تضمنت فعاليات اليوم الثاني لمؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية “ويش 2022” عددا من الجلسات الحوارية والنقاشات والأنشطة المتعلقة بركن الابتكار ومجلس “أغورا” وعروض المبتكرين واستوديو مناظرات الدوحة في “ويش” وغيرها من الفعاليات المصاحبة.
فقد تناولت الجلسات موضوعات هامة منها “تحقيق وعود الطب الدقيق: الدور الجوهري للبنوك الحيوية”، و”بناء مستشفيات أفضل للمستقبل”، و”دعم الرعاية الصحية والرفاه للقوى العاملة المهاجرة حول العالم”، و”إصابات الأطفال في الانفجارات: التحديات والاستجابة المبتكرة”، و”سد ثغرات سلسلة التوريد لتحقيق القدرة على الصمود”، و”بناء مدن ذكية لتحسين صحة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة”، و”واجبنا بالرعاية: نداء عالمي للعمل على حماية الصحة النفسية للعاملين في القطاع الصحي”، و”الأمن الغذائي والصحة في بيئة متغيرة: إدراك المخاطر والتخفيف من حدتها”، و”الاستجابة المدعومة بالبيانات لكوفيدـ19”، و”تعزيز الرعاية الصحية للمسنين حول العالم”.
وفي الجلسة المعنية بالأمن الغذائي والصحة استعرض الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة بجمهورية مصر العربية تجربة بلاده في تجاوز أزمة كوفيد والحرب الروسية الأوكرانية، مؤكدا أن مصر لم تشهد أي انخفاض أو عجز في الأمن الغذائي ولا في الإمدادات الصحية رغم أن تعداد سكانها يتجاوز الـ100 مليون نسمة ومع ذلك نجحت في تبني سياسات تضمن الأمن الغذائي لجميع المصريين.
ولفت وزير الصحة المصري إلى أن بلاده أطلقت مبادرة للحد من أثر التغير المناخي تأتي بالتزامن مع استضافة مصر لمؤتمرCOP 27 الشهر المقبل حيث تضع في اعتباراتها التأثيرات المتزايدة لقضية التغير المناخي على الغذاء، موضحا أن القاهرة اتخذت خطوات مهمة في مجال الأمن الغذائي بعد تأثر إمدادات القمح نتيجة للحرب الأوكرانية، خاصة وأن مصر من أكبر المستوردين للقمح ولكن السياسات الحكومية نجحت في الحفاظ على الأمن الغذائي من خلال تبني سياسات زراعية مختلفة والبحث عن بدائل للقمح الأوكراني.
د.خالد عبدالغفار: مصر حريصة على أمنها الغذائي مع الأخذ في الاعتبار الزيادة السكانية المطردة
وأكد الدكتور خالد عبدالغفار حرص بلاده على أمنها الغذائي مع الأخذ في الاعتبار الزيادة السكانية المطردة والتي تقدر بمليونين و200 ألف نسمة سنويا ولكن الحكومة نجحت بكفاءة في استقرار الأمن الغذائي كمفهوم وممارسة واقعية.
وتحدث الوزير المصري عن الخطة التنفيذية للاستراتيجية الوطنية للغذاء والتغذية 2022 - 2030 ، التي تأتي في إطار التزام الدولة المصرية بتحقيق الأمن الغذائي وتحسين التغذية، وتحسين الصحة العامة للمواطنين، مضيفا أنه من خلال مبادرة رئاسية للكشف عن الانيميا والسمنة تبين أن عددا كبيرا من الطلاب يعاني من المرضين رغم اختلاف الطبقات الاجتماعية وأنه من خلال الخطة التنفيذية الوطنية للغذاء نطرح تحسين الغذاء في المدارس وفي المؤسسات التعليمية لأن الأسر لا تعرف الفرق بين الطعام والتغذية فالغذاء يعني أن يتمتع الطعام بالعناصر اللازمة للنمو.
وفي الجلسة المعنية بالاستجابة لـ”كوفيدـ19” نوقشت أسباب تراجع التركيز على جائحة “كوفيد-19”، فإذا كانت الحكومات حولت تركيزها عن الجائحة، فكيف يمكننا كمجتمع عالمي يهتم بالرعاية الصحية، أن نقنع عامة الناس بتلقي الرعاية اللازمة، واتخاذ التدابير المناسبة للحماية من هذه العدوى، أو من أية جائحة أخرى قادمة؟ وسلط النقاش الضوء على الخطوات التي يمكن اتخاذها استعدادا للأوبئة التي يمكن أن تظهر مستقبلا.
وشاركت الدكتورة ماريا فان كيرخوف، الرئيسة التقنية المعنية بـ”كوفيد-19” في منظمة الصحة العالمية، آراءها حول كيف يمكن للدول الاستعداد لمواجهة الجائحة القادمة، وكذلك رؤيتها حول كيفية تأثير الوباء على بعض البلدان أكثر من غيرها. وقالت: "حتى اليوم، تم إعطاء 12.75 مليار جرعة من لقاح كوفيد-19، بينما تلقى 67.9 بالمئة من سكان العالم جرعة واحدة على الأقل من اللقاح، و22.7 بالمئة من الناس في البلدان ذات الدخل المنخفض حصلوا على جرعة واحدة على الأقل".
د. ماريا كيرخوف: استعداد البلدان لمواجهة الأوبئة المستقبلية يتطلب إبلاغها وإطلاعها الدائم بتحذيرات منظمة الصحة العالمية
وأشارت الدكتورة كيرخوف إلى أن استعداد البلدان لمواجهة الأوبئة المستقبلية يتطلب أن يتم إبلاغها وإطلاعها الدائم بتحذيرات منظمة الصحة العالمية، كما يتطلب أن يعمل القادة مع المنظمات المعنية مثل منظمة الصحة العالمية، للتعامل مع حالة طوارئ صحية عالمية.
وأضافت أن منظمة الصحة العالمية أعطت تحذيرات صريحة قبل تفشي جائحة كوفيد-19 في وقت سابق في يناير 2020.
وتابعت أنه على الرغم من رغبة الناس في العودة إلى الحياة الطبيعية كما كانت عليه قبل “كوفيد-19”، إلا أن التغييرات التي أجريت يجب أن تبقى، ولا يمكن التراجع عنها، لأننا ما زلنا بحاجة إلى قياس قدرتنا على تتبع التغييرات وفهم المتحورات التالية وتقليل تأثير الوباء الذي قد ينشأ مستقبلا.