أكد سعادة السيد إبراهيم بوغالي رئيس المجلس الشعبي الوطني في الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية (الغرفة الثانية في البرلمان)، أن مشاركة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في أعمال القمة العربية الحادية والثلاثين في الجزائر، التي تنطلق أعمالها في وقت لاحق اليوم، "دليل واضح على حرص دولة قطر على المساهمة بشكل فعال في بلوغ الأهداف المرجوة من انعقاد هذه القمة".
وقال سعادة رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري، في حوار مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/، "لطالما أثبت سمو الأمير حرصه على ضرورة وحدة الصف العربي، ودفاعه عن المصالح العربية في شتى المحافل معروف ومشهود، ولذلك فإن حضوره أعمال هذه القمة سيضفي بلا شك زخما معتبرا على أعمالها".
وأضاف أنه "في كل الأحوال، فإن سمو الأمير يحل بأرض الجزائر التي هي أرضه، وسيكون محتفى به عند الجزائريين الذين هم إخوانه، ونحن نتوقع أن يكون دوره مؤثرا في مخرجات هذه القمة التي ستخدم الوطن العربي إن شاء الله".
وشدد سعادة السيد إبراهيم بوغالي على أن حضور قطر إلى الجزائر بوفد هام ومميز يدل أيضا على عمق العلاقات الثنائية التي صهرتها عقود من التعاون والتآزر، مضيفا "يكفي هنا أن نلقي نظرة واحدة على عدد الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرتوكولات التي وقعها البلدان، لنتبين المستوى الرفيع الذي ارتقت إليه الشراكة بين البلدين".
ونوه سعادته بأنه بين الجزائر وقطر علاقات وثيقة تجسدت على الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية بعديد الاتفاقيات، وكان ذلك كله نتاج سنين طويلة من الأخوة والتعاون المشترك.
وأوضح أن التعاون بين البلدين ازداد ترسخا في السنوات الأخيرة، إثر سلسلة من الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين، وقد أثمرت تلك اللقاءات توقيع عدة اتفاقات عززت الحضور القطري في الجزائر بشكل لافت إلى الحد الذي جعلها في مصاف أول مستثمر عربي بالجزائر.
مرحلة شراكة استراتيجية
وأضاف سعادة رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري "لكي ألخص واقع التعاون بين البلدين دعوني أقول إن العلاقات الثنائية بين البلدين، قد انتقلت من مرحلة التعاون الثنائي البحت إلى مرحلة الشراكة الاستراتيجية الطموحة".
وعلى صعيد العلاقات البرلمانية بين البلدين، قال سعادة السيد إبراهيم بوغالي "إننا بحاجة إلى قطع مزيد من الأشواط لكي نعتبر أن هذه العلاقات قد وصلت حقا إلى المستوى المطلوب، ومع ذلك يحدونا تطلع مشروع، في ظل تنامي العلاقات بين بلدينا، إلى ترقية التعاون على هذا الصعيد إلى مستويات أعلى، ولاسيما ضمن أطر مجموعة الصداقة البرلمانية التي هي إحدى الآليات الممتازة للتواصل، لأنها تتيح تقاسم اللقاءات المنتظمة وتساعد على تبادل التجارب المهمة".
وقال سعادة رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري "تريد الجزائر أن تجعل من القمة العربية الحادية والثلاثين محطة فارقة للم الشمل العربي، حيث ستكون الفرصة مواتية أمام القادة العرب لطرح مجمل القضايا التي تهم المنطقة في إطار واضح وشفاف يمكّن من بلورة تصور توافقي لعمل مشترك يمكن أن تواجه به بلدان المنطقة التحديات الراهنة على مختلف الأصعدة".
وأضاف سعادته "أعتقد أن الجزائر قد احتاطت لكل شيء واتخذت كل التدابير لإنجاح هذا الموعد الكبير وهي جاهزة بكل تأكيد للعمل مع جميع المشاركين في القمة للخروج بقرارات تعكس رؤية موحدة تستجيب لمقتضيات الوضع الراهن، لاسيما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية التي يجب أن تبقى بوصلة القضايا والتوجهات العربية وهذا دون أن ننسى ما للمسائل المتعلقة بالتنمية والتعاون والأمن الاقتصادي من ثقل في ميزان القوة والتي يجب أن نتسلح بها إذا أردنا أن نفرض حضورنا على المستوى الدولي الذي بات يتشكل على صورة أقطاب وتكتلات تدافع بشراسة عن مصالحها".
