أكد سعادة السيد توماش بيترجيتشيك وزير الخارجية السابق بجمهورية التشيك، أن دولة قطر باتت تتبوأ مكانة مرموقة إقليميا ودوليا؛ بفضل جهودها الواضحة والمقدرة في العديد من المجالات، مشددا على أنه سيكون من المهم جدا لبلاده أن تقوم بتحفيز شركاتها ومستثمريها على اتخاذ قطر مركز انطلاق لأعمالهم في منطقة الخليج ككل.
تعاون اقتصادي
وأوضح سعادته، في حوار مع وكالة الأنباء القطرية "قنا"، أن زيارة الدولة التي يقوم بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى التشيك تترجم التطور الحاصل في العلاقات بين البلدين، متوقعا أن يكون هناك نمو ديناميكي للتعاون الاقتصادي بين دولة قطر وجمهورية التشيك حتى على مستوى الأفراد، مشيرا إلى أن الفرص متاحة لإقامة علاقات سياسية أقوى بين الدوحة وبراغ، وهو بالتأكيد نتاج طبيعي للعلاقات الثنائية بين البلدين.
وقال بيترجيتشيك: "بدأنا العمل على جهود توطيد علاقتنا بدولة قطر منذ عامي 2018 و2019"، معربا عن سعادته بأن تكلل تلك الجهود بشكل جيد الآن، وأن يكون هذا التعاون مفيدا لكلا البلدين في المستقبل، خاصة وأن جمهورية التشيك واحدة من الدول الصناعية النشطة في أوروبا، التي تمتلك العديد من الفرص الاستثمارية الملائمة لرجال الأعمال القطريين.
وحول القضايا التي سيناقشها قائدا البلدين خلال زيارة سمو أمير البلاد المفدى إلى التشيك، قال سعادة السيد توماش بيترجيتشيك: "أعتقد أن إحدى القضايا الرئيسية ستكون التعاون الاقتصادي بين البلدين، وبالتأكيد بالنظر إلى أزمة الطاقة الحالية، سيكون على رأس الأولويات ما إذا كان بإمكان قطر وجمهورية التشيك إقامة علاقات تعاون في مجال الطاقة".
الغاز المسال
وعما إذا كان اللقاء بين الجانبين سيتناول موضوع الغاز، قال سعادة وزير الخارجية التشيكي السابق، "أعتقد أنه سيكون أحد الموضوعات؛ لأن جمهورية التشيك كدولة حبيسة (غير ساحلية) ستعتمد بشكل أكبر على إمدادات الغاز المسال"، مبينا أن "لدى الاتحاد الأوروبي طاقة استيعابية، أو بالأحرى محطة إعادة تحويل الغاز في روتردام الهولندية، ونحن في مفاوضات مع شركائنا الألمان والبولنديين حول إمكانية الدخول في مشاريع من شأنها جلب الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا، وبالطبع قطر على رأس الشركاء الذين سنسعى للحصول على الغاز الطبيعي المسال منها".
وعن زيارته للدوحة خلال العام 2019، أشار سعادة وزير الخارجية التشيكي السابق، إلى أن زيارته كانت في ظروف مختلفة، فقد كانت قبل أزمة "كوفيد-19"، وقبل أزمة الطاقة والأزمات الاقتصادية التي يشهدها العالم حاليا، ولكن في العام 2019 كانت براغ والدوحة تؤمنان بأن لدى البلدين الكثير من المصالح المشتركة، فجمهورية التشيك دولة ذات اقتصاد صناعي، بالإضافة إلى قطاع سياحي مزدهر، إلى جانب أن لديها العديد من المبادرات المميزة في مجالي التكنولوجيا والابتكار، ونعتقد أنها تستطيع جذب المستثمرين والشركاء القطريين، مضيفا "في الوقت ذاته، قطر أصبحت مركزا إقليميا في العديد من المجالات، وسيكون من المهم جدا لجمهورية التشيك أن تقوم بتحفيز الشركات والمستثمرين التشيكيين على اتخاذ قطر مركز انطلاق لأعمالهم في منطقة الخليج ككل".
قطر دولة طموحة ولديها الخطط في تلك المجالات والتشيك تود أن تكون من رواد التكنولوجيا في أوروبا الوسطى
كما نوه سعادته بأنه بإمكان البلدين تحقيق المزيد على مستوى التبادل الثنائي، وكذلك تحقيق المزيد في مجالي البحث والابتكار، فقطر دولة طموحة ولديها الخطط في تلك المجالات، وجمهورية التشيك تود أن تكون من رواد التكنولوجيا في أوروبا الوسطى، مشيدا بالتطور الحاصل في قطر، الذي لمسه عند زيارته الأخيرة لها، وقال إنه من الواضح أن لدى البلاد استراتيجية مفصلة للغاية حول كيفية تطوير اقتصادها، وكيفية أن تصبح مركزا اقتصاديا للمنطقة ككل، لافتا إلى أنه كان مثيرا للاهتمام محاولة قطر جذب العديد من الاستثمارات الأجنبية التي تستثمر فيها بنفسها كمجالات البحث والتكنولوجيا.
تحديات الاقتصاد العالمي
وقال سعادة السيد توماش بيترجيتشيك وزير الخارجية السابق بجمهورية التشيك "سيكون من المهم للشركات الأوروبية والشركات التشيكية البحث، في ظل التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي، عن شركاء إقليميين، وتعتبر دولة قطر أحد هؤلاء الشركاء لأي أحد يريد إقامة تجارة دائمة في منطقة الخليج".
وعن الأزمة الدائرة حاليا بين روسيا وأوكرانيا وعما إذا كانت أوروبا ستواجه عقبات في استيراد الطاقة من روسيا، قال وزير الخارجية التشيكي السابق في حواره مع وكالة الأنباء القطرية "قنا"، إن الاتحاد الأوروبي يواجه الآن ضغوطات كبيرة يرجع سببها لأسعار الطاقة، مشيرا إلى أن روسيا اعتادت أن تمد أوروبا بـ 40 بالمئة من استهلاكها من الغاز، غير أن التحدي الأكبر الآن لأوروبا هو استبدال هذه الإمدادات، وتقليل الاعتماد على دول أخرى.
تعزيز التعاون
كما لفت إلى أن الفرصة مواتية حاليا لقطر وشركائها الأوروبيين لتعزيز تعاونهم في مجال الطاقة، خاصة أن قطر تعد واحدة من أهم منتجي الغاز المسال في العالم، وهي شريك مهم للاتحاد الأوروبي، حيث يعتمد الاتحاد عليها في العديد من المجالات.
وقال إن دولة قطر لديها دور نشط في المنطقة، وأعتقد أن على الدبلوماسيين في جمهورية التشيك أن يناقشوا مع الدبلوماسيين في قطر إقامة مشاورات منتظمة بين البلدين، لاسيما في ظل ديناميكية العمل الناجعة التي تنتهجها الدوحة تجاه العديد من الملفات، وفي ظل مساعيها لأن تكون جزءا من تلك المساعي الدولية التي تتضمن إرساء الاستقرار في دول الجوار الأوروبي.
وبخصوص كأس العالم FIFA قطر 2022، قال وزير الخارجية السابق بجمهورية التشيك، في ختام حواره الخاص مع "قنا"، إنه يتطلع لمشاهدة البطولة، مؤكدا على أنها ستكون على قدر عال جدا من التنظيم، خاصة أنه وقف خلال زيارته لقطر في العام 2019 على تحضيرات كبيرة، متوقعا أن تكون البطولة ناجحة واستثنائية.