شدد سعادة الشيخ محمد بن ناصر بن جاسم آل ثاني، سفير دولة قطر لدى الجمهورية التركية، على أهمية انعقاد الاجتماع الثامن للجنة الاستراتيجية العليا بين دولة قطر وتركيا برئاسة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وأخيه فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية، وذلك في دعم وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
الشيخ محمد بن ناصر آل ثاني: الاجتماع فرصة للتشاور حول العديد من القضايا التي تهم الطرفين خاصة أنه ينعقد على أعلى المستويات
وقال سعادته لوكالة الأنباء القطرية "قنا": إن عقد هذا الاجتماع بصفة مستمرة له رمزيته ودلالاته، حيث يؤكد على التزام الطرفين بهذا الموعد السنوي وأولويته، فهو فرصة للتشاور حول العديد من القضايا التي تهم الطرفين، خاصة أن اجتماع اللجنة العليا ينعقد على أعلى المستويات، كما أنه يتيح المجال لتقييم الاتفاقيات السابقة والإسهامات والإضافات التي قدمتها، والإيجابيات المرتقبة من توقيع الاتفاقيات الجديدة، إلى جانب أنه فرصة مثالية لبحث المواضيع التي تهم الطرفين، والتباحث حول العديد من الملفات التي تقتضي نوعا من التنسيق والتناغم.
وأوضح سعادة السفير القطري لدى تركيا أن اللجنة الاستراتيجية العليا بين البلدين ستشهد التوقيع على عدد من الاتفاقيات التي تم التشاور والتنسيق حولها، وسيتم الإعلان عن تفاصيلها خلال انعقاد أعمال اللجنة العليا يوم الجمعة المقبل.
العلاقات القطرية - التركية تشهد تميزا انعكس على المجالات والقطاعات كافة التي توسعت كثيرا
وأشار سعادته إلى أن انعقاد اللجنة العليا يأتي في وقت تشهد فيه العلاقات القطرية - التركية تميزا انعكس على المجالات والقطاعات كافة التي توسعت كثيرا، مبينا أن اللجنة الاستراتيجية العليا تساهم بشكل كبير في توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة عبر الاتفاقيات التي يتم توقيعها خلال اجتماعاتها سنويا، والتي تتسم بوضع أطر قانونية لمجالات التعاون العديدة، وجعلها أكثر سهولة وتنظيما، مما يصب في النهاية في مصلحة العلاقات الثنائية ويثريها.
ولفت في هذا الإطار إلى وجود عدد كبير من الاتفاقيات الموقعة بين دولة قطر والجمهورية التركية خلال السنوات الماضية، والتي تغطي القطاعات والمجالات كافة، مما يخلق نوعا من التكامل والوحدة بين البلدين، ويعمق روابط الصداقة والأخوة بينهما.
كما شدد سعادة سفير دولة قطر لدى تركيا على أهمية التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، خاصة في الوقت الذي تعاني فيه العديد من الدول جراء معدلات التضخم المرتفعة، وشبح الكساد الاقتصادي، والمخاوف المتعلقة بالأمن الغذائي، فضلا عن تداعيات جائحة كورونا والإغلاق.
لجان اقتصادية مشتركة واتفاقيات اقتصادية وتجارية ومعارض تجارية تقام على التناوب بين البلدين
وقال: "لدينا لجان اقتصادية مشتركة، واتفاقيات اقتصادية وتجارية، ومعارض تجارية تقام على التناوب بين البلدين، كما أن مكتب الاستثمار والمكتب المالي التابعين لرئاسة الجمهورية التركية افتتحا العام الماضي مقرا مشتركا في مركز قطر للمال بالدوحة، ويتزامن ذلك كله مع حراك كثيف من رجال الأعمال والغرف التجارية من الجانبين لزيادة الاستثمارات وتوسيعها".
وأضاف أن ذلك التعاون الاقتصادي والتجاري يعكسه مستوى التنسيق السياسي والتعاون في القضايا الإقليمية والدولية بين البلدين، حيث هناك تنسيق سياسي كبير بين قطر وتركيا في العديد من الملفات والقضايا الإقليمية والدولية الهادفة إلى إحلال السلام وإنهاء النزاعات، وتحسين الظروف الاقتصادية والسياسية الضاغطة التي يعاني منها العديد من الدول.
وأكد في هذا الإطار على ترحيب دولة قطر بوساطة تركيا بين روسيا وأوكرانيا، وجهودها في تأمين تصدير الحبوب الأوكرانية العالقة من مواني البحر الأسود، بما يسهم في معالجة أزمة نقص المواد الغذائية في العالم.