دولار أمريكي 3.64ريال
جنيه إسترليني 4.58ريال
يورو 3.8ريال

ناقش التأثير الاجتماعي لتكنولوجيا الواقع الافتراضي والمعزز

معهد الدوحة الدولي يشارك في منتدى مجلس شؤون الأسرة الخليجي

05/10/2022 الساعة 22:19 (بتوقيت الدوحة)
جانب من الفعاليات
جانب من الفعاليات
ع
ع
وضع القراءة

شارك معهد الدوحة الدولي للأسرة، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، في منتدى الأسرة السنوي الذي أقامه مجلس شؤون الأسرة، في المملكة العربية السعودية، تحت عنوان "الفرص والتحديات المستقبلية للأسرة في الخليج"، والذي ضم ممثلين عن مراكز بحثية وخبراء من منظمات خليجية معنية بالأسرة، لبحث الفرص والتحديات والقيم الأسرية الخليجية، ودراسة أثرها في إعداد جيل أكثر قدرة على مواجهة تحديات المستقبل.

وذكر بيان صادر عن مؤسسة قطر أن المنتدى الذي أقيم تحت عنوان "تأثير تكنولوجيا الواقع الافتراضي والواقع المعزز على تماسك الأسرة في الخليج" قدمت خلاله الدكتورة شريفة العمادي، المدير التنفيذي لمعهد الدوحة الدولي للأسرة، مداخلة حول دور الأسرة في مواجهة إدمان الأبناء للأجهزة الإلكترونية، مستعرضة أهم الدراسات التي أنجزها المعهد في هذا المجال.

تساؤلات الأهالي

واستهلت الدكتورة العمادي مداخلتها بمحاولة الإجابة على التساؤلات الأكثر شيوعا من قبل الأهالي، مثل هل زاد تعلق اليافعين بالأجهزة الإلكترونية خلال جائحة “كوفيد-19” وبعدها؟ وهل أصبح هذا التعلق إدمانا؟ وما دور أولياء الأمور؟ وذلك استنادا إلى نتائج دراستين أجراهما المعهد، وهما "رفاه اليافعين في دولة قطر"، و"الإدمان الإلكتروني بين اليافعين في دولة قطر".

وقالت: إن دراسة رفاه اليافعين في دولة قطر، والتي أجريت على مجموعة تضم 1157 طفلا من 12 إلى 14 عاما، ركزت على تعزيز عوامل الحماية، وتحييد عوامل الخطورة المتعلقة بالانحرافات السلوكية، في ظل تقديم برنامج تدخلي للأسر والأطفال، وإن الدراسة أظهرت ازدياد عوامل الخطورة، بالمقارنة بين الفترة التي سبقت الجائحة وما بعدها.

وذكرت الدكتورة العمادي أنه على الرغم من التحديات التي فرضتها الجائحة على كافة المجتمعات، حيث ارتفعت في بعض دول العالم معدلات الانتحار والاكتئاب والتوتر، فقد أظهرت الدراسة انخفاض هذه العوامل في الدول الخليجية، وذلك بفضل تمسك أفراد المجتمع بالأسرة، والتي تعد النسبة لهم المرجع الأهم خلال التحديات، منبهة إلى أن تمكين الأسرة هو تمكين للمجتمع وأفراده؛ لذلك يجب التركيز عليه، للحفاظ على تماسك المجتمع الخليجي.

د. شريفة العمادي: أحد أهم التحديات التي أظهرتها دراسة رفاه اليافعين هو ازدياد استخدام الإنترنت للأنشطة الترفيهية من قبل الأبناء

وأشارت إلى أحد أهم التحديات التي أظهرتها الدراسة، وهو ازدياد استخدام الإنترنت للأنشطة الترفيهية من قبل الأبناء، حيث بلغت النسبة 74% بعد الجائحة بزيادة 7% عما قبلها، كما أن المتوسط الأسبوعي لاستخدام الإنترنت على أجهزة مختلفة كالهاتف والحاسوب والآيباد، قد ارتفع إلى 78%، أي بزيادة حوالي 13% عما قبل الجائحة.

