أظهرت دراسة طبية تجريبية، نتائج مبشرة حول إمكانية إعادة تصميم جهاز المناعة لدى جسم الإنسان، لجعله أكثر قدرة على استهداف الأورام قبل أن تتحول إلى خلايا سرطانية.
وذكر الموقع الإلكتروني لهيئة الإذاعة البريطانية BBC، أن علماء مستمرون في تجربة لإعادة تصميم جهاز المناعة لدى المصابين بمرض السرطان، لتمكينه من مهاجمة الأورام بحسب الحاجة الخاصة لكل جسم.
وتناولت الدراسة التجريبية 16 مريضاً فقط، ولكنها وصفت بأنها "قفزة إلى الأمام"، وبأنها استعراض "قوي" للقدرات الكامنة لهذه التقنية الجديد.
ويحصل كل شخص على علاج مصمم خصيصاً لجسمه، ويستهدف نقاط ضعف محددة في أورامه، ولكن من السابق لأوانه إجراء تقييم شامل لفعالية هذا العلاج، كما أن تكلفته غالية ويستهلك وقتاً طويلاً.
ويتركز العمل على أجزاء من الجهاز المناعي، تدعى الخلايا تي، تجوب الجسم، وتفحص الخلايا الأخرى، بحثاً عن أي مشاكل فيها، وتستعمل الخلايا بروتينات تدعى "المستقبلات" لاكتشاف المؤشرات عن الإصابة، أو الخلايا المنحرفة التي أصبحت سرطانية.
ويصعب على خلايا تي اكتشاف السرطان، بعكس اكتشاف الفيروسات مثلاً. فالفيروس يختلف في تركيبته عن باقي جسم الإنسان، ولكن السرطان يشكل صعوبة، لأنه نسخة محرفة من خلايانا.
وتتمثل فكرة هذا العلاج في تعزيز مستوى الخلايا تي وتعديلها بحسب حاجة كلّ مريض، لأن كل ورم له خصوصياته أيضاً، وفي سبيل ذلك يفحص الباحثون دم المريض للوصول إلى خلايا تي النادرة، التي تملك مستقبلات بإمكانها اكتشاف السرطان.
بعد ذلك يعيد الباحثون تصميم أو تعديل خلايا تي التي ليس لها مستقبلات، ثم ينتزعون منها المستقبلات الأصلية القادرة على اكتشاف مشاكل أخرى وتستبدل بمستقبلات السرطان، وزرع خلايا تي المعدلة في دم المريض مرة أخرى لتصطاد الأورام.