شملت فعاليات اليوم الثالث والأخير لمؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية “ويش 2022” عددا من الجلسات الحوارية والنقاشات المتعلقة بتأثير “كوفيد-19” على الرياضات الشعبية، وأهمية الاستفادة من الاتصالات الرقمية لتعزيز الصحة، وإعلان جوائز الابتكار، وإطلاق كأس العالم للأطفال، وغيرها من الفعاليات المصاحبة.
وتناولت الجلسات موضوعات متعددة، منها: "إدارة النفايات في القطاع الصحي"، و"الرياضة للصحة النفسية: نظام عالمي قائم على القدرات"، و"رعاية مرضى السرطان للشعوب المهمشة"، و"تسهيل وصول الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة إلى الأنشطة الرياضية"، و"الإعاقة والمساواة في مجال الصحة"، و"قوة الرياضة".
الرياضة وفوائدها
وناقشت جلسة "الرياضة وفوائدها للصحة النفسية"، المبادرة العالمية لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع في قطاع الصحة، بمشاركة السير "مو فرح" العداء البريطاني الأكثر تتويجا في الألعاب الأولمبية الحديثة، الذي استعرض تجربته كعداء للمسافات الطويلة، لافتا إلى إمكانية الرياضة بأن تكون علاجا رائعا، خاصة في لحظات عدم الاستقرار.
كما أكد المتحدثون في الجلسة، سمو الشيخة انتصار الصباح، مؤسس "مؤسسة انتصار الخيرية" الكويتية، وكايتلين سيمبسون مدربة رياضات أولمبية خاصة، والدكتور كامران عباسي رئيس تحرير المجلة الطبية البريطانية، أهمية النشاط البدني في التخفيف من الصدمات النفسية، وتخليص الجسم من ارتفاع مستوى الأدرينالين والكورتيزون بسبب الصدمات، مستعرضين التحديات التي تعطل ممارسة الرياضة في بعض المجتمعات بالنسبة للفتيات والنساء في سن 12 عاما فما فوق.
وأشاروا إلى فعالية الرياضة في معالجة القلق والتوتر، باعتبارها توفر مجموعة من الأدوات التي تعالج تحديات الصحة النفسية، مبينين أهمية تولي البالغين دور "القدوة" للأطفال بهذا المجال، لتشجيعهم على ممارسة الرياضة، وتقديم مختلف أشكال الدعم اللازم لهم.
ودعا المتحدثون، خلال الجلسة، إلى ضرورة توسيع الحوار حول فوائد التمارين الرياضية والحركة، وزيادة البحث العلمي حول أهمية الرياضة البدنية والنفسية وأثرها على الفرد والمجتمع بوجه عام.
مرض العصر
وفي الجلسة المعنية برعاية مرضى السرطان، استعرض سعادة الشيخ الدكتور محمد بن حمد آل ثاني مدير إدارة الصحة العامة، وسعادة الشيخ الدكتور خالد بن جبر آل ثاني رئيس مجلس إدارة الجمعية القطرية للسرطان، وسمو الأميرة دينا مرعد الرئيس السابق للاتحاد الدولي لمكافحة السرطان، المشكلات الصحية التي يعاني منها مرضى السرطان في المناطق النامية بسبب التركيز على الأمراض المعدية، وأهمية الوقاية من هذا المرض قبل الإصابة به.
وأكدوا أهمية إدراك واقع الظروف الحالية لمرض السرطان، ونسبة الإصابة به لتحديد الخطوات الواجب اتباعها مستقبلا، والاستفادة من التجارب والخبرات السابقة التي جرى تطبيقها خلال جائحة كورونا، وتوظيفها للوقاية من السرطان، لا سيما لدى الشعوب المهمشة.
ونوه المتحدثون، خلال الجلسة، بأن نسبة الإصابة بهذا المرض تزداد عاما تلو الآخر، وأن 70 بالمئة من المصابين به من الدول الفقيرة نظرا لعدم توفر العلاج، الأمر الذي يؤكد ضرورة تضافر الجهود بين جميع الجهات المعنية والمجتمع الطبي العالمي بالتعاون مع القطاع الخاص، وصولا لتنفيذ خطط محددة على أرض الواقع، دون تكرار الجهود المبذولة سابقا بهذا الإطار.
وفي الجلسة النقاشية المعنية بالإعاقة والمساواة في مجال الصحة، تناول المتحدثون التحديات التي يواجهها الأشخاص ذوو الإعاقة، والمتمثلة بالأفكار المغلوطة والأحكام المسبقة التي يطلقها البعض عنهم، ما يؤكد الحاجة لاتخاذ قرارات من شأنها دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع بشكل حقيقي ومباشر.
وأكدوا أهمية الرياضة في مساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة؛ لكونها تعمل على تعزيز احترام الذات وتحقيق الرفاه الاجتماعي، وتوثيق الترابط مع مختلف أفراد المجتمع، وتخفيف آثار الضغط النفسي، فضلا عن قدرة الرياضة في تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من الإيفاء بتطلعاتهم وتحقيق أحلامهم.
تعاون مطلوب
وأشار المتحدثون، خلال الجلسة، إلى أن النتائج الصحية العالمية للأشخاص ذوي الإعاقة أسوأ من غيرهم، كما أن نسبة الوفيات والاعتلال لديهم أعلى من الآخرين؛ نظرا لوجود ظروف غير عادلة تسهم في تحقيق هذه النتائج، فيما أظهرت جائحة “كوفيد-19” عن تمييز بحق الأشخاص ذوي الإعاقة، ما يستدعي تضافر جميع الجهود، وصولا لعملية التحول الإيجابي بهذا الإطار.
وجرى خلال الجلسة المعنية بقوة الرياضة التعريف بـ "مؤسسة أطفال الشوارع المتحدين"، التي تستهدف تغيير الصورة النمطية عن أطفال الشوارع، وخلق منصة لإيصال أصواتهم ورسالتهم، ومحاولة تحريرهم من العنف المجتمعي، خاصة الفتيات؛ لأنهن الأكثر عرضة للاستغلال، بالاعتماد على شراكات مع مؤسسات إقليمية ودولية، حيث تتواصل المؤسسة مع نحو 50 مليونا من أطفال الشوارع في العالم عبر جهات ومنظمات إنسانية واجتماعية محلية وإقليمية.
واستعرض "سادوك جون" قائد شباب كأس العالم للأطفال نشأته في جمهورية تنزانيا الاتحادية وسط 6 إخوة، والأسباب التي دفعته لمغادرة منزله، وكيفية انضمامه لإحدى أكاديميات كرة القدم في بلاده؛ نظرا لموهبته في هذه اللعبة، حتى لعب في بطولة كأس العالم للأطفال في العام 2010.