يفتتح في الدوحة غدا، الحوار الاستراتيجي السنوي في دورته الخامسة بين دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية، برئاسة سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وسعادة السيد أنتوني بلينكن وزير الخارجية بالولايات المتحدة الأمريكية.
ويتناول الحوار الاستراتيجي القطري الأمريكي، عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك الاستقرار الإقليمي، والتعاون الدفاعي، والصحة العامة، ومكافحة الإرهاب، ومكافحة الاتجار بالبشر، وحقوق الإنسان، وتغير المناخ، وكفاءة الطاقة، والمساعدات الإنسانية، والاستثمار الاستراتيجي، والتعاون الاقتصادي، والتبادلات الثقافية والتعليمية.
د. ماجد الأنصاري: الحوارات الاستراتيجية تعد نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين وتعكس مستوى الشراكة الراسخة والمتطورة بينهما في كافة المجالات
وفي هذا السياق أكد الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري، مستشار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، والمتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، أن الحوارات الاستراتيجية تعد نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين، وتعكس مستوى الشراكة الراسخة والمتطورة بينهما في المجالات كافة، معتبرا أن احتفاء الجانبين مؤخرا بمرور خمسين عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، وتصنيف دولة قطر حليفا رئيسيا للولايات المتحدة من خارج حلف شمال الأطلسي "الناتو"، والتعاون الوثيق بين البلدين في المجالات الثنائية والإقليمية والدولية دليل على الإرادة المشتركة للدفع بالعلاقات إلى آفاق أرحب.
وقال الدكتور الأنصاري في تصريح لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، إن هذه الحوارات تعبر أيضا عن مفهوم التنسيق المشترك تجاه القضايا الإقليمية والعالمية وتعزيز التعاون الثنائي في مجالات الصحة والمساعدات الإنسانية والتنمية الدولية وحقوق الإنسان والتعاون الإقليمي وتغير المناخ، فضلا عن التجارة والاستثمار والثقافة والتعليم، معربا عن ثقته التامة في إسهام مخرجات الدورة الخامسة للحوار الاستراتيجي في تعزيز التعاون طويل الأمد، بما في ذلك التنسيق المستمر لإحلال السلام والاستقرار في المنطقة.
الفترة الماضية شهدت نقاشات معمقة بين الجانبين بشأن الأمن الإلكتروني والتدريب على إنفاذ القانون والعلاقات العامة
ونوه الدكتور الأنصاري بتزامن الحوار مع بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022 ، مشيدا بالتعاون الوثيق بين دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية لضمان بطولة آمنة وناجحة، مضيفا في هذا الصدد أن الفترة الماضية شهدت نقاشات معمقة بين الجانبين بشأن الأمن الإلكتروني والتدريب على إنفاذ القانون والعلاقات العامة وحقوق الإنسان.
كما شدد على أن دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية تتشاركان الاهتمام بمكافحة الاتجار بالبشر وتعزيز حقوق العمل، معتبرا أن إطلاق وزارة الخارجية الأمريكية لقب بطل تقرير الاتجار بالبشر على السيد محمد حسن العبيدلي الوكيل المساعد بوزارة العمل، دليل على التقدم الذي أحرزته دولة قطر في هذا الخصوص.
وأشاد الدكتور الأنصاري بالشراكة الأمنية القوية بين البلدين بما في ذلك التعاون في إنفاذ القانون والطيران وأمن الحدود ومكافحة التطرف العنيف ومكافحة الإرهاب وتمويل الإرهاب، مجددا التأكيد على التزام دولة قطر بتقديم 75 مليون دولار على مدى خمس سنوات وتنفيذ الجهود لدعم عمل مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب.
كما أشار إلى أن العلاقات بين دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية أسست من خلال المؤسسات في مختلف الفترات، مؤكدا أن الشراكة المتميزة التي أظهرها البلدان في الملف الأفغاني، لا سيما بشأن الإجلاء، تعكس بوضوح المستوى الرفيع الذي وصلت إليه العلاقات الراسخة بينهما.
