أطلقت جامعة قطر اليوم الإثنين، فعاليات المنتدى والمعرض البحثي السنوي 2022، الذي يقام تحت عنوان "البحث والابتكار والاستدامة: الرياضة ملتقى الأمم"، بحضور سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الرياضة والشباب، وبمشاركة عدد من الباحثين والخبراء وأصحاب المصلحة والشركاء والمؤسسات ومراكز البحث، ويستمر يومين.
ويهدف هذا المنتدى، الذي ينظم برعاية إكسون موبيل قطر، إلى إبراز الجهود البحثية لجامعة قطر في معالجة القضايا والتحديات التي تواجه المجتمع، من خلال البحوث القائمة على الشراكات النشطة والتفاعلية مع الصناعة والعديد من أصحاب المصلحة الآخرين.
كما يتم تسليط الضوء على الأبحاث المهمة والحائزة على جوائز، والتي تعزز رؤية الجامعة وتدعم الأولويات البحثية لدولة قطر وأهداف ورؤية قطر الوطنية 2030، إضافة إلى تحقيق التعلم القائم على البحث والاكتشاف وريادة الأعمال.
ويربط المنتدى والمعرض هذا العام بين الرياضة والبحث والابتكار والاستدامة، وذلك لتزامنهما مع استضافة الدولة لكأس العالم FIFA قطر 2022، وتداعيات جائحة فيروس كورونا "كوفيد-19"، حيث يجمع بين أوجه التقدم في البحث والابتكار على الرغم من الظروف الصحية الراهنة خلال فترة انتشار الجائحة وما بعدها، مع التأكيد على قضايا الاستدامة ذات الصلة بفترة ما بعد بطولة كأس العالم، والعمل على تحسين رفاهية المجتمع.
د.حسن الدرهم: المنتدى أصبح ملتقى للعلماء والباحثين والطلبة لعرض مشروعاتهم البحثية وإبراز قدراتهم وامكانياتهم
وقال سعادة الدكتور حسن بن راشد الدرهم رئيس جامعة قطر إن هذا المنتدى أصبح ملتقى للعلماء والباحثين والطلبة لعرض مشروعاتهم البحثية، وإبراز قدراتهم وامكانياتهم، ومنصة للتواصل مع الشركاء المحليين للتعريف بإنجازات الجامعة البحثية.
وأكد الدكتور الدرهم، في تصريح للصحفيين، أن المنتدى "يعكس التقدم المذهل الذي وصلت إليه الجامعة في ميدان البحث والتطوير والابتكار، ويسلط الضوء على المساعي الحثيثة لنقل التكنولوجيا إلى الصناعة التي نرتبط معها بشراكة واسعة".
كما شدد على أن جامعة قطر حددت أولوياتها البحثية لتتوافق مع رؤية قطر الوطنية 2030، وأنجزت الكثير على هذا الصعيد، مضيفا: "سنرى قريبا انعكاس هذه الجهود على التنوع الاقتصادي بالدولة بما يعزز جهود التنمية المستدامة".
المنتدى يربط بين الرياضة والبحث والابتكار والتنمية المستدامة بغية التعريف بالجهود البحثية لجامعة قطر
وأشار إلى أن منتدى هذا العام يربط بين الرياضة والبحث والابتكار والتنمية المستدامة، بغية التعريف بالجهود البحثية لجامعة قطر في خدمة استضافة كأس العالم FIFA قطر 2022، وما قدمته من مبادرات منذ فوز دولة قطر بالاستضافة في العام 2010، مؤكدا أن الجامعة اليوم في أتم الاستعداد للمساهمة في هذا الحدث الرياضي من خلال شراكاتها المتعددة ومشاريعها التي أنجزتها بالتعاون مع الجهات المعنية بالبطولة، مشيرًا في سياق متصل الى احتضان الجامعة لمنتخبي إسبانيا والأرجنتين خلال البطولة.
وتابع: "أسهمنا في كثير من الأمور مثل تكييف الملاعب، ومنصة ذكية لشبكة الطرق وحركة المرور، إلى جانب المسوحات الاجتماعيات والاقتصادية والصحية وتدريب المتطوعين وغيرها".
وعن شركة جامعة قطر القابضة، التي تشارك لأول مرة في المنتدى، أوضح سعادة رئيس جامعة قطر أن الشركة تأسست قبل عام من الآن لدعم المشاريع البحثية التي تقوم بها الجامعة من خلال تحويل الابتكارات إلى منتجات قابلة للتسويق.
