دشنت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، بالتعاون والتنسيق مع مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، اليوم، مبادرة "راسخ"، وهي منصة تعليمية جديدة عبر الإنترنت تتبع لمؤسسة قطر، متاحة لجميع المدارس في قطر.
وتهدف مبادرة "راسخ"، التي حضر حفل تدشينها سعادة السيدة بثينة بنت علي الجبر النعيمي وزير التربية والتعليم والتعليم العالي، إلى تقديم تجربة تعليم نوعي عالي الجودة برؤية ذات طابع محلي وذلك عبر تمكين المدارس من الدمج بين المناهج الدراسية والمعارف والابتكارات المحلية، والقيم والتراث والهوية الوطنية، والوقوف على تحديات الاستدامة العالمية ذات الصلة بالسياق المحلي، إضافة لتعزيز اللغة العربية وإبراز القيم والهوية الوطنية ونشر المعارف المحلية.
كما تهدف إلى بناء الجسور بين جميع مجتمعات المعرفة في مؤسسة قطر وخارجها، مع ضمان وصول الطلاب إلى المعرفة في شتى المجالات، وتشجيع أعمال الطلاب التي تعكس قيمهم وأخلاقهم وهويتهم الوطنية، وتمكينهم من تقديم أعمالهم محليا وعالميا والتواصل بلغتهم الأم بكل فخر.
وبهذه المناسبة، أكدت السيدة مها الرويلي وكيل الوزارة المساعد للشؤون التعليمية بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، حرص الوزارة على توفير تعلم نوعي للطلبة، وتحقيق نتاجات تعلم تمتاز بالجودة العالية، إلى جانب تمكين مخرجات النظام التعليمي من التجاوب بنجاح مع الفرص والتحديات التي يطرحها القرن الحادي والعشرون، ورؤية قطر الوطنية 2030 التي تحتاج إلى أفراد يمتلكون ما هو أكثر من المعرفة وقادرين على فهم المعرفة واستيعابها، والتمكن من تطبيقها واستخدامها على نحو مبدع لحل المشكلات.
وبينت الرويلي، في تصريح صحفي، أنه من هذا المنطلق كان لا بد من العمل على استثمار أكثر فاعلية للموارد لدعم التعليم والتعلم، وتفعيل الشراكات الهادفة مع مؤسسات الدولة، مشيرة إلى أن منصة "راسخ" ستساهم في توفير مواد تعليمية تربط الطلبة بعالم اليوم وواقعهم العملي، من خلال توفير المحتويات الحديثة والمحدثة والأكثر فائدة باللغتين العربية والإنجليزية، بالإضافة إلى روابط مفصلة بمناهج الدراسة ومرتبطة بأهداف التنمية المستدامة لتحقق المنصة بذلك المساواة
والشمولية والجودة والفرص الفريدة لرفع مستوى التعليم في المجتمع القطري، ولتشكل كذلك رافدا ومرجعا مساندا للطلبة في المدارس الحكومية والخاصة للرجوع إليها والاستفادة من المناهج المطروحة، وفق آلية مقننة تضمن وصول المعارف لجميع الطلبة.
كما نوهت إلى أن ما يجعل هذه المنصة استثنائية بأهدافها ومقاربتها، هو مساهمتها في توطين التعليم من حيث اللغة والقيم والهوية، وكذا توطين محتوى المناهج الدراسية لتوفر بذلك اتجاها تربويا واضحا ومتسقا مع أهداف وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي.
إلى ذلك، أكدت سعادة الشيخة نوف بنت أحمد بن سيف آل ثاني، المدير التنفيذي للمبادرات الاستراتيجية والشراكات في التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر، والمتحدث الرئيسي، في حفل تدشين المبادرة، في عرض تقديمي، أن "راسخ" تعد منصة شاملة تربط السياق العالمي بالمعرفة المحلية، والابتكار واللغة والثقافة والتراث والقيم، وأن أهميتها تكمن في توسيع جسور التعاون بين الهيئات المختلفة، وتطوير مشاريع متعددة التخصصات لدمج المعرفة وتكاملها بين مختلف الهيئات والمجتمعات المعرفية المتعددة داخل دولة قطر وخارجها.
