دولار أمريكي 3.64ريال
جنيه إسترليني 4.5ريال
يورو 3.88ريال

العلاقات القطرية - الجزائرية.. نموذج يحتذى به في التوافق السياسي والشراكة الاستراتيجية

01/11/2022 الساعة 19:16 (بتوقيت الدوحة)
ع
ع
وضع القراءة

تتميز العلاقات القطرية - الجزائرية بأنها تاريخية ومتنامية؛ صقلتها عقود من التعاون والتآزر بين قيادتي البلدين الشقيقين، حيث تنطلق من الإيمان الراسخ بوحدة الأهداف والمصير المشترك، وتستند على أسس وطيدة ووشائج متينة وأواصر صادقة تربط البلدين والشعبين الشقيقين في العديد من المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

وقد تعززت العلاقات بين الجانبين وتوسعت وازدادت رسوخًا عبر سلسلة من الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين، كان آخرها حرص حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى على حضور حفل افتتاح الدورة الـ 19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط "وهران 2022" بمدينة وهران الجزائرية في يونيو الماضي، وأيضا لقاء سموه مع أخيه فخامة الرئيس عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة، حيث جرى خلال اللقاء استعراض علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها وتطويرها، كما جرى مناقشة عدد من القضايا والمستجدات ذات الاهتمام المشترك.

وقد سبق ذلك زيارة الدولة التي قام بها فخامة الرئيس عبد المجيد تبون إلى قطر في فبراير الماضي، حيث عقد صاحب السمو أمير البلاد المفدى وأخوه فخامة الرئيس الجزائري محادثات ثنائية موسعة، ركزت على العلاقات بين البلدين الشقيقين، وسبل تعزيزها وتطويرها في المجالات كافة، وتبادل الجانبان وجهات النظر حول المسائل والقضايا التي تهم البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية، وأكدا العمل على تنسيق مواقفهما بما يخدم مصالحهما ويعزز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وقد عكست هذه المباحثات عمق العلاقات الثنائية، وتطابق وجهات نظر البلدين على المستوى الثنائي.

علاقات متميزة

وأعرب الجانبان عن ارتياحهما للتشاور والتنسيق بين البلدين، وتطلعهما إلى تعزيزهما على كافة المستويات، كما أثنيا على علاقات التعاون المتميزة، وإلى الارتقاء بها في جميع المجالات، لا سيما الاقتصادية والتجارية وقطاع الغاز، وفي هذا السياق، جدد فخامة الرئيس عبدالمجيد تبون امتنانه لأخيه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، على الدعم الذي قدمته دولة قطر لمرشح الجزائر الذي تم انتخابه أمينا عاما لمنتدى الدول المصدرة للغاز.

وأكد القائدان على ما يحتويه البلدان من فرص حقيقية ومتنوعة لتعزيز التعاون، من خلال تمكين فرص التكامل الاستثماري بين البلدين وإقامة الشراكات، فضلا عن زيادة حجم التبادل التجاري وتنويعه.

واستعرض الجانبان مستجدات الأوضاع المتغيرة على الساحة الدولية وانعكاساتها على المنطقة العربية، مؤكدين على ضرورة السعي لإرساء علاقات دولية متوازنة تحتكم لميثاق الأمم المتحدة والمبادئ الراسخة في هذا الإطار، كما شددا على أهمية إعلاء قيم الوحدة والتضامن بين الدول العربية لتجاوز مختلف الأزمات الراهنة التي تمر بها المنطقة، واتفقا على دعم أطر وآليات العمل العربي المشترك وتعزيزها على أفق الاستحقاقات المقبلة، لا سيما القمة العربية المرتقبة بالجزائر.

وفي هذا الصدد، ثمن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، جهود أخيه فخامة الرئيس عبدالمجيد تبون وحرصه على توفير الأجواء المواتية لنجاح هذه القمة، مؤكدا استعداد دولة قطر لمساندة هذه المساعي الحميدة والمساهمة في تحقيق النتائج المرجوة منها، خاصة في ظل التحديات المشتركة التي تواجه الدول العربية على مختلف الأصعدة.

