استعدت دولة قطر لاستقبال بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 بتوفير بنية تحتية متينة ومتطورة ومرافق حديثة، وحزمة كبيرة من خدمات الرعاية الطبية والوقائية، وإمكانيات ضخمة في مجال الخدمات الصحية، للخروج ببطولة صحية وآمنة.
وعملت وزارة الصحة العامة بالتعاون مع مؤسسات الرعاية الصحية المحلية والشركاء الدوليين على تطوير خططها المتعلقة بخدمات الرعاية الصحية والاستجابة للحوادث الطارئة والكبرى أثناء البطولة تعتمد على القطاعين العام والخاص.
وطوال بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 ستكون هناك وحدة قيادة متنقلة وطواقم مخصصة للاستجابة للحوادث الكبرى في كل ملعب من الملاعب أيام المباريات والتي سيتم دعمها بخدمة الإسعاف الروتينية حيث تعمل وحدات القيادة كمركز للاتصالات ونقل المعلومات بشكل فوري لتنسيق خطط الاستجابة، كما ستكون هناك أيضا وحدة استجابة متنقلة للحوادث الكبرى في كل ملعب أيام المباريات تحتوي هذه الوحدات على جميع الموارد اللازمة لإقامة موقع علاج ميداني مؤقت يضم مجموعة متنوعة من الخيام المكيفة التي يمكن من خلالها علاج المرضى والمصابين وفقا لحالتهم.
وفي هذا الإطار أطلقت وزارة الصحة العامة موقعا إلكترونيا جديدا يوفر للمشجعين المحليين والزوار مجموعة واسعة من النصائح الطبية والوقائية والمعلومات المتعلقة بخدمات الرعاية الصحية التي سيتم تقديمها خلال البطولة.
وتركز وزارة الصحة العامة على الاستفادة من بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 ليس على جانب تقديم الخدمات الطبية فحسب، بل لجعل هذا الحدث إرثا للصحة، لذلك واصلت الوزارة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية الجهود والاستعدادات لجعل المونديال منارة للصحة والسلامة ومنصة لمشاركة واستخلاص الدروس للاستفادة منها في الأحداث الرياضية العالمية الكبرى في المستقبل بينما يدعم الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) واللجنة العليا للمشاريع والإرث هذه الشراكة التي تأتي في إطار حملة لتعزيز الصحة على مستوى العالم من خلال كرة القدم.
علي الخاطر: جماهير كأس العالم يمكنهم الحصول على الرعاية الطبية في أي من المستشفيات والمراكز الطبية والعيادات الخاصة أو العامة في الدولة
وفي تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، كشف السيد علي عبدالله الخاطر رئيس اللجنة العليا للاتصال في مجال الرعاية الصحية بوزارة الصحة العامة، أن جماهير بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 يمكنهم الحصول على الرعاية الطبية في أي من المستشفيات والمراكز الطبية والعيادات الخاصة أو العامة في الدولة سواء خدمات رعاية طارئة أو رعاية عاجلة.
وقال السيد علي عبدالله الخاطر "يتوجب على المشجعين الزائرين، الذين لديهم تأمين سفر خاص يشمل تغطية الرعاية الصحية، التحقق من المرافق الطبية الخاصة التي يزورونها للتعرف على الشروط والأحكام المتعلقة بدفع رسوم الخدمات وفقا لوثيقة التأمين الخاصة بهم".
وأضاف أنه بإمكان جماهير كرة القدم والزائرين الوصول إلى الخدمات الطبية الطارئة أو العاجلة لدى مقدمي الرعاية الصحية العامة في قطر من خلال مستشفيات مؤسسة حمد الطبية والمراكز الصحية التابعة لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية مجانا طوال البطولة حيث يجب عليهم إبراز بطاقة "هيّا" للحصول على الخدمات الصحية المجانية في المرافق العامة في حين سيتم فرض رسوم على الجماهير الذين يتلقون خدمات طبية غير طارئة أو عاجلة في مرافق مؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية بالسعر القياسي للزوار.
وأشار السيد علي الخاطر إلى أن وزارة الصحة العامة توصي، وإن لم يكن إلزاميًا، بأن يحصل المشجعون الزائرون على تغطية تأمين السفر، مع تغطية الرعاية الصحية، طوال مدة إقامتهم في دولة قطر.
