شدد سعادة الشيخ الدكتور فالح بن ناصر بن أحمد بن علي آل ثاني وزير البيئة والتغير المناخي، اليوم، على ضرورة تضافر الجهود لحماية البيئة في ظل ما يواجهه العالم من تحديات بيئية غير مسبوقة، مؤكدا التزام دولة قطر بتحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة.
وأشار سعادته، في كلمة له بمناسبة انطلاق أسبوع قطر للاستدامة 2022، إلى أن رؤية قطر الوطنية 2030 تحدد بوضوح أهمية حماية البيئة والموارد الطبيعية، عبر تضمين الاستدامة البيئية كإحدى الركائز الأربع لتحقيق التنمية المستدامة، لافتا إلى أن دولة قطر وضعت طموحات كبيرة تسعى من خلالها لتحقيق الانسجام بين النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية وحماية البيئة.
وأوضح أن قطر، باعتبارها واحدة من أوائل الدول التي صادقت على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في العام 1996، أظهرت باستمرار التزامها الراسخ بالتصدي للتحديات البيئية العالمية على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية، وتجلى هذا الالتزام على الصعيد المحلي، في مجموعة متنوعة من الإجراءات منها: إنشاء وزارة البيئة والتغير المناخي في العام 2021 لغرض محدد هو حماية بيئة الدولة والحفاظ على مواردها، وتقليل الانبعاثات التي تسبب تغير المناخ.
قطر تعهدت باستضافة بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 خالية من انبعاثات الكربون مع مراعاة المعايير الدولية في مجال الحفاظ على البيئة
ولفت سعادة وزير البيئة والتغير المناخي إلى أنه تم كذلك إطلاق وثيقتين إرشاديتين مهمتين في العام نفسه وهما: استراتيجية قطر الوطنية للبيئة وتغير المناخ، التي تهدف إلى حماية البيئة القطرية وتعزيزها للحفاظ على رفاهية سكان قطر، وضمان مرونة الاقتصاد على المدى الطويل، وخطة العمل الوطنية لتغير المناخ التي تحدد الطرق التي سنتتبع بها كدولة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وخفضها على أساس سنوي؛ للتحول بخطا ثابتة نحو اقتصاد منخفض الكربون، وعلاوة على ذلك تعهدت قطر باستضافة بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 خالية من انبعاثات الكربون، مع مراعاة المعايير الدولية في مجال الحفاظ على البيئة، من خلال اعتماد مستوى عال من الاستدامة للملاعب.
وقال سعادة الشيخ الدكتور فالح بن ناصر بن أحمد بن علي آل ثاني: "لتحقيق طموحاتنا المحلية في مجال التنمية المستدامة، علينا أن نعمل معا كمجتمع.. ويجب على الحكومة والقطاع الخاص والمنظمات غير الهادفة للربح والمؤسسات التعليمية وأفراد المجتمع ككل، التخطيط والعمل المستمر بشكل جماعي، مع التركيز على الحفاظ على بيئة قطر، وجعل البلد مكانا آمنا وصحيا للعيش، والعمل من أجل الجيل الحالي وأجيال المستقبل".
أسبوع قطر للاستدامة الذي يعد أحد أكبر المبادرات المجتمعية من نوعها في المنطقة
ونوه سعادته بأن أسبوع قطر للاستدامة، الذي يعد أحد أكبر المبادرات المجتمعية من نوعها في المنطقة، يبرز بالممارسة العملية التزام الدولة بالعمل الجماعي، خاصة أنه يجمع أكثر من 30 شركة ومؤسسة في مكان واحد كشركاء، وأكثر من 200 شركة ومؤسسة ستجتمع معا على مدار الأسبوع؛ لإظهار تفانيها في دعم جهود الاستدامة في قطر، مشيرا إلى أن أسبوع قطر للاستدامة سيركز هذا العام على الاستخدام الفعال للمياه والطاقة والغذاء، وتقليل الهدر، وتعزيز إعادة التدوير والأنشطة والمبادرات والفعاليات المخطط لها في إطار هذه المحاور، التي ترتبط بشكل واضح وملموس مع ما نحاول تحقيقه.
العمل الجماعي المشترك يعزز طموحاتنا الوطنية وستواصل دولة قطر سعيها الدؤوب لتحقيق التميز البيئي
وختم سعادة وزير البيئة والتغير المناخي بالقول: "إن العمل الجماعي المشترك يعزز طموحاتنا الوطنية، وستواصل دولة قطر سعيها الدؤوب لتحقيق التميز البيئي"، مشددا على أن التعاون الجماعي بين الشركات والمجتمع المدني والمدارس والجامعات والأفراد عبر جميع شرائح المجتمع يعد أمرا محوريا لتحقيق أهداف الاستدامة في قطر، داعيا جميع الشركات والمؤسسات في الدولة من المواطنين والمقيمين لتكاتف الجهود، ليس فقط عبر المشاركة في هذه المناسبة، ولكن من خلال مسؤولية مشتركة ودور نشط لتنمية مستدامة للأجيال المقبلة.
من جانبه، أوضح السيد جونزالو كاسترو دي لاماتا المدير التنفيذي لمركز إرثنا، أن أسبوع قطر للاستدامة يأتي هذا العام تحت مظلة مركز إرثنا عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع الذي تم تأسيسه هذا العام، مشيرا على أنه يهدف إلى تسليط الضوء على نشاط القطاعين العام والخاص في مجال الاستدامة، كما يتيح الفرصة لمختلف الجهات والهيئات المهتمة بقطاع الاستدامة لتقديم مبادراتها، وتسليط الضوء على حلولها العملية والمبتكرة في هذا المجال؛ من خلال الحملات والفعاليات التوعوية في مختلف أنحاء دولة قطر.
المدير التنفيذي لمركز إرثنا: قطر للاستدامة لهذا العام سيشهد مشاركة أكثر من 200 جهة حكومية وخاصة سيقدمون أكثر من 400 فعالية
وأوضح أن أسبوع قطر للاستدامة لهذا العام سيشهد مشاركة أكثر من 200 جهة حكومية، وخاصة سيقدمون أكثر من 400 فعالية، تتنوع بين حملات توعوية ومعارض ومؤتمرات وأنشطة رياضية وبدنية وفعاليات صحية وعروض فنية ومسابقات ترفيهية ومبادرات مبتكرة، وأنشطة مدرسية وعائلية وجولات ميدانية، مؤكدا أنه لا يمكن تحقيق الاستدامة إلا بالتعاون بين الأشخاص والشركات والمنظمات من كافة أطياف المجتمع، والعمل سويا على تحقيق التغيير المنشود.
ويعقد أسبوع قطر للاستدامة 2022 في الفترة من 8 إلى 15 أكتوبر الجاري، بمشاركة أكثر من 200 جهة حكومية وخاصة من مختلف مناطق الدولة، وسيقدم أكثر من 400 فعالية وفرصة مثالية لمختلف الجهات والهيئات المهتمة بقطاع الاستدامة في الدولة لتقديم مبادراتها، وتسليط الضوء على حلولها العملية والمبتكرة في مجال الاستدامة، كما سيسهم في توفير منصة تشجع جميع القطاعات والأفراد على المساهمة في تحقيق رؤية قطر للاستدامة، وترسيخ ثقافة الاستدامة ونشرها بين جميع فئات المجتمع.