كما أضاف الدكتور الأنصاري أن دولة قطر تعمل في بيئة من التحالفات الدولية والثنائية والمتعددة الأطراف، وتعتبر الولايات المتحدة أقوى حليف وأهم شريك في كثير من المجالات، معربا عن ثقته في استمرار التعاون الاستراتيجي الوثيق بين البلدين في الملفات المختلفة.
الجدير بالذكر أن الحوار الاستراتيجي بين دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية انطلق في يناير 2018، وانعقدت الدورة الرابعة في نوفمبر الماضي بواشنطن.
وتباحث البلدان في الدورة الأولى من الحوار الاستراتيجي، حول الشراكة في مجالات الدفاع ومكافحة الإرهاب ومكافحة التطرف والتجارة والاستثمار، ووقعا مذكرات تفاهم مختلفة وخطابات نوايا في مجالات التجارة الثنائية والاستثمار والتكنولوجيا.
وأصدرت الحكومتان إعلانا مشتركا حول التعاون الأمني، وأكدتا التزامهما المشترك بتعزيز السلام والاستقرار ومكافحة ويلات الإرهاب، وأعربتا عن رغبتهما المشتركة في تعزيز علاقاتهما الثنائية في قطاع الطاقة والتوقيع على مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون بين دولة قطر والولايات المتحدة.
وفي الدورة الثانية من الحوار الاستراتيجي، وقع الجانبان على ثلاث مذكرات تفاهم وبيان نوايا بين البلدين ضمن مساعي تأكيد التزامهما الطويل المدى بتعزيز الشراكات الحالية.
تعزيز الشراكة الدفاعية للحفاظ على الاستقرار في المنطقة من خلال زيادة القدرة التشغيلية للقوات الأمريكية المتمركزة في قطر
وناقشت الحكومتان تعزيز الشراكة الدفاعية للحفاظ على الاستقرار في المنطقة من خلال زيادة القدرة التشغيلية للقوات الأمريكية المتمركزة في قطر، كما ناقشتا شراكات لمكافحة الإرهاب وإنفاذ القانون في إطار جهودهما المشتركة المستمرة لمنع التطرف والعنف.
وفي الدورة الثالثة من الحوار الاستراتيجي، أكدت دولة قطر والولايات المتحدة بصفتهما من كبار منتجي الطاقة، على أهمية جهودهما المشتركة لإيجاد سوق طاقة يتسم بالشفافية والتنافسية ودعم الوصول إلى الطاقة الميسرة والموثوقة في سبيل إيجاد سوق طاقة عالمي، وذلك لصالح المستهلكين والمنتجين.
وأكد الطرفان التزامهما بالإعلان المشترك حول التعاون الأمني لتعزيز السلام والأمن ومكافحة الإرهاب الذي تم توقيعه بين الجانبين في الحوار الاستراتيجي الأول في يناير 2018.
والتزم الجانبان باستمرار المشاورات حول إمكانية وجود دائم للقاعدة العسكرية الأمريكية في قطر، وناقشا برنامج المبيعات العسكرية الأجنبية بقيمة 26 مليار دولار أمريكي، الذي يعكس متانة الشراكة والتعاون العسكري بين البلدين، وأكد الجانبان على شراكتهما الأمنية الثنائية القوية والدائمة.
الالتزام بمواصلة التعاون في تنفيذ البرامج العالمية المصممة خصيصا لدعم الدول الأعضاء وغيرها
وخلصت النسخة الرابعة من الحوار الاستراتيجي، إلى الالتزام بمواصلة التعاون في تنفيذ البرامج العالمية المصممة خصيصا لدعم الدول الأعضاء وغيرها من أصحاب المصلحة في مكافحة الإرهاب من أجل تعزيز الدعم لعمليات الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، بما في ذلك مراجعة استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب وتقارير الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، وتعزيز التنسيق والاتساق في جهود الدول الأعضاء لمكافحة الإرهاب على المستوى الدولي بدعم من ميثاق الأمم المتحدة العالمي لمكافحة الإرهاب، وشدد البلدان على أهمية تأمين الأحداث الرياضية الكبرى، وتعزيز الرياضة وقيمها كأداة لمنع التطرف العنيف، وأكدا أهمية دعم ضحايا الإرهاب، وإنشاء آليات تنسيق وطنية بين الوكالات، أو "خلايا اندماج".