تزامنا مع قرب انطلاق منافسات كأس العالم FIFA قطر 2022، ووسط حضور وتفاعل جماهيري كبير، افتتحت اللجنة العليا للمشاريع والإرث معرضًا خاصًا لتعويذات المونديال، يضم تعويذات بطولات كأس العالم على مر تاريخها، منذ نسخة عام 1966 التي بدأ خلالها رسميًا تخصيص تعويذة وتميمة خاصة بالبطولة، وحتى بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 التي ستنطلق يوم 20 نوفمبر المقبل.
ويحتوي المعرض الذي يقام في "مول سيتي سنتر الدوحة" ضمن الفعاليات الترويجية لكأس العالم FIFA قطر 2022، على جميع تعويذات نسخ المونديال، وهي من المجموعة الخاصة بجامع المقتنيات القطري محمد عبد اللطيف، الذي يمتلك مجموعة واسعة من التذكارات المرتبطة بالبطولة العالمية، جمعها على مدى السنوات العشر الماضية، ويستقبل المعرض الرياضي الجمهور المتابع يوميا على مدار 14 ساعة، من الساعة الثامنة صباحًا وحتى العاشرة مساء، على أن يتواصل إلى ما بعد ختام منافسات البطولة بيومين، وتحديدا حتى 20 ديسمبر المقبل.
ويشهد المعرض، الذي كان نتاج فكرة رائدة لجامع المقتنيات الشهير محمد عبداللطيف، متابعة وحضورًا كبيرًا من المواطنين والمقيمين أو من القادمين من خارج الدولة لمتابعة البطولة العالمية، حيث أتيح للجماهير التعرف عن قرب على تعويذات كؤوس العالم المختلفة المرتبطة بالموروث الثقافي والاجتماعي لشعوب الدول المنظمة لنسخ البطولة العالمية.
وتشكل التعويذة (التميمة) شخصية يتم تصميمها حصريا كرمز خاص لكل بطولة، كما تعد أيضا من بين الأدوات التسويقية المهمة، وتظل كل تعويذة من تعويذات المونديال خالدة كرمز لكل بطولة.
وتتصدر تعويذة "لعيب" الخاصة بكأس العالم FIFA قطر 2022، التعويذات الخاصة ببطولات كأس العالم في المعرض الخاص، والبالغ عددها 15 تعويذة بعدد نسخ كأس العالم منذ أول تعويذة في العام 1966 في إنجلترا حتى آخر تعويذة في مونديال قطر.
وتم الكشف عن تعويذة "لعيب" من قبل اللجنة العليا للمشاريع والإرث والاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" تعويذة رسمية لكأس العالم FIFA قطر 2022 في الأول من أبريل الماضي على هامش مراسم إجراء القرعة النهائية للبطولة.. ويعني "لعيب"، "اللاعب المتميز الخارق للعادة" الذي يصنع ويجذب متعة وفرجة كرة القدم للجميع.
ووفقا للمنظمين يرمز "لعيب" إلى شخصية مرحة قادمة من عالم افتراضي، تتمتع بروح الشباب الدائم، اعتادت على متابعة بطولات كأس العالم عبر التاريخ والتفاعل مع أبرز لحظاتها، كما تتحلى بروح المغامرة والاستكشاف والمرح وتقديم المساعدة، وتساهم بدور مهم في تعزيز حماس وتفاعل الجماهير من مختلف الأعمار قبل وخلال البطولة، وإظهار شغف الشعوب برياضة كرة القدم.
ومثلما تتواجد تعويذة "لعيب" كشخصية كرتونية متصدرة المعرض الخاص بالتعويذات المونديالية في "مول سيتي سنتر الدوحة"، تتواجد أيضا في كل مكان داخل الدولة، خصوصًا في الأسواق والمولات المختلفة، حيث الحضور الشعبي الكبير، وذلك للترحيب بجماهير كرة القدم القادمة من جميع أنحاء العالم، حيث تقوم بتعزيز الأجواء الحماسية قبل انطلاق البطولة، وهو الدور الذي ستقوم به خلال منافسات البطولة المرتقبة.
وطوال تاريخ بطولات كأس العالم، اعتمد الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" 15 تعويذة رسمية، باعتبارها رموزًا تشير إلى التقاليد والعادات الخاصة بالدول المستضيفة للمونديال، وهو ما يظهر بوضوح في تميمة كأس العالم FIFA قطر 2022، كرمز للثقافة والعادات والتقاليد العربية عامة والقطرية على وجه التحديد.