انشاء أكثر من 100 عيادة طبية في ملاعب كرة القدم ومناطق المشجعين ومواقع الإقامة الرئيسية لضمان الدعم الطبي
وكشف عن انشاء أكثر من 100 عيادة طبية في ملاعب كرة القدم ومناطق المشجعين ومواقع الإقامة الرئيسية لضمان الدعم الطبي وذلك بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من ظروف طارئة ولكن لا تهدد حياتهم، كما أعلن عن تخصيص 4 مستشفيات تابعة لمؤسسة حمد الطبية لمرضى الحالات العاجلة غير الطارئة وهي مستشفى الشيخة عائشة بنت حمد العطية، ومستشفى الوكرة، ومستشفى حمد العام، ومستشفى حزم مبيريك العام.
وقال إن وزارة الصحة العامة ستقوم بالترويج للعديد من خيارات الرعاية الطارئة والعاجلة عبر موقعها الإلكتروني لمشجعي كأس العالم FIFA قطر 2022 والذي تم إطلاقه في وقت سابق ومن خلاله يمكن الاطلاع على قائمة كاملة بالمرافق الطبية الخاصة التي تقدم الرعاية العاجلة والطارئة.
ولفت الخاطر إلى أن جزءا أساسيا من استراتيجية الرعاية الصحية خلال البطولة يتمثل في تمكين الوصول السهل إلى الخدمات الطبية حيث يمكن لأي شخص يعاني من إصابة أو حالة تهدد حياته الاتصال برقم 999 للحصول على سيارة إسعاف وسيتلقى رعاية طبية سريعة وينقل إلى قسم الطوارئ المناسب.
وكانت وزارة الصحة العامة قد أنشأت العام الماضي لجانا متعددة تتضمن ممثلين من جميع أنحاء نظام الرعاية الصحية، حيث تقدم كل لجنة تقاريرها إلى مجموعة القيادة الاستراتيجية الصحية لكأس العالم FIFA قطر 2022 وذلك لتوفير الجاهزية لتقديم الخدمات الطبية اللازمة خلال فعاليات البطولة بصورة سلسة.
وأكد رئيس اللجنة العليا للاتصال في مجال الرعاية الصحية أنه مع توقع وصول أعداد كبيرة من الزوار القادمين إلى دولة قطر لحضور فعاليات البطولة، فإن قطاع الرعاية الصحية مستعد لمواجهة الزيادة المتوقعة في الطلب على خدمات الرعاية مع ضمان قدرته على الاستمرار في تقديم رعاية صحية عالية الجودة لكافة أفراد المجتمع.
من جهته، قال الدكتور أحمد المحمد رئيس مجموعة القيادة الاستراتيجية الصحية لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، إن خدمة الإسعاف بمؤسسة حمد الطبية ستقوم بدور رئيسي في تقديم الخدمات في الملاعب والمناطق التي ستقام فيها المباريات وغيرها والاستعداد والجاهزية لأي حوادث طارئة محتملة.
وأوضح أن دولة قطر لديها خبرات كبيرة ومتنوعة من خلال استضافة الفعاليات الرياضية رفيعة المستوى في السنوات الأخيرة، وقد لعبت فرق الرعاية الصحية دورا مهما في دعم التسيير الناجح لهذه البطولات، ومن ضمنها بطولة كأس العالم للأندية، وبطولة العالم لألعاب القوى، وكأس العرب.
وأضاف أن التحول الذي طرأ على قطاع الرعاية الصحية خلال السنوات الأخيرة، والعمل على زيادة السعة وتعزيز جودة الرعاية المقدمة، قد مكن القطاع بشكل قوي من القدرة على تلبية الطلب الإضافي المتوقع لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022.
واستعرض الدكتور المحمد الإمكانيات الهائلة والبنية التحتية المتينة للقطاع الصحي في دولة قطر، حيث تم منذ العام 2011 افتتاح 10 مستشفيات جديدة على أحدث طراز، و16 مركزا حديثا ومتطورا للرعاية الصحية الأولية، ليصل العدد إلى 28 مركزا صحيا إلى جانب العديد من المرافق المتخصصة الجديدة، بما في ذلك وحدات للرعاية الطارئة والعاجلة.
وقال إنه في المقابل شهد قطاع الرعاية الصحية الخاص أيضا توسعا كبيرا مع افتتاح العديد من المستشفيات والمراكز الطبية الجديدة في السنوات الأخيرة، مع تطوير جودة الرعاية المقدمة للمرضى في القطاعين العام والخاص، حيث تكللت المساعي والجهود المستمرة لتحسين الجودة بالحصول على العديد من الاعتمادات الدولية في مجال الجودة والسلامة من خلال تقديم مجموعة واسعة من مجالات الخدمات الصحية.
