تعد قلعة الوجبة علامة بارزة في تاريخ قطر، كونها ترتبط بمعركة /الوجبة/ التي شكلت نقطة فاصلة في تاريخ دولة قطر الحديث، وساهمت في بناء شخصيتها الفاعلة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
ولقلعة الوجبة، التي تقع في مدينة الريان وتبعد 15 كيلومترا إلى الغرب من مدينة الدوحة، مكانة تاريخية مميزة، ويعود بناؤها إلى عام 1882م، وتتميز بأبراجها العالية وجدرانها السميكة، بالإضافة إلى الطبيعة الجميلة التي تحيط بها، فمنطقة /الوجبة/ روضة تمتاز بكثرة الأشجار الصحراوية وغنية بالحشائش التي تغطي أرضها معظم أيام السنة، كما امتازت بوجود ثلاث آبار يصل عمقها إلى سبع قامات وامتازت بالمياه العذبة.
وأصبحت قلعة /الوجبة/ الآن نقطة جذب سياحي في قطر، يمكن لجماهير كأس العالم FIFA قطر 2022 زيارتها والاستمتاع بالمعالم التاريخية والتعرف على جميع أشكال الفولكلور بها، إلى جانب مشاهدة فن العمارة القطرية الرائعة واكتشافها، خصوصا الفن القديم الذي تظهر آثاره بوضوح في أطلال القلعة وآثارها التي تعود لتلك الحقبة الزمنية.
وترجع أهمية قلعة الوجبة إلى المعركة التي وقعت بها يوم 25 مارس 1893م، فقد كانت مسرحا لأحداث بطولية تشهد على عزة الأجداد، وانتهت بانتصار القوات القطرية بقيادة الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني "طيب الله ثراه"، مؤسس دولة قطر الحديثة، على القوات العثمانية بقيادة والي البصرة محمد حافظ باشا.
كما تعود أهمية القلعة إلى كونها مقر إقامة الشيخ حمد بن عبدالله آل ثاني، وهو النجل الثاني لحاكم قطر الشيخ عبد الله بن جاسم آل ثاني رحمة الله، في فترات مختلفة.
و تحتوي القلعة على غرف في الطابق الأرضي والطابق العلوي ولها بأربعة أبراج مراقبة، وتمت إعادتها إلى حالتها الأصلية بعد العديد من عمليات الترميم.
وتأخذ قلعة الوجبة الشكل المستطيل، ويبلغ طول ضلعها من الشمال إلى الجنوب 34 مترا ومن الشرق إلى الغرب 19 مترا، وبها أربعة أبراج؛ اثنان مستطيلا الشكل واثنان دائريان في كل من الزاوية الشمالية الغربية والزاوية الجنوبية الشرقية، كما تزين شرفات مدببة البرجين الدائريين، أما البرجان الآخران فلا توجد بهما شرفات.
كما تميزت القلعة بأسوارها العالية، وتمتاز جدرانها بوجود الميازيب المستقيمة المندمجة بالجدار لتصريف ماء المطر، والقلعة مبنية بالحجارة الجيرية الصلبة والطين، والجدران مغشاة بالجص والأسقف خشبية تعلوها طبقة من الطين.
وتتألف القلعة من تسع عشرة حجرة في المستوى الأرضي، بالإضافة إلى الحجرات العلوية للأبراج الأربعة، كما تضم من الجهة الشمالية مجلسا، فضلا عن العديد من المباني والحجرات التي شيدت داخل أسوارها وخارجها.
وجرت أعمال صيانة وترميم للقلعة التاريخية، تمهيدا لاستخدامها متحفا عسكريا أو مركزا للصناعات اليدوية أو غير ذلك.