أكدت الدكتورة شريفة العمادي المدير التنفيذي لمعهد الدوحة الدولي للأسرة أن الأسرة العربية تواجه تحديات تتطلب من الدول وضع سياسات جديدة تعزز تماسكها، وتحول دون تعرضها للمشاكل في المستقبل.
وذكرت الدكتورة شريفة العمادي، في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية قنا على هامش مشاركتها في فعاليات المنتدى العربي للمناخ بالعاصمة المصرية القاهرة، أن تبني الدول للسياسات التي تدعم التماسك الأسري سينعكس بشكل إيجابي على المجتمع، كون الأسرة هي أساس المجتمع ونواته الرئيسية.. منوهة بأهمية الحاجة لوجود سياسات تدعم تربية الأبناء بشكل صحيح من أجل تنشئة أفراد أسوياء وأصحاء قادرين على تنمية المجتمع والنهوض بهم إلى أعلى المراتب.
وأضافت: "أجرينا دراسة تناولت حالة الزواج في العالم العربي في 22 دولة عربية، وكشفت عن وجود تحديات تواجه المتزوجين في السنوات الخمس الأولى، وخرجنا بنتائج تحتم إعداد برامج للمقبلين على الزواج حتى يتجنبوا تحديات السنوات الخمس والمشاكل التي تحدث فيها".
ودعت إلى أن يكون هناك فرض إجباري للبرامج الداعمة لتربية الأبناء بنهج قويم وصحيح يخدم المجتمعات ويساهم بشكل رئيسي في تحقيق التنمية المستدامة، منوهة بوجود تعاون وثيق بين معهد الدوحة الدولي للأسرة وجامعة الدول العربية في هذا الشأن، حيث يعمل قطاع الشؤون الاجتماعية بالجامعة العربية على بلورة ما يتوصل إليه المعهد من دراسات ورؤى لمعالجتها وطرحها لخدمة المجتمعات العربية.
ولفتت إلى أنه رغم التحديات التي تواجه الأسرة العربية، إلا أن جائحة "كورونا" التي ضربت العالم أثبتت أن الأسرة العربية قدمت نموذجا يحتذى به من حيث تماسكها، بما خفف من حدة هذا الوباء وتداعياته، على عكس ما شهدته دول غربية من ارتفاع في نسب الانتحار والاكتئاب والاضطرابات النفسية خلال هذا الفترة.
كما نوهت بأهمية مشاركة معهد الدوحة الدولي للأسرة في فعاليات المنتدى العربي للمناخ، مشيرة إلى أنها المرة الأولى التي تشتبك فيها الأسرة مع قضايا المناخ... موضحة أن الأسرة في الماضي كانت غائبة عن هذا الموضوع المهم، وقد أثبتنا من خلال الدراسات أن الأسر إذا تفككت فإنها تؤثر أيضا على استغلال الموارد وبالتالي تؤثر لاحقا على قضايا المناخ .
ويشارك معهد الدوحة الدولي للأسرة في النسخة الأولى من المنتدى العربي للمناخ، الذي انطلقت أعماله أمس، تحت شعار "معا لتعزيز إسهام المجتمع المدني في العمل المناخي".