ونوه بأن الجزائر، كما أكد على ذلك الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون مرارا، "ليست لها خلفيات من وراء تنظيم هذه القمة سوى التوصل إلى لم الشمل وبعث القوة الكامنة في بلدان وشعوب هذه المنطقة التي يجب أن تعود إلى لعب دورها المحوري".
جهد كبير
وأضاف أن "الجزائر لم تدخر أي جهد في سبيل تجاوز المسائل الخلافية بل ومن أجل الاستثمار في كل نقاط التقاطع والقواسم المشتركة الكثيرة، إن خصوصياتنا كعرب ومؤهلاتنا قادرة على أن تجعلنا نتخطى كل العراقيل ونتبنى معا سياسات تكون نتائجها لصالح بلداننا".
وشدد سعادته على أنه "قد حان الوقت لترتيب أولوياتنا وإعادة بعض حساباتنا كعرب إذا أردنا أن يكون لنا من الثقل الوازن في هذا العالم، والجزائر تراهن لتحقيق هذا المبتغى على وعي البلدان العربية وبأنه لا خيار سوى تعزيز آليات العمل العربي المشترك، كأول خطوة في سبيل استعادة هذا الوطن الكبير الذي يجمعنا لمكانته المعهودة على الساحة الدولية".
ووصف سعادة السيد إبراهيم بوغالي رئيس المجلس الشعبي الوطني في الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، في حواره مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/، انتخابات مجلس الشورى القطري في 2021، بأنها خطوة مميزة وانطلاقة جديدة لدولة قطر والتي توضح المسعى الديمقراطي لها.
دور مؤثر
وحول استضافة دولة قطر للجمعية العامة 140 للاتحاد البرلماني الدولي والاجتماعات المصاحبة لها في 2019، أكد سعادته أن استضافة دولة قطر لهذا الحدث الهام له دلالات كثيرة نعتز بها كعرب، وأول هذه الدلالة أن اختيارها كان نابعا من يقين بأن قطر لها دور مؤثر على صعيد حل النزاعات والأزمات في عالم يعج بالصراعات والاضطرابات.
وقال سعادته "لقد أثبتت دولة قطر بنجاحها في احتضان الدورة 140 للاتحاد البرلماني الدولي بأنها دولة تمتلك كفاءات قادرة على إدارة مؤتمرات حيوية، وأنها تملك أيضا سياسة ذات صدى إيجابي جعلتها محط ثقة عند الجميع".
وأضاف "لقد عزز نجاح قطر في استضافة هذه الدورة البرلمانية العالمية في تقديم صورة مثالية لبلد مضياف ومحب للسلام وقادر على تقديم الإضافة المطلوبة في مجال حل النزاعات".
ونوه سعادة السيد إبراهيم بوغالي بأن الجزائر وقطر تشاركان بانتظام في عدة محافل برلمانية دولية وإقليمية والتنسيق والتشاور بين وفدي البلدين فيها يحدث باستمرار لم ينقطع يوما.
وشدد سعادته على أنه "نحن كعرب تجمعنا قواسم مشتركة يجب توظيفها لإضفاء قوة على الطرح المشترك، لاسيما وأن الهيئات الدولية تتيح آليات كثيرة للدفاع عن وجهات الرأي فيها، ولذلك أعتقد أن المجال لا يزال متاحا أمامنا للنظر في أمثل السبل لاستغلالها بشكل ذكي يخدم مصالحنا ويعزز مواقفنا، لاسيما تجاه القضايا المصيرية للأمة".
وعي عربي
وأوضح أن القواسم المشتركة والمصير الواحد "يجب أن تكون هي ما يحدونا كبرلمانيين لوضع رؤية عربية موحدة، لأننا بالنهاية ننتمي إلى منطقة واحدة ونواجه نفس التحديات. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الوضع العالمي المعقد قد أوجد وعيا عربيا بضرورة التحرك للدفاع عن المصالح المشتركة، وهذا ما نريد في قمة الجزائر أن نبرزه لتكون في صدارة الانشغالات".