وبخصوص القضية المركزية للأمة العربية، استعرض القائدان آفاق حشد المزيد من الدعم الدولي للقضية الفلسطينية بما يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، ويضمن إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف، وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. كما شددا على أهمية تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية والمسعى الذي أطلقته الجزائر بهذا الصدد استكمالا للجهود المخلصة التي قام بها العديد من الدول العربية، لا سيما دولة قطر، لتحقيق التقدم المنشود نحو هذا الهدف الأسمى.

توافق مواقف البلدين

كما تناول القائدان أهم الأزمات التي تهدد السلم والأمن في المنطقة العربية، وأكدا على توافق مواقف البلدين حول ضرورة بلورة حلول سلمية تحقق تطلعات الشعوب المعنية، وتنأى بدولها عن أخطار التدخلات الخارجية، وفضلا عن ذلك، تم التطرق إلى أزمة جائحة كورونا وسبل تشجيع التوجه نحو امتلاك الدول العربية مقومات الأمن الصحي والاكتفاء الذاتي في هذا المجال.

وخلال الزيارة، شهد صاحب السمو أمير البلاد المفدى والرئيس الجزائري التوقيع على اتفاقية ومذكرتي تفاهم وبرنامج تنفيذي بين البلدين، حيث شهدا التوقيع على اتفاقية التعاون القانوني والقضائي في المسائل الجنائية بين حكومتي البلدين، ومذكرة تفاهم بشأن إقامة المشاورات السياسية والتنسيق بين وزارتي الخارجية بالبلدين، ومذكرة تفاهم في مجالات التنمية الاجتماعية والأسرة بين حكومتي البلدين.

كما شهدا التوقيع على البرنامج التنفيذي الثاني في مجال التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجي لاتفاق التعاون التربوي والعلمي بين حكومتي البلدين للأعوام الدراسية (2022 - 2025).

وتؤكد هذه الزيارات المتبادلة ومثيلاتها التي يقوم بها الوزراء وكبار المسؤولين من البلدين الحرص الكبير على رعاية هذه العلاقات، والارتقاء بها وتعزيزها في القطاعات كافة، وهو ما عكسته نتائج اجتماع الدورة الخامسة للجنة المشتركة العليا القطرية - الجزائرية التي انعقدت خلال نوفمبر 2014 بالدوحة.

خصوصية العلاقات

وللعلاقات القطرية - الجزائرية خصوصيتها وتفردها، باعتبار أن البلدين من أكبر مصدري الغاز الطبيعي في العالم، كما أنهما دولتان محوريتان داخل الجامعة العربية وفي المحيط الإقليمي، تجمعهما رؤى واحدة ومواقف مشتركة ومبادئ راسخة تجاه المصالح الثنائية والقومية والقضايا العربية والدولية والأمن والسلام الدوليين.

وحرصت دولة قطر على المشاركة، في يوليو الماضي، في احتفالات الجزائر بالذكرى الـ 60 لعيد الاستقلال، وذلك بحضور فخامة الرئيس عبدالمجيد تبون، حيث مثل دولة قطر في الاحتفالات سعادة الشيخ فهد بن فيصل آل ثاني وزير الدولة.

كما ساهمت زيارة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى (حفظه الله) إلى الجزائر في فبراير 2020 في ترسيخ التعاون بين البلدين على الأصعدة كافة، لا سيما على المستويين الاقتصادي والاستثماري اللذين يشهدان نموًا مطردًا وسريعًا على المستويات كافة.

ويرى الدكتور علي قابوسة الباحث الأكاديمي والمحلل السياسي الجزائري، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، أن العلاقات القطرية - الجزائرية، عرفت تطورا ملحوظا منذ تولى الرئيس عبدالمجيد تبون الرئاسة، حيث كان حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى "أول المهنئين له".

د.علي قابوسة: تقارب وجهات النظر بين قطر والجزائر في العديد من القضايا الإقليمية والدولية مكن من خلق علاقات وطيدة جدا بين البلدين الشقيقين

وقال: إن تقارب وجهات النظر بين قطر والجزائر في العديد من القضايا الإقليمية والدولية مكن من خلق علاقات وطيدة جدا بين البلدين الشقيقين، مشيرًا إلى أن العلاقات القطرية - الجزائرية متجذرة، وكانت لها انعكاسات إيجابية كبيرة لصالح البلدين "فتلك العلاقات تنطلق من وحدة الأهداف والمصير المشترك، ولا شك أن الدولتين تشكلان بعدا استراتيجيا مهما لكليهما".

