ثمن سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم رئيس مجلس الشورى، مضامين الخطاب السامي لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى "حفظه الله"، في افتتاح دور الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي الأول الموافق لدور الانعقاد السنوي الحادي والخمسين للمجلس.
وقال سعادته في الكلمة التي ألقاها بمناسبة افتتاح دور الانعقاد الجديد "نرحب بسموكم في المجلس، ونتقدم لكم ببالغ الشكر والتقدير على تفضلكم بافتتاح دور الانعقاد، إيذاناً ببدء مسيرة جديدة يتجدد معها الإنجاز والعطاء بفضل الله تعالى، وفق رؤية سموكم الحكيمة متمسكين بتوجيهاتكم السديدة، متطلعين إلى مشاركة أبناء وبنات قطر الأوفياء في مسيرة التنمية".
وأضاف سعادته "لقد تابعنا باهتمام بالغ ما جاء في خطابكم السامي الذي استعرضتم فيه كافة الأحداث والتطورات التي شهدتها بلادنا خلال العام الماضي وهذا العام، وتناولتم فيه كافة المستجدات الداخلية والخارجية، وتطرقتم فيه إلى الإنجازات العديدة التي تحققت، وأبرزتم الحدث الكبير الذي ستشهده بلادنا خلال الشهر القادم باستضافة بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022، التي ستكون بإذن الله علامة فارقة في تاريخ بطولات كأس العالم لكرة القدم. كما رسمتم المعالم البارزة والخطط العامة للسياسة الداخلية والخارجية لبلادنا".
المجلس عقد 35 جلسة عامة على مدار ثمانية أشهر تناول خلالها بالدراسة والنقاش والبحث العديد من مشاريع القوانين المهمة
وأوجز سعادته، إنجازات مجلس الشورى في دور الانعقاد الماضي قائلا "عقد المجلس خمسا وثلاثين جلسة عامة على مدار ثمانية أشهر، تناول خلالها بالدراسة والنقاش والبحث، العديد من مشاريع القوانين المهمة وطلبات المناقشة العامة، كما ناقش المجلس كذلك مراسيم بقانون، وعدداً من الاقتراحات برغبة، حظيت كلها بالدراسة والمناقشات المستفيضة المثمرة، وعقدت لجان المجلس ما يقارب من مائة اجتماع على مدار دور الانعقاد".
وفي مجال الدبلوماسية البرلمانية، استعرض سعادته مشاركات المجلس الفعالة، حضورياً أو عن بعد في العديد من المؤتمرات البرلمانية الإقليمية والدولية، واستقباله لعدد من رؤساء الدول والمسؤولين والوفود البرلمانية.
تعزيز العلاقات البرلمانية مع العديد من البرلمانات الشقيقة والصديقة بجانب استضافة المجلس لاجتماعات برلمانية إقليمية
وأضاف سعادته قائلا "مكن ذلك المجلس من تعزيز العلاقات البرلمانية مع العديد من البرلمانات الشقيقة والصديقة، بجانب استضافة المجلس لاجتماعات برلمانية إقليمية بالتنسيق والتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، وذلك ضمن أنشطة مكتب برنامج الأمم المتحدة المعني بالمشاركة البرلمانية في مكافحة الإرهاب ومقره الدوحة".
وفيما يتعلق بمساعي تفعيل دور المجلس في المنظمات البرلمانية الإقليمية والدولية، قال سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم "حُظينا بمناصب مهمة في الاتحاد البرلماني الدولي والبرلمان العربي ورئاسة المنظمة العالمية للبرلمانيين ضد الفساد (غوباك) وجمعية الأمناء العامين للبرلمانات العربية".
وفي الشأن البرلماني الخليجي، نوه سعادته إلى أن البلاد ستستضيف في سبتمبر من العام المقبل الاجتماع الدوري السابع عشر لأصحاب المعالي والسعادة رؤساء مجالس الشورى والنواب والوطني والأمة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وأكد سعادته، أن كل تلك الإنجازات تحققت بفضل الله وبدعم سمو الأمير المفدى وتعاون الحكومة الموقرة، ومساهمة المواطنين الأوفياء.
وتطرق سعادة رئيس المجلس في كلمته، إلى ما تشهده الأراضي العربية المحتلة في فلسطين من انتهاكات على المقدسات واعتداءات متكررة على الفلسطينيين، مؤكداً أن ذلك ينم عن عدم إيمان الإسرائيليين بضرورة السلام، ورغبتهم في زعزعة الاستقرار في المنطقة.
لا سلام إلا بعد نيل الشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية
وأضاف سعادته قائلاً "إننا في مجلس الشورى نؤمن بما أكّدتم عليه سموكم مراراً، من أنه لا سلام إلا بعد نيل الشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو عام 1967، كما نرحب في المجلس ونثمّن توقيع الفصائل الفلسطينية على (إعلان الجزائر) الصادر عن مؤتمر (لم الشمل من أجل تحقيق الوحدة الفلسطينية)، آملين أن يُسهم هذا الإعلان في تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية".
وأشار سعادته إلى ما تشهده عدة دول عربية من نزاعات وعدم استقرار، داعياً جميع شعوب تلك الدول للجوء إلى الحوار والسلام، لأنه الطريق الوحيد الذي يؤدي لوقف النزاعات، وتحقيق العدالة الانتقالية، ومن ثم تحقيق الاستقرار، راجياً أن يتوصل الأشقاء في اليمن والسودان وليبيا وتونس، وسوريا والعراق ولبنان إلى اتفاقيات تجمع قلوبهم وإراداتهم لبناء مستقبل أبنائهم وبلادهم.
أتطلع إلى أن يسهم المجلس في دور انعقاده الجديد بفاعلية لتحقيق ما يصبو إليه الشعب القطري
وتطلع سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم رئيس مجلس الشورى، إلى أن يسهم المجلس في دور انعقاده الجديد بفاعلية لتحقيق ما يصبو إليه الشعب القطري. وأشاد بما بذله أعضاء المجلس من جهود في سبيل رفعة وطنهم، وأضاف " أسأل المولى عز وجل أن يعيننا جميعاً على القيام بواجبنا، وأداء الأمانة على الوجه الذي يرضيه عنا، مجددين العهد والولاء لسموكم أميراً وقائداً لنهضتنا ومسيرتنا التنموية المباركة، مؤكدين لسموكم عزمنا على مضاعفة الجهود لرفعة قطر".
وفي ختام كلمته، قال سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم رئيس مجلس الشورى "نعاهد سموكم والشعب القطري الكريم بالاستمرار على نهجنا وتنفيذ ما جاء في خطاب سموكم من توجيهات سامية، والتعاون مع الحكومة الموقرة للوصول لأهدافنا المشتركة وتحقيق المصلحة العليا لبلادنا، لاسيما أهداف رؤية قطر الوطنية 2030، خصوصاً وأنه يتم الاستعداد حالياً لإطلاق الاستراتيجية الوطنية الثالثة 2023 - 2027 لتنفيذ الرؤية ، مؤكدين لسموكم التزامنا بشعار يومنا الوطني (وحدتنا مصدر قوتنا)".