بدورها، سلطت الدكتورة مريم المعاضيد نائب رئيس جامعة قطر للبحث والدراسات العليا الضوء على أنشطة البحث والدراسات العليا في الجامعة، ومدى التطور الذي شهدته البنية التحتية البحثية بالجامعة، من مراكز ومعاهد بحثية، ومختبرات، ومعامل، ومشاريع ومبادرات لخدمة الباحثين وطلبة الجامعة والمجتمع المحلي بشكل عام.
وطرحت الدكتورة المعاضيد بعض الأرقام التي تعكس حجم الإنجازات على الصعيد البحثي، منها 3000 بحث محكم، وأكثر من 85 براءة اختراع، ونحو 250 مذكرة تفاهم، منها 100 مذكرة مع شركاء من خارج قطر.
د.مريم المعاضيد: جامعة قطر حريصة كل الحرص على توطين التكنولوجيا وتلبية متطلبات المبدعين ودعم براءات الاختراع
وأكدت أن جامعة قطر حريصة كل الحرص على توطين التكنولوجيا وتلبية متطلبات المبدعين ودعم براءات الاختراع، إلى جانب تطوير المنح والتمويل والتسويق والشراكات الداخلية والخارجية، وغير ذلك من الممارسات التي ترفد مساهمة المراكز البحثية والباحثين في بناء اقتصاد المعرفة وتعزيز خطط التنمية المستدامة.
بدوره، قدم المهندس عمر علي الأنصاري الأمين العام لمجلس قطر للبحوث والتطوير والابتكار رؤية متكاملة للمقومات وعوامل النجاح التي تعزز المضي قدمًا نحو بناء اقتصاد قائم على المعرفة، ودور المجلس في هذه المسيرة.
وأكد أن دولة قطر تمتلك كافة المقومات لنجاح خططها في التنويع الاقتصادي وبناء اقتصاد معرفي مستدام، مشيرًا إلى جهود التطوير والبحث والابتكار في مختلف القطاعات بالدولة في ضوء استراتيجية قطر للبحوث والتطوير والابتكار 2030.
وقال المهندس الأنصاري إن دولة قطر سجلت على مدى العقدين الماضيين قصص نجاح عظيمة هي محل فخر، أهمها خلق صناعة جديدة من خلال تطوير تكنولوجيا الغاز الطبيعي المسال التي ساهمت في الازدهار والرخاء، إلى جانب الإنجاز الإقليمي والعالمي المتمثل في استضافة كأس العالم، وهي الآن تسعى جاهدة نحو تنويع اقتصادها، وبناء اقتصاد قائم على المعرفة لترجمة أهداف رؤيتها الوطنية 2030 .
تفاصيل جلسات المنتدى
وتحدث في الجلسة الافتتاحية السيد جاغير باكسي نائب الرئيس ومدير المشاريع في إكسون موبيل قطر حول الشراكة والتعاون بين الشركة وجامعة قطر، وما أسفرت عنه من مشاريع ومنجزات لخدمة المجتمع المحلي.
ويركز المنتدى هذا العام على محاور تتعلق بدور البحث العلمي والابتكار في تحقيق الاستدامة، مع التركيز على مواجهة التحديات الأكثر إلحاحا في العالم مثل دور الرياضة في توحيد الأمم، وصناعة الرياضة، والأمن المائي، والصناعات والابتكارات.
ولمناقشة هذه المحاور، يعقد المشاركون في أول أيام المنتدى، ثلاث جلسات نقاشية يحضرها ممثلون من مختلف القطاعات الأكاديمية والصناعية والحكومية، هي "البحث والابتكار في الرياضة وما بعدها"، و"استراتيجية الاستدامة: نماذج من الصناعة والرياضة"، و"الإرث والاستدامة في الأمن والصحة"، فيما يتضمن اليوم الثاني عددا من الندوات منها "الأوساط الأكاديمية والصناعة نحو الاستدامة"، و"تطبيق الجسيمات النانوية وتكنولوجيا الطحالب في معالجة مياه الصرف الصناعي وإعادة استخدامها"، والتي تقدمها إكسون موبيل قطر.
ويتضمن المعرض المصاحب للمنتدى هذا العام أهم إنجازات الجامعة البحثية ومخرجاتها وأنشطتها، إلى جانب جناح خاص لأبحاث في مجالات بحثية متنوعة تناولت استضافة دولة قطر لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022.
ومن المقرر أن يتم على هامش المنتدى توقيع اتفاقية برنامج دكتوراة مشترك بين جامعة قطر وكلية الجراحين الملكية في أيرلندا "RCSI"، وكذلك توقيع اتفاقية تطبيقية صناعية مع شركة "بلو ريف" البرازيلية، إلى جانب تكريم أعضاء هيئة التدريس والباحثين والطلبة الجامعيين، وتقديم عدد من الجوائز البحثية المتنوعة وجوائز الدراسات العليا.