وكانت وزارة الصحة العامة قد وقعت في أكتوبر 2021 شراكة لمدة ثلاث سنوات مع منظمة الصحة العالمية، والاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA، واللجنة العليا للمشاريع والإرث، لجعل بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 منارة يمكن من خلالها العمل على تعزيز الصحة الجسدية والنفسية، ونموذجا لضمان إقامة الفعاليات الرياضية الضخمة بشكل صحي وآمن مستقبلا.
وقال الدكتور أحمد المحمد إنه من خلال هذه الشراكة الفريدة سنتمكن من استخدام كأس العالم FIFA قطر 2022 كمحفز لتعزيز السلوكيات الصحية وضمان إقامة بطولة كأس عالم آمنة لجميع المشاركين.
كما قام المسؤولون في وزارة الصحة العامة ومنظمة الصحة العالمية مؤخرا بإعداد مجموعة واسعة من التدابير للتخفيف من أي أخطار محتملة تهدد الصحة العامة، ولضمان سلامة اللاعبين والمسؤولين والمشجعين والسكان طوال بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022.
وجاءت هذه الجهود في إطار شراكة "الرياضة من أجل الصحة" بين وزارة الصحة العامة ومنظمة الصحة العالمية، حيث يعد الأمن الصحي ركيزة أساسية لتلك الشراكة إلى جانب تعزيز الصحة، ويشمل ذلك تقييم المخاطر وبروتوكولات التجمعات الجماهيرية داخل الملاعب وخارجها، والمراقبة القائمة على الأحداث لحماية الناس من تفشي الأمراض المعدية والإبلاغ عن المخاطر.
وقال الدكتور حمد عيد الرميحي مدير حماية الصحة ومكافحة الأمراض الانتقالية بوزارة الصحة العامة، إن الأحداث الرياضية الضخمة مثل بطولات كأس العالم يحضرها أعداد كبيرة من الناس مما يشكل عبئا قد يثقل كاهل خدمات الصحة العامة وموارد الاستجابة للدولة أو المجتمع المضيف ولذلك يعتبر الاستعداد أمرا بالغ الأهمية لأي خطة فعالة للأمن الصحي.
وأكد أن قطاع الرعاية الصحية في قطر شهد نموا كبيرا وتوسعا ملحوظا خلال العشر سنوات الماضية مما ساهم في تعزيز القدرة الاستيعابية عبر المنظومة الصحية بشكل كبير مع توسيع خدمة الإسعاف الوطني وافتتاح أكبر مركز للإصابات والطوارئ في المنطقة عام 2019.
د حمد الرميحي: وزارة الصحة أولت أهمية كبيرة لبناء فريق قوي وذي مهارات عالية من المتخصصين في الرعاية الصحية
وتابع الدكتور الرميحي أن وزارة الصحة العامة أولت أهمية كبيرة لبناء فريق قوي وذي مهارات عالية من المتخصصين في الرعاية الصحية داخل النظام الصحي لقيادة وتقديم خدمات رعاية صحية عالية الجودة حيث يمكن لجميع مشجعي كرة القدم الذين يزورون قطر لحضور بطولة كأس العالم أن يطمئنوا إلى أنهم سيحصلون على خدمات الرعاية الصحية من فرق مؤسسة حمد الطبية ووفق أعلى المعايير الدولية.
ومن خلال شراكة "الرياضة من أجل الصحة"، تدعم منظمة الصحة العالمية وزارة الصحة العامة بدولة قطر من خلال توفير التوجيه والارشاد التقني في تطبيق النهج القائم على المخاطر عند التخطيط للأحداث الكبرى وتعزيز قدرات الاستجابة، حيث سيسهم هذا الدعم التقني في تعزيز خبرات دولة قطر في مجال الصحة العامة وصقلها بأحدث الممارسات والخبرات المكتسبة من الأحداث الرياضية الضخمة الأخيرة.
وكانت منظمة الصحة العالمية ممثلة بالدكتورة ريانا بوحقة ممثلة المنظمة في دولة قطر قد أعربت عن إعجابها بالتجارب الناجحة لدولة قطر وإظهارها الدروس المستفادة خلال بطولة كأس العرب FIFA قطر 2022، بما فيها تعزيز التأهب للطوارئ الصحية وضمان الحفاظ على التدابير الاحترازية لاحتواء الأمراض المعدية، بما في ذلك /كوفيد-19/، من أجل الحفاظ على سلامة الناس وصحتهم.
