أكد سعادة السيد مالكولم جونسون نائب الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات، أن تكون بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، محل اهتمام بالغ من قبل الملايين حول العالم باعتبار أنها لأول مرة تقام في المنطقة العربية، كما أن البطولة ستشهد لأول مرة استخدام تقنيات حديثة عالية الجودة في البث وإدارة العمليات اللوجيستية.
وقال جونسون، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية (قنا) على هامش مؤتمر المندوبين المفوضين للاتحاد الدولي للاتصالات المنعقد في العاصمة الرومانية بوخارست، إن البنية التحتية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات التي تمتلكها دولة قطر ستمكنها من تنظيم بطولة ناجحة على صعيد إذاعة الأحداث والمباريات للعالم.
تعاون وطيد
وأضاف أن دولة قطر والاتحاد الدولي للاتصالات يتعاونان بشكل وطيد خلال هذه البطولة حيث يوفر الاتحاد طيف الترددات الراديوية للأقمار الصناعية لبث المباريات في جميع أنحاء العالم بالإضافة إلى تقنية الفيديو التي سيتم استخدامها والتي تعتمد على معيار الاتحاد الدولي للاتصالات.
مالكولم جونسون: الاتحاد الدولي للاتصالات حريص على نجاح دولة قطر في تنظيم بطولة رائعة لكأس العالم
وشدد على حرص الاتحاد الدولي للاتصالات على نجاح دولة قطر في تنظيم بطولة رائعة لكأس العالم، خاصة وأن الاتحاد شريك وثيق لقطر في هذا الجانب، وعملا عن كثب خلال السنوات الماضية في سبيل ذلك.
ونوه نائب الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات بالبنية التحتية في قطاع الاتصالات والتحول الرقمي التي تمتلكه قطر، من خلال معاينته لتطورات تكنولوجيا المعلومات عندما كان في زيارة لقطر قبل سنوات قليلة، وقال أنه خلال تلك الزيارة زار "واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا" و"مركز قطر للابتكارات التكنولوجية"، مؤكدا على التأثير الايجابي للمنشأتين على قطاع التكنولوجيا في قطر والعالم.
تحديات رقمية
من جهة أخرى، تحدث سعادة السيد مالكولم جونسون، في تصريحاته لـ "قنا"، عن التحديات التي تواجهها عملية التحول الرقمي في العالم، وقال إن هناك الكثير من الابتكارات الجديدة المعروفة مثل الذكاء الاصطناعي، والجيل الخامس، والمعايير الجديدة للنطاق العريض، كما يجري العمل بالفعل على الجيل السادس، وبالتالي يجب علينا ضمان أن هذه التقنيات الجديدة يتم توزيعها بشكل منصف في جميع أنحاء العالم بشكل يسمح للجميع بالاستفادة عن طريق تقديمها بأسعار في المتناول.
وأشار إلى وجود 2.7 مليار شخص حول العالم ما زالوا غير متصلين بالإنترنت، ولذلك يجب التأكد من الوصول إليهم خاصة وأن أغلبهم يعيشون في مناطق ريفية ومجتمعات منعزلة يصعب الوصول إليها، وأن الاستثمار للوصول إليهم ليست له مردودية كبيرة.
وأضاف أن هذا الأمر يتطلب شراكات واسعة بين القطاعين العام والخاص، وأن تعمل الحكومات عن كثب مع القطاع الخاص للوصول إلى هؤلاء الأشخاص وتقديم التكنولوجيا لهم بأسعار معقولة وهو الطريق الوحيد لتحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
وعن نشاط الاتحاد الدولي للاتصالات، أوضح جونسون أنه يقوم بالأساس على توفير الطيف الترددي للتقنيات الجديدة، مشيرا إلى أنه سيتم العام المقبل في دبي تنظيم المؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية لتعديل المعاهدة الدولية بشأن استخدام الطيف الترددي ومدارات الأقمار الصناعية، بحيث يتم التأكد من أن الخدمات الأكثر طلبًا تمتلك ما يكفي من الطيف.
توحيد استخدام التكنولوجيا
كما لفت إلى أن الاتحاد الدولي يعمل على توحيد استخدام التكنولوجيا، بحيث تكون هناك معايير دولية للسماح للأشخاص بالاستثمار في المعدات التي تلبي المعايير لتمكن المشغلين من تقديم الخدمات، وهو ما يقلل تكلفة استخدام هذه التكنولوجيا على المستخدمين.
وأفاد بأن الاتحاد لديه عدد من المشاريع والمبادرات في هذا الصدد، كالمبادرة الخاصة بتوفير أجهزة الكمبيوتر المحمولة إلى المدارس لضمان استفادة الناس في جميع أنحاء العالم من هذه التكنولوجيا، حيث لا يمكن أن يتم ذلك إلا بالعمل عن كثب مع الدول الأعضاء.
وحول أعمال مؤتمر المندوبين المفوضين للاتحاد الدولي للاتصالات، قال سعادة نائب الأمين العام للاتحاد إن هذه الفعالية تعد من أهم الأحداث الخاصة بالاتحاد الدولي لأنها تقام مرة كل أربع سنوات حيث يعتمد المؤتمر الخطة الإستراتيجية والخطة المالية التي تتناول كيفية تمويل تلك الخطة الإستراتيجية.
وأشار سعادة السيد مالكولم جونسون، في ختام تصريحاته لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، إلى أن المشاركين في المؤتمر سيتخذون عددًا من القرارات بشأن المجالات التي ينبغي أن يركز الاتحاد الدولي للاتصالات عليها خلال السنوات الأربع القادمة لضمان حصولنا على الدعم الكامل من الأعضاء للمضي قدمًا في مهمتنا المتمثلة في توفير فوائد التكنولوجيا للناس في كل مكان وبأسعار معقولة، وبالتالي فإن نتيجة هذا المؤتمر ستحدد إلى حد كبير مدى نجاح العالم في توصيل الناس بالإنترنت في جميع أنحاء العالم.