الديناميكية التي تشهدها مؤخرًا العلاقات القطرية - الجزائرية من شأنها، بحسب السيد رشيد شرشار عضو المجلس الشعبي الوطني (الغرفة الثانية بالبرلمان الجزائري)، أن تفتح الباب أمام مزيد من تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والانطلاق بها نحو آفاق أرحب في شتى المجالات، فضلا عن أنها تشكل دفعة لتكثيف جهود البلدين لخدمة القضايا العربية، وتعزيز العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات الراهنة.

وقال شرشار: إن العلاقات القطرية - الجزائرية مثال يحتذى به، وجاءت تتويجا للعديد من الخطوات التي اتخذها البلدان، بما يؤكد حرصهما على دعم العلاقات الثنائية، والنظر بجدية وموضوعية لآفاق التعاون المثمر، منوها في هذا الصدد بتبادل الزيارات على أعلى مستوى بين البلدين.

كما نوه الدكتور عبد القادر بريش عضو المجلس الشعبي الوطني (الغرفة الثانية للبرلمان) بالعلاقات الأخوية بين قطر والجزائر، مؤكدا أن هذه العلاقات تجسد روح الأخوة العربية، وتعد نموذجا لما يجب أن تكون عليه العلاقات العربية - العربية.

د.عبد القادر بريش: الزيارات المتبادلة على مستوى قيادتي البلدين ستدفع إلى مزيد من التعاون والشراكة الاستراتيجية

وأضاف عضو البرلمان الجزائري أن الزيارات المتبادلة على مستوى قيادتي البلدين ستدفع إلى مزيد من التعاون والشراكة الاستراتيجية، وستنعكس إيجابا على تعزيز العمل العربي المشترك.

وتنظم العلاقات القطرية - الجزائرية العديد من الاتفاقات ومذكرات التفاهم والبروتوكولات، التي تشمل التعاون في مجالات: الاقتصاد، والتجارة، والصناعة، والطاقة، والمناجم، والاستثمار، والزراعة، والسياحة، والصحة، والرياضة، والجمارك، والنقل البحري، والفلاحة، والتعاون العسكري، فضلا عن قطاعات الثقافة والإعلام والرياضة، والتخطيط العمراني، إلى جانب التعاون في المجالات القانونية والقضائية، والرقابة الاقتصادية، ومكافحة الغش التجاري، وتجنب الازدواج الضريبي، والصيد البحري، والموارد المائية، والمحميات الطبيعية.

وعززت هذه الاتفاقيات العلاقات الأخوية بين البلدين، ورسختها وارتقت بها من مرحلة التعاون الثنائي إلى الشراكة الاستراتيجية الطموحة الواثقة بتحقيق أهدافها ونجاح مشروعاتها.

وتعتبر الجزائر من الوجهات الاستثمارية التي تلقى اهتمام رجال الأعمال القطريين، فقد تم خلال السنوات الأخيرة إنشاء عدد من المشروعات الاستثمارية القطرية في الجزائر، كان أبرزها الشركة الجزائرية - القطرية للصلب (مشروع بلارة الجزائري – القطري للصلب" بولاية جيجل، الواقعة شمال شرقي الجزائر العاصمة، على مساحة تبلغ حوالي 216 هكتارا، وبتكلفة ملياري دولار تقريبا، وبطاقة إنتاجية تقدر بـ 4 ملايين طن من الصلب، وهو معد لإنتاج نوعية نقية من الحديد بتقنية الاختزال المباشر النادرة عالميا، والتي تعتمد على الغاز، ما جعل المصنع يحظى بسمعة عالمية، ويبرم اتفاقيات مع شركات دولية للتصدير.

ويعد المشروع من أهم مشاريع الشراكة الاستراتيجية في المجال الاقتصادي بين البلدين الشقيقين، فضلا عن استثمارات مجموعة "أريد" الرائدة في قطاع الاتصالات، التي حققت وتحقق نجاحا معتبرا في الجزائر.