وأوضح الدكتور محمد الهاجري مدير إدارة الطوارئ الصحية في وزارة الصحة العامة، أن دولة قطر استضافت العديد من الفعاليات الرياضية رفيعة المستوى في السنوات الأخيرة، وأدى نظام الرعاية الصحية دورا مهما في دعم الإدارة الناجحة لهذه البطولات.
وأضاف ان هذه الفعاليات بما في ذلك كأس العالم للأندية قطر 2019، وبطولة العالم لألعاب القوى 2019، وبطولة كأس العرب FIFA قطر 2021، مكنت قطاع الرعاية الصحية من اكتساب خبرات قيمة واختبار خططه للاستجابة للحوادث الكبرى قبل بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022.
د. محمد الهاجري: اختبار خطط الاستجابة للحوادث الكبرى في قطاع الرعاية الصحية بشكل صارم
وقال الدكتور الهاجري انه تم اختبار خطط الاستجابة للحوادث الكبرى في قطاع الرعاية الصحية بشكل صارم في تمرين محاكاة الإصابات الجماعية الأخير حيث اختبر التمرين، (وهو الأحدث في سلسلة من ورش العمل وتدريبات المحاكاة التي نظمتها وزارة الصحة العامة ومنظمة الصحة العالمية)، عمليات الاستجابة للطوارئ في نظام الرعاية الصحية قبل انطلاق البطولة، مما مكن الفرق المعنية من تقييم فعاليتها، وتعديل الخطط والبروتوكولات حسب الحاجة.
وتأتي استعدادات القطاع الصحي لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 في أعقاب الإنجازات الكبيرة التي حققها القطاع على مدى السنوات الماضية حيث أسست قطر نظاماً صحياً قوياً على مستوى عالمي، ولعل ابرز دليل على نجاح القطاع الصحي في قطر هو قدرته على مواجهة جائحة فيروس كورونا حيث حازت قطر على المرتبة 15 للدول التي تعاملت مع وباء فيروس كورونا على أفضل وجه، وهي الدولة العربية الوحيدة التي أدرجت ضمن هذا التصنيف، في مجلة "دير شبيغل" الألمانية.
وقد واصلت منظومة الرعاية الصحية في قطر مسيرة التطوير والتحسين وساهم الاستثمار في المرافق والخدمات والتقنيات الصحية الجديدة في تطوير البنية التحتية بالقطاع الصحي في البلاد فمع افتتاح 10 مستشفيات على أحدث طراز، والعديد من المرافق التخصصية الجديدة خلال السنوات الماضية ارتفع عدد المستشفيات التابعة لمؤسسة حمد الطبية إلى 14 مستشفى، تضم أكثر التقنيات الطبية تقدماً في العالم.
كما ارتفع عدد مراكز الرعاية الصحية الأولية في القطاع العام إلى 28 مركزاً تابعاً لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية و4 مراكز أخرى يديرها الهلال الأحمر القطري. وعززت خدمات الصحة الالكترونية من الابتكار بشكل سريع وفعال وأصبح نظام الرعاية الصحية متصلاً من خلال نظم إلكترونية تضمن قدرة الفرق الطبية على الوصول لسجلات المرضى في مختلف مرافق نظام الرعاية الصحية العامة.
وتتميز قطر بخدمات متطورة في مجال الإسعاف والمرافق الجراحية ساهم في جعلها من أفضل الدول في مجال السلامة المرورية، فقد تم تحسين الاستجابة ما بعد الحادث للحدّ من الوفيات والإصابات الخطيرة حيث بلغ زمن الاستجابة الهاتفية للحادث حوالي 6 ثوان، وزمن الوصول إلى موقع الحادث داخل الدوحة 7 دقائق وخارج الدوحة 8 دقائق في 91 بالمئة من الحالات.
يشار إلى أن مؤسسة حمد الطبية حصلت على مدى الـ 15 سنة الأخيرة على الاعتماد الدولي لشبكة مستشفياتها من قبل اللجنة الدولية المشتركة (JCI)، حيث حصلت مستشفيات ومرافق مؤسسة حمد على أكثر من 40 اعتمادا في حين حصلت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية على الاعتماد الكندي الدولي للمرة الثالثة وجائزة الالتزام للرعاية المتمحورة حول المريض، إضافة إلى حصول مختبرات المؤسسة على اعتماد المعهد الأمريكي لعلم الأمراض (CAP).