أكد سعادة السيد سالم مبارك آل شافي مندوب دولة قطر الدائم لدى جامعة الدول العربية، أن مشاركة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في أعمال القمة العربية العادية الحادية والثلاثين في الجزائر، تعكس متانة العلاقات التي تربط سموه بأخيه فخامة الرئيس عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، وتنبع من حرص سموه على تقوية وترسيخ العلاقات القطرية الجزائرية على كافة الأصعدة، ورغبة قائدي البلدين في إنجاح القمة العربية وتعزيز العمل العربي المشترك والتضامن العربي في مواجهة التحديات.
ونوه سعادته، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، إلى أن دولة قطر دائما في طليعة أي جهد أو بادرة تهدف إلى وحدة الصف العربي، وتخفيف معاناة المستضعفين والنقاش البناء الفعال في القضايا التي تهم المنطقة.
وقال سعادته "أرغب في الإشادة بعلاقات التعاون والأخوة التي تربط دولة قطر بالجمهورية الجزائرية الشقيقة على المستويين الرسمي والشعبي، وأتوجه بخالص الشكر والتقدير للجمهورية الجزائرية الشقيقة، قيادة وحكومة وشعبا، على كرم الضيافة وحسن الاستقبال والجهود الكبيرة التي قامت وتقوم بها من أجل إنجاح فعاليات القمة العربية الحادية والثلاثين والتي تنعقد تحت شعار (لم الشمل)".
وهنأ سعادته قيادة وحكومة وشعب الجزائر الشقيقة بمناسبة الذكرى الثامنة والخمسين لثورة التحرير "التي كانت مثالا يحتذى ونبراسا تقتدي به الدول في نيل حريتها واستقلالها".
أبرز الملفات
وحول أبرز الملفات المطروحة على الزعماء والقادة العرب في قمتهم الحادية والثلاثين، قال سعادة مندوب دولة قطر الدائم لدى الجامعة العربية "لا شك أننا نمر بفترة سياسية حافلة على المستويين الإقليمي والدولي، وهو ما انعكس بطبيعة الحال على جدول الأعمال المزدحم بالعديد من المواضيع الهامة التي تتعلق بقضايانا العربية وتصب في صالح تعزيز علاقاتنا البينية على كافة الأصعدة والمستويات".
وأوضح أن هناك الكثير من الملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المدرجة في جدول الأعمال، ومن بينها بنود دائمة تأتي في طليعتها القضية الفلسطينية والتطورات الأخيرة في الأراضي المحتلة، وكذلك مستجدات الاحداث في ليبيا وسوريا والعراق واليمن والسودان، فضلا عن ملفات أخرى تتعلق بالتعاون الاقتصادي العربي والتبادل التجاري ومنطقة التجارة العربية الكبرى والاتحاد الجمركي الموحد.
وأشار سعادته إلى أن هناك جدول أعمال ينظر فيه مجلس الجامعة على مستوى المندوبين، ثم على المستوى الوزاري، ليتم بعدها رفعه للمجلس على مستوى القمة، وعلى مستوى آخر فإن هناك بندا يتعلق بآخر المستجدات، ويمكن لأي دولة أن تطرح من خلاله ما تريد.
وأشاد سعادة السيد سالم مبارك آل شافي مندوب دولة قطر الدائم لدى جامعة الدول العربية، باتفاق المصالحة الفلسطينية الذي رعته الشقيقة الجزائر مؤخرا، وقال "هذا ليس بجديد على الجزائر التي تحرص دائما على دعم الأشقاء في فلسطين ومناصرة قضيتهم، وكان قد سبق إعلان استقلال دولة فلسطين في القمة العربية التي استضافتها الجزائر عام 1988".
وأضاف سعادته "إننا نتوقع في قمة الجزائر مزيدا من الدعم العربي لقضية فلسطين وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشريف".
وحول ملف إصلاح الجامعة العربية، قال سعادة مندوب دولة قطر الدائم لدى الجامعة العربية "هذا الموضوع ليس جديدا، وهناك بطبيعة الحال قرارات لمجلس الجامعة تتعلق بإصلاح الجامعة، كما أن هناك فرق عمل تعمل في هذا الاتجاه بشكل منتظم منذ مدة".
تعاون اقتصادي وتجاري
وبشأن تعامل القمة العربية مع التحديات الاقتصادية الدولية الراهنة، أوضح سعادته أن هناك العديد من البنود التي تتعلق بالتعاون الاقتصادي والتجاري العربي والتي سيتم تداولها خلال القمة، نظرا لأهمية هذا الملف البالغة، خاصة مع تحذيرات الخبراء المتتالية من حالة الركود الاقتصادي العالمي التي يعتقدون أن العالم مقبل عليها، والمخاوف المحيطة بالتضخم والأمن الغذائي، وهي أمور تستدعي بذل الكثير من الجهود في هذا المجال لتحقيق المزيد من التعاون والتنسيق والتكامل العربي لمواجهتها واحتوائها وتقليل آثارها قدر الإمكان، مؤكدا أن "القمة العربية بلا شك هي أفضل مناسبة لذلك".
وحول كيفية استغلال استضافة دولة قطر في نوفمبر المقبل، لكأس العالم FIFA قطر 2022 في تقديم صورة مشرفة للمنطقة العربية، قال سعادته "نحن نترقب حدثا رياضيا غير مسبوق يتمثل في استضافة دولة قطر لمونديال 2022، ونجاح هذا التنظيم هو نجاح للعرب جميعا، خاصة أنها المرة الأولى التي يقام فيها المونديال في دولة عربية وإسلامية".
وأضاف أن "الرياضة بشكل عام توحد الجميع على الرغم من اختلاف دولهم وثقافاتهم وانتماءاتهم، وهي فرصة إنسانية نادرة للوحدة وإظهار الفرح والاحتفال خاصة في هذه الأوقات التي يعاني فيها العالم من عدم اليقين والعديد من التحديات، وفضلا عن ذلك، فإن هذا المونديال يعد فرصة حقيقية للتعرف إلى جمال الثقافة العربية وفرادتها عن كثب واللقاء بمن يمثلون هذه الثقافة ويجسدونها".
ونوه سعادة السيد سالم مبارك آل شافي مندوب دولة قطر الدائم لدى جامعة الدول العربية، في ختام تصريحاته لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، إلى أن الترحيب العربي باستضافة قطر لمونديال 2022 موجود وقائم على المستويين الرسمي والشعبي، باعتباره حدثا يهم منطقتنا والعالم جميعا، خاصة أن استضافة دولة قطر للبطولة هي استضافة عربية في المقام الأول وقبل أي شيء، عدا عن كونها فرصة لتقديم العالم العربي والتعريف به للمشجعين القادمين من كافة أنحاء العالم.