وهناك العديد من الاستثمارات المهمة لرجال أعمال قطريين في عدة ميادين كالزراعة والسياحة والخدمات والبيئة وغيرها من المجالات، وتعتبر قطر من أكبر المستثمرين في السوق الجزائرية؛ كونها سوقا واعدة وتزخر بالكثير من الفرص التي تجذب أي مستثمر.

وقد أسهمت جهود غرفتي البلدين في فتح مجالات تعاون جديدة بين القطاع الخاص، بما يؤسس لشراكات وتحالفات تخدم اقتصادي البلدين، وكان الاجتماع الأول لمجلس الأعمال القطري - الجزائري خلال أبريل الماضي حدثا مهما، من شأنه أن ينعكس بشكل إيجابي على حجم التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين.

وتوجد عشرات الشركات القطرية - الجزائرية المشتركة العاملة في السوق القطرية، ومن المنتظر زيادة أعدادها خلال الفترة المقبلة، خصوصا مع توفر العديد من الفرص الاستثمارية بمختلف القطاعات الاقتصادية، لا سيما الصناعات الصغيرة والمتوسطة، في ضوء قدرات وإمكانات الدولتين.

وتتمتع الجزائر بموقع جغرافي مهم بين القارتين الأوروبية والإفريقية، وتربطها علاقات متميزة مع دول المجموعتين، وتتمتع السوق الجزائرية بإمكانيات طبيعية، تتراوح بين التنوع المناخي والأراضي الزراعية، بالإضافة لتوافر الأيدي العاملة الجزائرية المتخصصة والماهرة، ما يتيح الكثير من الإمكانيات والفرص الاستثمارية بمختلف القطاعات كالتعدين، والأدوية، والسياحة، والصناعة، والخدمات، والزراعة.

169 شركة جزائرية

وتعمل في دولة قطر 169 شركة جزائرية، من بينها شركتان مملوكتان بالكامل للجانب الجزائري، و167 شركة برأس مال مشترك قطري - جزائري.

وتسعى الجزائر وقطر إلى تحقيق قفزة نوعية في التعاون الاقتصادي والتجاري بينهما، من خلال التوقيع على العديد من اتفاقيات التعاون في مجالات مختلفة، منها مذكرة تفاهم بخصوص دراسة جدوى توسعة مصنع الشركة الجزائرية - القطرية للصلب (مجمع بلارة)؛ بهدف الانتقال إلى المرحلة الثانية من مستوى الإنتاج التي ينتظر أن ترفع طاقة المصنع الإنتاجية إلى 4 ملايين طن سنويا، بالإضافة إلى تطوير التعاون وتبادل الخبرات في مجال التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجي عبر التوقيع على البرنامج التنفيذي الثاني 2022-2025، ومذكرة تفاهم لتبادل التجارب فيما يتعلق بقطاع الأسرة والتنمية الاجتماعية، واتفاقية للتعاون القضائي في المسائل الجنائية.

وتعد قطر أكبر مستثمر عربي في الجزائر، فهي من الوجهات الاستثمارية التي تلقى اهتمام رجال الأعمال القطريين، وقد أنشئ في السنوات الأخيرة عدد من المشروعات الاستثمارية القطرية بالجزائر.

وفي يونيو الماضي، بحثت رابطة رجال الأعمال القطريين مع الغرفة الجزائرية للصناعة والتجارة وبعض الوزراء خلال زيارتهم للجزائر، فرص تعزيز التعاون الاستثماري بين البلدين، حيث اتفق الجانبان على أهمية تنسيق زيارات ميدانية لمجتمع الأعمال القطري - الجزائري؛ لبحث الفرص الاستثمارية على أرض الواقع.

وخلال استقباله من طرف فخامة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أكد سعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني رئيس مجلس إدارة رابطة رجال الأعمال القطريين، رغبة الجانب القطري في الاستثمار في الجزائر؛ لامتلاكها المقومات الطبيعية والكوادر البشرية، معلنا عن عدة مشاريع واتفاقيات سترى النور قريبًا.

