احتفل “قطر بيوبنك”، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، اليوم الخميس، بمرور عشر سنوات على تأسيسه.
وأكدت الدكتورة نهلة عفيفي، مدير “قطر بيوبنك”، النجاح في استقطاب أكثر من 36 ألف مشارك في الاختبارات التي يتم إجراؤها، بهدف رسم خريطة جينية لدولة قطر، مما يساعد في الطب التشخيصي وتطوير سبل العلاج للعديد من الأمراض، وكذلك تجنبها.
وقالت عفيفي، في تصريحات على هامش احتفال “قطر بيوبنك” بالذكرى العاشرة لتأسيسه، إن كل مشترك يستغرق حوالي 3 ساعات في إجراء الاختبارات التي تشمل فحوصات الدم والأشعة والرنين المغناطيسي وغيرها، لافتة على أن العديد من المراكز البحثية حول العالم يستعينون بأبحاث تم إجراؤها في “قطر بيوبنك” اعتمادا على العينات التي أخذت من المشاركين، حيث يوجد أكثر من 80 بحثا منشورا في الدوريات العلمية العالمية.
10 سنوات عمل
ولفتت إلى أنه بعد 10 سنوات من العمل في “قطر بيوبنك” كان من الملاحظ اكتشاف العديد من الأمراض المنتشرة بين قطاع كبير من المشاركين دون علمهم، ومنها السكري والضغط والكوليسترول والغدة الدرقية وغيرها، موضحة أن حوالي 20% من المشاركين كانوا في مرحلة ما قبل السكري وتم توجيههم إلى العيادات المتخصصة للتعامل مع هذه الحالة ومنع الإصابة مبكرا.
وأشارت إلى أن 36 ألف مشارك يعتبر رقما كبيرا في تجميع العينات والمعلومات بالمقارنة مع عدد السكان، لكننا نسعى للوصول إلى 60 ألف مشارك، موضحة أن المشاركين من المواطنين فوق 18 عاما أو من المقيمين في دولة قطر منذ أكثر من 15 عاما، فضلا عن وجود تعاون مع مؤسسة الرعاية الصحية الأولية ومؤسسة حمد الطبية لتحويل الحالات المرضية التي يتم اكتشافها لمتابعتها خاصة فيما يتعلق بمرضى السكري وضغط الدم.
وذكرت مدير “قطر بيوبنك” أن من بين النتائج التي توصلت إليها نتائج العينات الجينية فيما يتعلق بتطبيق الطب الدقيق كان اكتشاف حوالي 22 حالة من بين 6 آلاف مشارك كانوا يحملون جينات السرطان ولكنهم غير مصابين بالمرض ومن ثم كانوا يحتاجون متابعة دورية دقيقة لمنع الإصابة والتدخل العلاجي المناسب، موضحة أنه تم وضع نظام جديد لتكرار الاختبارات لهذه الحالات للتأكد من تشخيصهم وأنهم بالفعل حاملون للجين ومن ثم تحويلهم إلى المستشفى المتخصص للمتابعة.
د. نهلة عفيفي: الاختبارات العشوائية أظهرت أن حوالي 17% من المشاركين مصابون بالسكري وأن 2% لم يكونوا على علم بإصابتهم
وأضافت الدكتورة نهلة عفيفي، أن الاختبارات العشوائية التي تم إجراؤها للمشاركين أظهرت أن حوالي 17% من المشاركين مصابون بالسكري وأن 2% من المصابين لم يكونوا على علم بإصابتهم بالمرض، كما أنه تبين أن 20% من المشاركين كانوا في مرحلة ما قبل السكري، موضحة أن هذه العينة سيتحولون، في حال لم يقوموا بتعديل نمط معيشتهم، إلى مصابين بالمرض.
قطر بيوبنك يتوسع
وكشفت أن “قطر بيوبنك” في طريقه للتوسع خلال الفترة المقبلة من خلال مبنى جديد، بهدف استيعاب المزيد من المشاركين الراغبين في المساهمة بالمشروع، مؤكدة وجود حالة من الوعي الكبير بالفعل بين قطاع كبير من الجمهور فيما يتعلق بهذا الأمر.
محمد الدوسري: “قطر بيوبنك” استقطب أكثر من 36 ألف شخص ويستهدف الوصول بالعدد إلى 60 ألف مشارك وهي نسبة جيدة مقارنة بعدد السكان
من جانبه، أكد محمد الدوسري مدير الاتصالات واستقطاب المشاركين، أن “قطر بيوبنك” استقطب على مدار العشر سنوات الماضية أكثر من 36 ألف شخص، وهم يستهدفون الوصول بالعدد إلى 60 ألف مشارك وهي نسبة جيدة مقارنة بعدد السكان، مشيرا إلى أنهم بدؤوا باستقطاب أعداد قليلة، لكن بفضل حملات التوعية التي قام بها “قطر بيوبنك” زاد الإقبال أكثر وأكثر، ما يمكن هذا الصرح الكبير من إجراء الدراسات الموسعة والمساهمة في تفادي الأمراض ووضع السياسات الصحية للدولة.
وأبرز أنهم يعملون على توعية مختلف فئات المجتمع للمشاركة في “قطر بيوبنك”، واستقطاب المتطوعين ممن هم فوق 18 عاما ولديهم الرغبة في الاشتراك، مؤكدا في الوقت ذاته على دور “قطر بيوبنك” في تحويل أكثر من 2200 شخص إلى مؤسسة الرعاية الصحية الأولية ومؤسسة حمد الطبية لمتابعة العلاج بعد اكتشاف إصابتهم بأمراض لم يكونوا يعرفون عنها شيئا أثناء إجراء الفحوصات الطبية عليهم.
وشدد مدير الاتصالات واستقطاب المشاركين، على أهمية “قطر بيوبنك” في معرفة تاريخ الأمراض ومسبباتها وآثارها والعمل على تفاديها مستقبلا كونه منصة بحثية لتطوير الرعاية الصحية في قطر والمجتمع ككل، مشيرا إلى أن المجتمع القطري الآن أصبح لديه وعي كامل بعمل هذا المركز البحثي الكبير وبدوره المحوري في تطوير الأبحاث وتحسين الصحة العامة داخل الدولة.
مبادرة صحية طويلة
ويعتبر “قطر بيوبنك” مبادرة صحية طويلة الأجل تتيح فرصا أفضل لتجنب الأمراض الخطيرة وتحسين صحة أجيال المستقبل من خلال إجراء الأبحاث الطبية حول أسباب الأمراض المنتشرة وجمع العينات الحيوية والمعلومات المتعلقة بالصحة وأنماط الحياة من عدد كبير من سكان دولة قطر.
ومن خلال المعلومات والعينات المأخوذة من المشاركين، يتمكن الباحثون من اكتشاف كيفية تأثير نمط الحياة والبيئة والجينات الوراثية على الصحة في البلاد. ومن شأن هذه المعرفة أن تساعد في تطوير وسائل العلاج الطبي وسبل الوقاية من الأمراض، بما يعود بالفائدة على صحة الجميع في دولة قطر.
