أكد الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري مستشار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، أن مشاركة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في اجتماعات الدورة العادية الحادية والثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، التي اختتمت اليوم في مدينة الجزائر عاصمة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة، تعكس حرص دولة قطر، قيادة وحكومة وشعبا، ودعمها الكامل للم الشمل، وتعزيز العمل العربي المشترك لتحقيق تطلعات الشعوب العربية في الاستقرار والتنمية والازدهار، وتحقيق الأمن والسلام في المنطقة.
د. ماجد الأنصاري: اللقاءات التي عقدها صاحب السمو مع عدد من الزعماء العرب تؤكد اهتمام قطر وحرصها على التشاور مع الأشقاء في كافة القضايا الثنائية والإقليمية والدولية
وقال الأنصاري في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية "قنا": إن اللقاءات التي عقدها صاحب السمو مع عدد من الزعماء العرب، على هامش اجتماعات الدورة، تؤكد اهتمام دولة قطر وحرصها على التشاور مع الأشقاء في كافة القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، وتعزيز التعاون إلى آفاق أرحب في المجالات كافة.
جهود جزائرية كبيرة
ونوه المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، بالجهود الكبيرة التي بذلتها الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة لإنجاح القمة، مشيرا إلى أن تزامنها مع ذكرى انطلاق الثورة الجزائرية شكل فرصة لاستلهام معاني الوحدة والنضال والتضحية والفداء من أجل تحقيق الأهداف السامية، لافتا إلى أن هذه الثورة المجيدة تبقى مصدر فخر لكل العرب والشعوب الباحثة عن حقها المشروع في الحرية والاستقلال.
واعتبر الأنصاري أن هذه القمة عقدت في ظل ظروف سياسية واقتصادية معقدة على المستويين الإقليمي والدولي، فرضتها جائحة “كوفيد-19”، والأزمة الروسية - الأوكرانية، والتطورات في عدد من الدول العربية، لا سيما الأراضي الفلسطينية المحتلة، معربا عن أمله في أن تسهم مخرجات القمة في التعامل مع كافة القضايا والتحديات بروح الوحدة لتحقيق الأهداف المنشودة.
وأوضح أن القضية الفلسطينية تصدرت مناقشات القادة؛ لكونها القضية المركزية للأمة العربية، مجددا في هذا السياق تقدير دولة قطر البالغ للجزائر لدورها في رعاية المحادثات بين الفصائل الفلسطينية التي توجت بإعلان المصالحة.
التطورات في الأراضي الفلسطينية المحتلة تستوجب موقفًا عربيًا موحدًا وحاسمًا لحث المجتمع الدولي على ردع الاحتلال
كما أضاف أن التطورات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الشعب الفلسطيني الأعزل، لا سيما الأطفال والنساء، والاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك، والحصار الظالم على قطاع غزة، وخطط توسيع الاستيطان، تستوجب موقفا عربيا موحدا وحاسما لحث المجتمع الدولي على ردع الاحتلال، وإجباره على الامتثال للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، مجددا التأكيد على موقف دولة قطر الثابت من عدالة القضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وأن تكون عاصمتها القدس الشرقية.
دعم قطري لفلسطين
وأوضح الأنصاري أن دعم دولة قطر للشعب الفلسطيني الشقيق خلال العقد الماضي، عبر صندوق قطر للتنمية ولجنة إعمار غزة، تجاوز مليارا ونصف مليار دولار، علاوة على المساهمات التي قدمتها مؤسسات المجتمع المدني، مؤكدا أن قطر ستستمر في الاضطلاع بدورها لتخفيف المعاناة الإنسانية وتلبية الاحتياجات العاجلة للأشقاء الفلسطينيين.
وشدد على أن التطورات الدولية، لا سيما الأزمة الروسية - الأوكرانية، فرضت تحديات اقتصادية كبيرة، تتطلب تضامنا عربيا لمواجهتها، وفي مقدمتها أزمة الغذاء، مضيفا أن اهتمام القمة بوضع استراتيجيات وخطط للأمن الغذائي العربي يعكس الإرادة المشتركة للتعامل مع التحديات الكبرى.
وقال: إن التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في عدد من الدول العربية كانت محل اهتمام كبير خلال القمة، مشيرا إلى أن التضامن العربي ضروري في هذه المرحلة المفصلية أكثر من أي وقت مضى، لمساعدة هذه الدول على استعادة الاستقرار والمضي في طريق التنمية، مشددا على أن دولة قطر ستدعم كل ما من شأنه تحقيق هذه الغايات.
واعتبر الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري مستشار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، أن بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، التي ستنطلق الشهر الحالي، تشكل فرصة أخرى لإظهار قدرة العرب على الإنجاز والإبهار، مضيفا أن منطقتنا، التي ظلت تعاني من صورة نمطية لعقود، ستثبت للعالم من خلال هذا الحدث الإنساني العالمي الكبير قدرتها على التأثير الإيجابي والمساهمة الفعالة في التواصل الثقافي والحضاري، وتعزيز قيم المحبة والتسامح والسلام بين شعوب العالم.