عبد المالك سراي: قطر والجزائر تمتلكان كل المقومات المشجعة على تحقيق الشراكة التي تطمحان إليها

وفي هذا الصدد، يقول الخبير الاقتصادي الجزائري عبد المالك سراي: إن قطر والجزائر تمتلكان كل المقومات المشجعة على تحقيق الشراكة التي تطمحان إليها.

ويرى سراي أنه وجب على الجزائر أن توجه الشراكة مع قطر نحو القطاعات الاستراتيجية كالفلاحة والصناعة والسياحة؛ من أجل الاستفادة من الخبرة القطرية الكبيرة في مجال التصنيع والسياحة والرقمنة وغيرها، التي قطعت أشواطا كبيرة فيها.

وأكد الخبير الاقتصادي الجزائري أن كلا البلدين يتمتعان بمقومات نجاح هذه الشراكة، فاقتصاد الجزائر يعتبر منفتحا، وهناك عدد كبير من الفرص للاستثمار، خاصة مع صدور قانون الاستثمار الجديد، إضافة إلى كون الجزائر لا تزال سوقا واعدة بالنسبة لقطر.

وبدوره، شدد السيد عبد الوهاب زياني، رئيس اتحاد الصناعيين والمنتجين الجزائريين، على أن العلاقات الاقتصادية الجزائرية - القطرية مميزة، ومربحة للطرفين، مشيرا إلى أن أطر التعاون الثنائي بين البلدين ستدفعها كذلك التشريعات، خاصة قانون الاستثمار الجديد، الذي أقرته الجزائر مؤخرا لتشجيع الاستثمار، والتي ستتيح للمستثمرين القطريين فرصا واعدة تعود بالنفع على البلدين والشعبين الشقيقين.

كما أكد السيد عبد الرحمن هادف، الخبير الاقتصادي الجزائري، أن العلاقات الاقتصادية القطرية - الجزائرية، ما هي إلا انعكاس لمستوى العلاقات السياسية والدبلوماسية، خاصة أن البلدين يؤمنان بالتوجهات نفسها في العديد من القضايا.

وبحسب السيد هادف، فإن القطاعات الأكثر أهمية والتي يمكن أن تكون محاور شراكة مستقبلا بين الجزائر وقطر هي: الطاقة، والطاقات المتجددة، والبناء، والنسيج، والسياحة، والصناعة التحويلية، والسيارات وقطع الغيار، والصحة عبر استحداث مستشفيات ومصحات قطرية للعلاج في الجزائر.

أكرم زيدي: العلاقات القطرية - الجزائرية في تقدم مستمر في ضوء حرص قيادتي البلدين على تعزيزها وتطويرها

ومن ناحيته، نوه السيد أكرم زيدي رئيس المركز الجزائري للاستشراف الاقتصادي وتطوير الاستثمار والمقاولاتية، بأن العلاقات القطرية - الجزائرية في تقدم مستمر، في ضوء حرص قيادتي البلدين على تعزيزها وتطويرها.

وأشار إلى أن هناك اهتماما جزائريًا خاصًا بالعلاقات مع دولة قطر، التي كانت واحدة من المحطات الرئيسية للزيارات الخارجية للرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون.

كما أكد زيدي أن هناك حرصا كبيرا في الجزائر على بناء شراكة حقيقية مع دولة قطر في مجالات التجارة والاستثمار.. مضيفا أن مستقبل الشراكة بين البلدين واعد في ضوء ما يتمتع به البلدان من إمكانيات كبيرة، وتفاهم وتوافق على المستويات السياسية في الاهتمامات والأولويات الوطنية.

ويبدو أن آفاق التعاون الاقتصادي والاستثماري المستقبلي واعدة بين قطر والجزائر في ضوء قدرات وإمكانات الدولتين، فقطر واحدة من أقوى الاقتصادات في المنطقة، بينما تتمتع الجزائر بإمكانيات طبيعية تتراوح بين التنوع المناخي والأراضي الزراعية، بالإضافة لتوافر الأيدي العاملة الجزائرية المتخصصة والماهرة، ما يتيح الكثير من الإمكانيات والفرص الاستثمارية في مختلف القطاعات كالتعدين والأدوية والسياحة والصناعة والخدمات والزراعة.

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2024

atyaf company logo