حذر رئيس شركة غوغل (Google) ساندار بيتشاي من تعرض الإنترنت المجاني والمفتوح للهجوم في دول حول العالم، حيث يرى أن العديد من البلدان تقيد تدفق المعلومات، وغالبا ما يتم اعتبار هذا الشيء لتلك الدول أمرا لا بد منه.
وقد أطلق بيتشاي تحذيره خلال مقابلة معمقة مع الكاتب أمول راجان من "بي بي سي" (BBC) الإخبارية تناول فيها أيضا الخلافات حول الضرائب والخصوصية والبيانات، وجادل بأن اختراع الذكاء الاصطناعي سيكون أثره على البشرية أكبر من الاختراعات الأخرى مثل النار والكهرباء أو الإنترنت.
وردا على سؤال عما إذا كان النموذج الصيني للإنترنت -الأكبر والأكثر تشددا من حيث المراقبة- في صعود، قال بيتشاي إن الإنترنت المجاني والمفتوح "يتعرض للهجوم"، لكنه لم يشر إلى الصين مباشرة، لكنه ألمح بالقول "لا يتوفر أي من منتجاتنا وخدماتنا الرئيسية في الصين".
وأشار إلى أن المشرعين والمنظمين بطيئون وغير فعالين، ويسهل الضغط عليهم بخصوص حرية تنقل المعلومات في الوقت الحالي، مما يترك مسؤولية إتاحة الإنترنت المفتوح لشركات مثل غوغل.
ويعتبر بيتشاي الرئيس التنفيذي لواحدة من أكثر المؤسسات تعقيدا وثراء في التاريخ.
الثورات القادمة
بصفته رئيسا لكل من غوغل والشركة الأم ألفابت (Alphabet) فهو القائد الأعلى للشركات والمنتجات المتنوعة التي تندرج تحت مظلة هاتين الشركتين ولكن المنتج الأكثر شيوعا هو محرك بحث غوغل الذي أصبح على مدار الـ23 عاما الماضية شبكة الإنترنت المجانية والمفتوحة الأكبر في العالم.
ووفقا لبيتشاي، على مدار الربع القادم من القرن سيحدث تطوران آخران ثورة في عالمنا: الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية، مشددا على مدى أهمية الذكاء الاصطناعي.
وقال بيتشاي "إنني أعتبرها أكثر التقنيات التي ستطورها البشرية عمقا "، مضيفا "كما تعلم، إذا كنت تفكر في النار أو الكهرباء أو الإنترنت فالأمر كذلك، لكنني أعتقد أن الأمر أكثر عمقا".
الذكاء الاصطناعي في الأساس هو محاولة لاستنساخ الذكاء البشري على الآلات، وتعد أنظمة الذكاء الاصطناعي المختلفة بالفعل أفضل من البشر في حل أنواع معينة من المشكلات.
أما الحوسبة الكمية فهي ظاهرة مختلفة تماما، وتعتمد الحوسبة العادية على طريقة العد الثنائية: 0 أو 1، ولا شيء بينهما، وتسمى هذه الحالة "البت" (Bit).
لكن على المستوى الكمي أو دون الذري تتصرف المادة بشكل مختلف، فيمكن أن تكون 0 أو 1 في نفس الوقت، أو على طيف بين الاثنين، وتُبنى أجهزة الحاسوب الكمية على كيوبتات، والتي تؤثر على احتمال وجود المادة في عدة حالات مختلفة.
ويجد بيتشاي وغيره من التقنيين البارزين في هذه الإمكانيات فرصا عديدة، فهو يرى أن "حوسبة الكم لن تعمل على كل شيء، ولكن هناك بعض الأشياء التي ستفتح لها الحوسبة الكمية نطاقا جديدا من الحلول".
تكنولوجيا فرض الضرائب
تتخذ غوغل موقفا دفاعيا في الأمور المتعلقة بالضرائب، فلعدة سنوات دفعت الشركة مبالغ ضخمة للمحاسبين والمحامين من أجل تقليص التزاماتهم الضريبية بشكل قانوني.
على سبيل المثال، في عام 2017 نقلت غوغل أكثر من 20 مليار دولار إلى برمودا من خلال شركة وهمية هولندية كجزء من إستراتيجية تسمى "دبل أيرش دوتش ساندوتش" (Double Irish Dutch Sandwich).
وقال بيتشاي في المقابلة إن غوغل لم تعد تستخدم هذا المخطط، وهي واحدة من أكبر دافعي الضرائب في العالم، وتمتثل لقوانين الضرائب في كل بلد تعمل فيه.
ويقول الكاتب إنه من الواضح أن غوغل تتعامل مع صانعي السياسات لإيجاد طرق لجعل الضرائب أبسط وأكثر فاعلية، صحيح أن الشركة تنشأ معظم أبحاثها وعائداتها في الولايات المتحدة، حيث تدفع معظم ضرائبها.
وعلاوة على ذلك، فقد دفعت ضريبة بنسبة 20% خلال العقد الماضي، وهو ما يزيد على العديد من الشركات، ومع ذلك فإن استخدام أي ملاذ ضريبي يعد أمرا سيئا لسمعة الشركات في جميع أنحاء العالم.
مشاكل الخصوصية
ومن المشكلات الكبيرة الأخرى التي تواجهها غوغل التدقيق المستمر والمتزايد في ما يتعلق بالبيانات والخصوصية، وما إذا كانت الشركة لديها احتكار فعال في البحث أم لا، حيث تهيمن تماما.
وأوضح بيتشاي أن غوغل منتج مجاني، ويمكن للمستخدمين الانتقال بسهولة إلى مكان آخر.
هذه هي الحجة نفسها التي استخدمها مارك زوكربيرغ وحصلت بموجبها شركة فيسبوك (Facebook) على تأييد قوي من القاضي جيمس بواسبيرغ من واشنطن العاصمة عندما رفض مجموعة من قضايا مكافحة الاحتكار ضد عملاق وسائل التواصل الاجتماعي الشهر الماضي.