وبشأن الموقف القطري الداعم للقضية الفلسطينية، قال سعادة رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري "لا يخفى علينا حجم الدور الذي تلعبه دولة قطر في نصرة القضية الفلسطينية ودعمها التام للفلسطينيين في مواجهة التصعيد الإسرائيلي، وهذا ما لمسناه خلال مشاركتنا سويا في عدة محافل دولية وإقليمية".
وأضاف أنه "في هذا التوقيت الحساس الذي تمر به الأمة العربية، أظهرت دولة قطر عزما صادقا في التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية يلبي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ويتيح قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس".
ونوه سعادته بأن قطر والجزائر ينبغي لهما مواصلة العمل لدفع القضية الفلسطينية إلى الواجهة، لكي يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته بهدف تفعيل جميع الإجراءات اللازمة، من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
وبشأن الجهود القطرية لإحلال السلام في المنطقة والعالم، لفت سعادة السيد إبراهيم بوغالي إلى الدور القطري الهام في تحقيق السلام في تشاد، من خلال اتفاق الدوحة للسلام في تشاد، مؤكدا أنه يمهد الطريق أمام حوار للمصالحة الوطنية الشاملة.
وقال سعادته "لقد شكل توقيع اتفاق الدوحة للسلام في تشاد إثباتا جديدا لنجاعة السبل السلمية في حل النزاعات، ورعاية دولة قطر للمفاوضات هو تأكيد على نهجها المستمر في دعم جهود الوساطة دوليا وحل النزاعات عبر السبل السلمية، وهو موقف نتقاسمه معها، كما أن تحقيق المصالحة الوطنية التشادية يعد دعامة أساسية لإرساء الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة".
تعزيز الانتقال التوافقي
وأشار إلى أن الجزائر تشجع الأطراف على تعزيز الانتقال التوافقي نحو الاستعادة الفعلية والدائمة للنظام الدستوري، الذي يظل السبيل الوحيد لتحقيق التطلعات المشروعة للشعب وتجنب المخاطر التي يشكلها الوضع الحالي على السلم والاستقرار في هذا البلد الذي تجمعه بالجزائر علاقات أخوية مبنية على التضامن والتعاون.
وفي ختام حواره مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/، أكد سعادة السيد إبراهيم بوغالي رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري، أن قطر تصنع التميز باحتضانها أول مونديال في العالم العربي والشرق الأوسط وفي دولة إسلامية من خلال استضافتها كأس العالم FIFA قطر 2022.
وقال سعادته "الملفت للانتباه أنها صمدت طيلة فترة تحضيرها لهذا الحدث، في مواجهة الضغوط الخارجية ونجحت في إسكات الأبواق. وتنظيم قطر لأكبر حدث رياضي في العالم يعنينا جميعا، فهي تطلقه باسمنا كلنا ومن خلالنا إلى كل المعمورة وهو ما نحترمه في قطر الشقيقة".
وأضاف "كرة القدم أصبحت أكثر من مجرد لعبة، يتابعها الملايين عبر العالم، واستضافة الحدث الأكثر متابعة عالميا سيجعل المنطقة العربية محط أنظار الملايين لأكثر من شهر. وتنظيم قطر لكأس العالم سيمنحنا كعرب فرصة لتغيير الصورة النمطية لدولنا العربية ولمجتمعاتنا لدى الشعوب الأخرى، سنكون في قلب الاهتمام العالمي وهذا هو البعد الاستراتيجي للحدث. إنه بكل بساطة ما يسمى بدبلوماسية الرياضة وأعتقد أنها في عصر العولمة أصبحت أداة قوية لصنع مكانة على الساحة الدولية".
وأكد سعادته أن "قطر دولة التسامح والتعايش والسلام، وأثبتت ذلك في عدة مناسبات، ودائما ما تذكر بأن ذلك نابع من القيم النبيلة للإسلام وهو الشيء الذي تجاهر به منذ بداية تحضيراتها للمونديال"، وقال "هذه المرة قطر هي من ستصنع المعجزات وليست كرة القدم".