أعلنت دار جامعة حمد بن خليفة للنشر مؤخرا عن إعداد إصدار سنوي خاص من دورية "كيوساينس كونكت" لنشره على منصتها الأكاديمية "كيوساينس" التي تعمل بسياسة الوصول الحر، ويتناول الإصدار أعمال الطلاب والطالبات الباحثين حصرا.
ويحمل هذا الإصدار الخاص متعدد التخصصات عنوان "كيوساينس كونكت - إصدار خاص: أطروحات علمية"، ويهدف إلى النهوض بطلاب الدراسات العليا من نطاقهم المحلي المحدود إلى نطاق عالمي في الكتابة البحثية والنشر في الدوريات البحثية.
وتتوفر لهؤلاء الطلاب الذين قبلت أعمالهم للنشر سبل التوجيه والإرشاد عند عملية الكتابة لإعداد أطروحاتهم في صورة مقالة بحثية قوامها 10 آلاف كلمة تمثل النمط القياسي للنشر البحثي، ثم تمر تلك المقالات عبر مرحلة التحضير للنشر والتي تتضمن مراجعة المحكمين المتخصصين والتحرير على يد نخبة من الخبراء في المجال المعني، ومن ثم استضافة المقالات على المنصة الإلكترونية وأرشفتها وفهرستها وفق قواعد بيانات معتمدة للفهرسة على المستوى العالمي، ولا تخلو كل مرحلة من تلك المراحل من التوجيه الشخصي المباشر.
وعلقت على هذا الإصدار، الدكتورة ريما إسعيفان، رئيس قسم النشر الأكاديمي والدوريات العلمية في دار جامعة حمد بن خليفة للنشر، قائلة: "يمثل هذا الإصدار الخاص واحدا من السبل العديدة التي تعتمدها دار جامعة حمد بن خليفة، لتوفير بيئة بحثية داعمة وتعاونية للأكاديميين والباحثين في قطر بوجه خاص والشرق الأوسط وشمال أفريقيا وسائر أنحاء العالم عموما، فمن خلال تعريف الطلاب الباحثين بعالم النشر الأكاديمي، لا نثري خبراتهم التعليمية فحسب، وإنما نكون قد زودناهم بأساس يساهم في تنمية مساراتهم المستقبلية في المجال الأكاديمي".
ويتميز هذا الإصدار الخاص بأنه الأول من نوعه في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، واستلهم فريق العمل الأكاديمي في دار جامعة حمد بن خليفة للنشر فكرة إعداد هذه الدورية العلمية المتخصصة في نقل أطروحات طلاب الدراسات العليا إلى مقالات بحثية، بعد تزايد الطلب من جانب طلاب الدراسات العليا المحليين الذين يسعون إلى نشر أطروحاتهم المقدمة لنيل درجة الماجستير، بوصفها خطوة استباقية نحو التقديم على برامج الدكتوراه، وبما أن غياب التوجيه اللازم للطلاب عند عملية إعادة صياغة أطروحاتهم يجعلها عرضة لمخاطر النشر الاستغلالي، ارتأت الدار توفير هذه الفرصة والتأكيد على حيازة الباحثين المحليين للأدوات والموارد التي تضمن لهم النجاح.
وعقبت الدكتورة إسعيفان على ذلك بقولها: "ثمة عديد من الناشرين الاستغلاليين ممن يقتاتون على جهود الطلاب الباحثين من حديثي التخرج ومن أموالهم مقابل خدمات دون المستوى، فينشرون مقالات نهائية تفتقر إلى مراجعة المتخصصين وإمكانية الوصول إليها أو الاقتباس منها بأي حال، إضافة إلى أنها لا تعود على الباحث بأية فائدة تذكر من ناحية الاحتكاك الفعال في هذا المجال، وعلى النقيض من ذلك، نرى نموذج النشر بطريقة الوصول الحر الذي تنتهجه منصة "كيوساينس"متوافقا مع أفضل الممارسات العالمية للنشر، ويتيح لأصحاب الأعمال إمكانية مشاركة أعمالهم بحرية، ويوفر صلاحيات الوصول إلى مقالاتهم وتحميلها ومشاركتها بأعلى قدر ممكن، مع ضمان مشروعية الاقتباس في الوقت ذاته".
وعلى الرغم من أن الإصدار الأول من "كيوساينس كونكت - إصدار خاص: أطروحات علمية"، سيخرج إلى النور في أكتوبر المقبل، إلا أنها ليست المرة الأولى التي تقدم فيها دار جامعة حمد بن خليفة للنشر دعمها لطلاب الدراسات العليا لكي ينشروا أعمالهم، نذكر منهم الطالبتين الباحثتين القطريتين هنادي آل ثاني وآمنة الخاطر اللتين فازتا بجائزة التميز العلمي التي تقدمها وزارة التعليم والتعليم العالي.
واعتبرت رئيس قسم النشر الأكاديمي والدوريات العلمية في الدار أن جعل هذا الإصدار الخاص منشورا سنويا بصفة رسمية، يعد نقطة انطلاق هائلة لجميع الطلاب الباحثين ومنبرا مشروعا لنشر أعمالهم، ويلبي احتياجات كل طالب منهم.
وعن تعاونها مع دار جامعة حمد بن خليفة للنشر، قالت الدكتورة هنادي آل ثاني: "لقد استفدت عظيم الفائدة من التوجيه والدعم الذي قدمه لي قسم النشر الأكاديمي بالدار خلال دراستي لنيل درجتي الماجستير والدكتوراه في مجال البيئة المستدامة، فهذا الدعم مكنني من تطوير مهاراتي في الكتابة البحثية، الأمر الذي توج بنشر مقالتي على هذا النحو الاحترافي، وكان ذلك إنجازا بحق، حيث ساعدني في الفوز بجائزة التميز العلمي المقدمة من وزارة التعليم والتعليم العالي، وكذلك جائزة بحوث الدراسات العليا، وهما جائزتان تستندان إلى جودة البحث المنشور، وأنا دائما أنصح طلاب الدراسات العليا بالاستفادة من الفرص الجمة التي توفرها دار جامعة حمد بن خليفة للنشر، والتي من شأنها أن تضمن لهم التقدم نحو أرقى الإنجازات في مجال النشر الأكاديمي".