العاملين، فارتفعت وتيرة العمل بشكل أسرع، وتحسن مستوى الخدمة، بينما تم دعم الصيدلية بعدد جيد من الأصناف الدوائية، ما أدى إلى زيادة عدد المراجعين بشكل ملحوظ، فضلا عن دعم الهلال الأحمر القطري للمختبر، ما أدى إلى زيادة معدل إجراء التحاليل المخبرية.
وأعرب عن الشكر لصندوق قطر للتنمية والهلال الأحمر القطري وصندوق الأمم المتحدة للسكان، على ما يقدمونه من دعم ومساندة للارتقاء بجودة الخدمات الطبية والعلاجية لجميع المراجعين الذين يفدون إلى المستشفى من مختلف المناطق، وخاصة من الفئات الفقيرة والضعيفة.
وفي ذات السياق، أوضح الدكتور عبدالرحمن أحمد صالح مدير عام مستشفى خليفة بالتربة أن المستشفى يواجه تحديات كبيرة منذ افتتاحه عام 1989، حيث كان مصمما لخدمة حوالي 243 ألف نسمة، لكنه أصبح اليوم ملتزما بتقديم خدماته لحوالي 1.2 مليون نسمة، في ظل انفجار سكاني هائل وحالة نزوح كبيرة، مشيرا إلى بعض التحديات ذات الصلة، ما جعل المستشفى يواجه أزمة مالية وتشغيلية كبيرة، ناهيك عن تقادم التجهيزات والمعدات الطبية بمرور الزمن.
يشار إلى أن هذا المشروع يتكون من أربع مراحل، بلغت تكلفة المرحلة الأولى منها 1.7 مليون دولار أمريكي، علما أن أطراف المشروع الثلاثة وقعت في شهر ديسمبر الماضي اتفاقية بهذا الخصوص لتقديم الخدمات الصحية الشاملة للفئات الأكثر تضررا في اليمن.