استخدام مفرط

وأوضحت المدير التنفيذي لمعهد الدوحة الدولي للأسرة أن تواجد الأبناء لوقت أطول في المنزل، خلال الجائحة، دفعهم إلى استخدام الإنترنت بشكل أكبر، رغم أننا شهدنا في فترة الجائحة عودة لأنشطة ترفيهية شعبية قديمة، حيث استعادت الأسر تلك اللحمة المجتمعية التي تميزت بها، وأصبح أفرادها أكثر انخرطا في أنشطة مشتركة، مشيرة إلى أن نتائج الدراسة أكدت أن اليافعين يفضلون الإنترنت على العلاقات الأسرية، وقد ارتفعت هذه النسبة خلال فترة الجائحة وبعدها.

وتابعت بالقول: "لا بد لنا كأولياء أمور أن نكتشف الأسباب التي تدفع أطفالنا إلى التعلق بالأجهزة، وعدم إيلاء أي اهتمام لقضاء الوقت مع ذويهم، والامتناع عن مرافقتهم إلى المجالس والاجتماعات الأسرية، حيث إن ارتباطهم بتلك الأجهزة يعني ارتباطهم بعالم خاص لا نعرف الكثير عنه، كما علينا أن نفكر في كيفية استعادتهم من ذلك العالم، وجعلهم أكثر انخراطا بالأنشطة والحياة الأسرية"، مبينة أن دراسة رفاه اليافعين في قطر أظهرت وجود تساهل من قبل الوالدين في السماح لأطفالهم باستخدام الأجهزة، مع تأكيد نسبة 18% من الأطفال (21% قبل الجائحة) على أن أولياء الأمور لم يطلبوا منهم استخدام الإنترنت بشكل أقل.

وذكرت الدكتورة شريفة العمادي أن هناك دراسة أجراها المركز تشير إلى أن 80% من الأطفال المستطلعين يعتقدون أن أولياء أمورهم مدمنون على استخدام الإنترنت، قائلة: "جميعنا ندرك أهمية أن نشكل نموذجا لأبنائنا، وكيف أن الأبناء يقلدون الآباء، فالطفل الذي يرى والدته أو والده يحمل كتابا سيحمل كتابا، وإن أمسك بالهاتف طوال الوقت، فسيفعل مثلهما"، مشددة على ضرورة التحكم بالأجهزة ومدة استخدامها ومراقبة الأبناء بشكل أفضل، حيث تشير الدراسة إلى أن 41% من أولياء الأمور لا يتابعون مطلقا استخدام أبنائهم للإنترنت، وهي نسبة عالية جدا ولها دلائل سلبية.

رقابة أبوية

وأشارت الدكتورة شريفة العمادي، في اختتام مداخلتها خلال المؤتمر، إلى عدة توصيات من شأنها أن تسهم في تحقيق نتائج أفضل حول طرق استخدام التكنولوجيا من قبل أفراد الأسرة، منها: وضع برنامج إلزامي للتربية الوالدية على مستوى الدول الخليجية، بحيث يستند إلى الأدلة العلمية، ويجب أن نبدأ بتعليم الأطفال تحمل المسؤولية والاختيار وكيفية تكوين علاقات أسرية واجتماعية، في مراحل عمرية مبكرة.

كما أوصت الدكتورة العمادي بالتوسع في تطبيق هذه البرامج ضمن شراكات حكومية وغير حكومية في دول الخليج، وتطوير الخطاب الدعوي والإعلامي والثقافي حول موضوعات الإدمان الإلكتروني والقدوة الحسنة وأنماط التربية الوالدية الإيجابي.

ويعمل معهد الدوحة الدولي للأسرة، بالتعاون مع مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم وايز ومؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية ويش، وجامعة حمد بن خليفة، على دراسة أولية حول الإدمان الإلكتروني في دولة قطر، حيث يقوم بمسح كمي لعينة من 183 فردا من أولياء الأمور ليافعين، تتراوح أعمارهم بين 10 و16 عاما. وقد أظهرت نتائج بعض المؤشرات أن متوسط استخدام الأب للأجهزة الإلكترونية حوالي 8 - 10 ساعات يوميا، كما أن 50% من العينة بين الأمهات أفادت بالمتوسط نفسه، أي 8 - 10 ساعات يوميا، و50% من عينة الأمهات تستخدم الأجهزة الإلكترونية من 3 - 5 ساعات يوميا.

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2024

atyaf company logo