نجح فريق جراحة الأعصاب في مستشفى حمد العام في إجراء عملية جراحية دماغية تخللتها عملية لمعالجة خلل بكهربية الدماغ لمريضة تعاني من نوبات انقباض صرعية شديدة.
وتعتبر هذه العملية الأولى من نوعها التي يتم إجراؤها في دولة قطر.
وقد تضمنت العملية إحداث شق في رأس المريضة واستخراج مؤقت لجزء من الجمجمة بهدف الوصول إلى الدماغ ليقوم الجراحون بعد ذلك بإدخال أقطاب كهربائية /الكترودات/ حساسة حول وداخل الدماغ لتحديد المناطق المسؤولة عن النشاط الكهربي غير المنتظم في دماغ المريضة والتي تتسبب في حدوث الانقباضات الصرعية الشديدة لديها.
كما تم خلال العملية إجراء رسم تخطيطي دقيق لمختلف أجزاء الدماغ لتحديد مواطن الخلل الكهربي.
ويتم في العادة إجراء رسم تخطيطي لأجزاء دماغ المريض عن طريق حفز أجزاء محددة في الدماغ لإرشاد الأطباء إلى المناطق المسؤولة عن الوظائف الجسدية والحسية في الدماغ مثل الحركة، والإحساس، والنطق، وغيرها من الوظائف، وبالتالي يتمكن الجراحون من تحديد المناطق المسؤولة عن الاضطرابات الصرعية وإزالتها بأقل قدر ممكن من المخاطر.
وتواصل مؤسسة حمد الطبية توسيع نطاق خدمات الرعاية الصحية المقدمة للمرضى، وتحسين مستواها بهدف تعزيز قدرة النظام الصحي على إجراء عمليات جراحية بالغة التعقيد تسهم في إنقاذ حياة المرضى وتحدث الكثير من التغيير الإيجابي في حياتهم، وهو ما يشكل المحور الجوهري لالتزام المؤسسة بتعزيز وتطوير قدراتها وإمكاناتها الجراحية واستحداث أفضل الأساليب الجراحية وتوفيرها للمرضى من سكان الدولة.
وقال الدكتور سراج الدين بالخير رئيس قسم جراحة الأعصاب ورئيس برنامج الأطباء المقيمين في جراحة الأعصاب في مستشفى حمد العام، إنه تم إجراء هذه العملية لمريضة تونسية تبلغ من العمر 25 عاما تعرضت للإصابة بنزف دماغي في عام 2017 بسبب اضطراب ناجم عن تشوه خلقي شرياني وريدي أدى إلى إصابتها بشلل نسبي مؤقت في الجانب الأيسر من الجسم لديها، وفي عام 2019 ظهرت لدى المريضة أعراض عدم استجابة إضافة إلى نوبات انقباض صرعية، وتم على إثر ذلك وصف أدوية مضادة لهذه النوبات، إلا أن هذه الأدوية أدت إلى أعراض جانبية مما استدعى إحالتها إلى العلاج الجراحي.
وقام الفريق متعدد التخصصات الطبية، بمن فيهم أخصائيو الأعصاب وأخصائيو التدخل العلاجي الإشعاعي، بإجراء العديد من الفحوصات للتوصل إلى خطة علاجية للمريضة.
وأوضح الدكتور سراج الدين بالخير أن الفحوصات أسفرت عن أن هناك حاجة لمعالجة المريضة جراحيا وذلك من خلال إزالة مسببات الصرع ومعالجة التشوه الخلقي الشرياني الوريدي لديها بهدف وقف النزف الدماغي والذي قد يشكل خطرا على حياتها.
وقد تم خلال العملية الجراحية التي أجراها الدكتور سراج الدين بالخير وفريقه في الدوحة، إدخال أقطاب كهربائية /الكترودات/ حساسة داخل الدماغ لتحديد المناطق المسؤولة عن حدوث الانقباضات الصرعية، وقام الدكتور/ جونزالو ألاركون أخصائي الصرع وفريقه بقراءة وتفسير تسجيلات الرسم التخطيطي لدماغ المريضة مما ساعد في تحديد المناطق المسؤولة عن الانقباضات الصرعية، ومن ثم تمت إزالتها جراحيا بنجاح ودون أية مضاعفات، إضافة إلى معالجة التشوه الخلقي الشرياني الوريدي الذي كانت تعاني منه المريضة.
وأشار الدكتور سراج الدين بالخير إلى أن الرسم التخطيطي للدماغ من خلال الحفز الكهربي يهدف إلى تسهيل العلاج الجراحي للصرع والتقليل من المخاطر إلى أقل قدر ممكن، كما أعلن أن المريضة قد بدأت بالتعافي بعد العملية دون أية مضاعفات وقد تم خروجها من المستشفى بعد يومين من إجراء العملية.
ومن جهته، قال الدكتور يوسف المسلماني المدير الطبي لمستشفى حمد العام إن هذه العملية المعقدة أظهرت مدى التزام مؤسسة حمد الطبية ومستشفى حمد العام بتوفير أحدث الأساليب العلاجية لمرضى المؤسسة.
وأضاف أن هذه العملية الجراحية البالغة التعقيد تشكل مرحلة جديدة في مسيرة تقدم العلاج الجراحي في مؤسسة حمد الطبية ومستشفى حمد العام، ومن شأنها أن تفتح آفاقا جديدة أمام مرضى الصرع في دولة قطر والمنطقة لتلقي العلاج المناسب الذي سيحدث تغيرا جذريا في حياتهم ويمنحهم الفرصة في حياة طبيعية.