تعويذة "ويلي"
وقد ظهرت تعويذات كأس العالم، الموجودة في المعرض الخاص ضمن فعاليات كأس العالم FIFA قطر 2022، للمرة الأولى في نسخة البطولة التي أقيمت بإنجلترا عام 1966 تحت مسمى "ويلي"، وهي عبارة عن أسد يرتدي قميص علم بريطانيا، كتب عليه عبارة كأس العالم، وكانت "ويلي" هي الرائدة باعتبارها الأولى.
وفي مونديال المكسيك 1970، ظهرت تعويذة "خوانيتو"، وهو فتى صغير يتسم بالإطلالة الجميلة، ويرتدي قميص منتخب المكسيك الأخضر اللون، و"السومبر يرو" القبعة المكسيكية الشهيرة التي كتب عليها "المكسيك 70".. ثم ظهرت تعويذة "تيب وتاب" في ألمانيا 1974، وهي عبارة عن مجسم لشابين يافعين، الأول طويل أشقر، والثاني قصير بشعر أسود، في إشارة حينذاك إلى وضع ألمانيا، وانقسامها إلى شطرين، ألمانيا الغربية وألمانيا الشرقية.
وجاء الدور على تعويذة "غاوتشيتو"، لتظهر في مونديال الأرجنتين 1978، و"غاوتشيتو" فتى يرتدي قبعة كتب عليها "أرجنتينا 78" ومنديلا على رقبته ولديه سوط، ويرمز للتقاليد والعادات الريفية في الأرجنتين.
أما التعويذة الإسبانية في مونديال إسبانيا 1982، فكانت "نارانجيتو"، وهي مجسم لفاكهة البرتقال وهي تحمل كرة القدم وترتدي قميص المنتخب الإسباني، والمأخوذ اسمها من "نارانجا" الثمرة الشهيرة في البلاد.
وفي مونديال عام 1986، الذي أقيم في المكسيك للمرة الثانية، برزت تعويذة جديدة هي "بيكيه" وهو مجسم لثمرة الفلفل المكسيكي الحار مع شاب طويل ويرتدي قبعة "سومبريرو" الشهيرة، ويحمل كرة القدم بيده اليمنى، والاسم "بيكيه" مشتق من "بيكانت"، الأكلة المكسيكية الشهيرة.
وحلت بعدها في إيطاليا 1990 تعويذة "تشاو"، وهي عبارة عن مجسم لعصا لها رأس كرة قدم ظهرت في صورة لاعب وبألوان علم إيطاليا.
وكان مونديال 1994 بالولايات المتحدة الأمريكية قد تميز بتعويذة الكلب "سترايكر" الذي ظهر مع كرة القدم مرتديا قميص المنتخب الأمريكي وعبارة "الولايات المتحدة الأمريكية 94".
وجاءت تعويذة "فووتيكس" في فرنسا 1998، وكانت عبارة عن مجسم للديك الفرنسي المعروف كشعار وطني، بلون أزرق كقميص المنتخب الفرنسي مكتوب عليه فرنسا 98.
وفي مونديال 2002 باليابان وكوريا الجنوبية، حملت التعويذة اسم "أتو وكاز ونيك"، وهي مجسمات لمخلوقات حاسوبية بثلاثة ألوان برتقالي وبنفسجي وأزرق تمثل ثلاثة لاعبين في رياضة كرة القدم الخيالية المرتبطة بالخيال العلمي.
وظهرت في المونديال الثاني الذي تنظمه ألمانيا في 2006 تعويذة الأسد "غوليو وبيل"، وهو أسد يرتدي قميص منتخب ألمانيا مكتوبًا عليه عدد 06، والاسم مشتق من كلمة ليو الاسم اللاتيني للأسد في ألمانيا، و"بيلل" هو مصطلح عامية لكرة القدم.
وكانت "زاكومي" هي تعويذة مونديال جنوب إفريقيا 2010، وهي حيوان "الفهد" الذي يرمز لغابات البلاد، وظهر كفهد مرح يرتدي لباسا رياضيا شعره أخضر، وكتب على القميص جنوب إفريقيا 2010.
وفي مونديال البرازيل 2014 ظهر حيوان "التاتوبولا" المهدد بالانقراض كتعويذة للبطولة، وحمل اسم "فوليكو".. أما في البطولة الماضية بروسيا 2018، فكانت التعويذة عبارة عن ذئب يدعى "زابيفاكا"، وظهر مرتديا قميص المنتخب الروسي مع عبارة "روسيا 2018".
أما في البطولة المرتقبة في قطر 2022، فبرزت تعويذة "لعيب"، وهي عبارة عن مجسم لفتى باسم بزي عربي، يتكون من شماغ أبيض غالبًا مع تدلي حبلين من العقال، ويرمز لشخصية مرحة قادمة من عالم افتراضي تجسد هوية البلد المنظم وموروثه الشعبي.