الشيخة نوف آل ثاني: نسعى من خلال هذه المبادرة لمساعدة المعلمين والمتعلمين على إنشاء روابط جديدة بين جميع أنواع المعارف والقضايا العالمية والمحلية
وتابعت قائلة "نسعى من خلال هذه المبادرة إلى مساعدة المعلمين والمتعلمين على إنشاء روابط جديدة بين جميع أنواع المعارف، وبين الحقائق، والموضوعات، والقضايا العالمية والمحلية"، مبينة أنه من شأن "راسخ" دعم الأهداف الإستراتيجية لمؤسسة قطر وتعزيزها، وخصوصا بالنسبة للتعليم ما قبل الجامعين حيث يتم السعي لدعم اللغة العربية والهوية الوطنية والتراث القطري وربط المناهج بالمعارف المحلية.
ولفتت إلى أن أثر هذه المبادرة على الواقع التعليمي لن يظهر بين ليلة وضحاها، معربة عن تطلعها لقياس أثر المبادرة خلال السنوات القادمة، من خلال تخريج أجيال متجذرة محليا، ومتصلة عالميًا، عبر تقديم تعليم عالي الجودة برؤية محلية عالمية .
وشددت سعادتها على أن التعاون بين التعليم ما قبل الجامعي ووزارة التربية والتعليم والتعليم العالي دائم ومستمر، وأن أواصر التعاون ممتدة وقائمة منذ إنشاء التعليم ما قبل الجامعي، وأن "راسخ" ليست المبادرة الأولى لمؤسسة قطر، بل سبقتها عدة مبادرات ومشاريع كانت الوزارة على اطلاع عليها، وشريكة في بعضها.
وأشارت إلى أن الحفاظ على الهوية القطرية يأتي في صميم جهود المؤسسة، موضحة أن هدف إنشاء المنصة هو تعزيز المعرفة الغنية والابتكار داخل دولة قطر، وبناء جسور بين مختلف الهيئات والمجتمعات المعرفية المتعددة داخل مؤسسة قطر والمؤسسات العلمية الأخرى داخل دولة قطر، لاسيما أن الحافز والدافع من إنشائها هو مساعدة الطلاب على إنشاء روابط جديدة بين مختلف المعارف والقضايا العالمية والمحلية مع الحفاظ على الدين والهوية والتراث واللغة العربية والاعتزاز بها.
وقد شمل حفل التدشين جلسة نقاشية حول مبادرة "راسخ" تحدث فيها الدكتور سعيد إسماعيل مدير برنامج "قطر جينوم" بمؤسسة قطر، عن المعارف والعلوم والدراسات التي أنتجها البرنامج، ومدى اقبال الطلبة عليها واستفادتهم منها، وكيفية تحفيز الجيل القادم وفتح آفاق المستقبل أمامه، بينما تناولت ديما درويش رئس قسم برامج التعليم بالبرنامج ذاته، كيفية تشجيع الشركات للانضمام إلى المبادرة.
كما تحدثت السيدة بدرية عيتاني مدير أكاديمية قطر بالوكرة، في الجلسة النقاشية، حول المدارس الشريكة لمبادرة "راسخ" ومساهمة المبادرة في تعزيز الهوية الوطنية والثقافة المحلية والأخلاق وايصال المعرفة المحلية للطلبة، في حين تطرقت السيدة مريم الهاجري مدير الشراكات بمكتب الاستراتيجية والشراكات بمؤسسة قطر، إلى الكيفية التي يمكن من خلالها للمدارس أن تكون جزءًا من منصة "راسخ" وتعزز الاستفادة منها.