بعد مُضي بضعة أيام على إطلاق صافرة بداية أكبر حدث رياضي في العالم، اجتمع خبراء من مؤسسة قطر للتداول بشأن ما إذا كان هدف قطر المتمثل في استضافة أفضل نسخة لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 من حيث الوصول الميّسر يمضي على المسار الصحيح.
وفي هذا الصدد، جرى تنظيم جلسة نقاشية احتضنها المركز الإعلامي للدولة المستضيفة لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 في مشيرب قلب الدوحة، بمشاركة مارك داير، متخصّص في التسهيلات والتصميم الشامل، ومستشار إدارة البرامج في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، وذلك بهدف تسليط الضوء على وردود الفعل بشأن الوصول الميّسر في هذه البطولة.
وقال داير: "لا يتعلق الأمر فقط بالتوجه لحضور مباراة لكرة القدم– فقد كنا في حاجة لتوفير العديد من الأمور الأخرى. لقد ذهبنا إلى أبعد من مجرد التركيز على ما سنقدمه في الملاعب، وهذا يشكل في حد ذاته تحديًا لأنه كلما عملنا على توفير المزيد من المقاعد ذات الوصول الميسر لحضور في المباريات، زاد الطلب الذي ينبغي علينا وعلى بقية الدولة الاستجابة له من حيث الإقامة والنقل والمعالم الترفيهية".
تجربة شاملة
أضاف قائلا: "لقد أصبحنا نرى عددًا كبيرًا من الأشخاص ذوي الإعاقة يشاركون في الفعاليات والأنشطة مثل مهرجانات المشجعين والكورنيش ومناطق أخرى. لذلك، حتى لو أتيت إلى هنا بهدف مشاهدة المباريات، فإنه بإمكانك أيضًا الاستمتاع بأماكن توفر لك الهدوء والراحة، وتوفر لك تجربة شاملة".
مارك داير: نعمل عن كثب هنا لنستوعب أي مشكلة قد تطرأ ونكون على دراية بما يمكننا القيام به لتقديم المساعدة المطلوبة
تابع: "أعتقد أننا نقترب أكثر فأكثر من الهدف الذي نطمح إلى تقديمه. نحن نعمل عن كثب هنا مع العديد من الأشخاص لنستوعب أي مشكلة قد تطرأ، ونكون على دراية بما يمكننا القيام لتقديم المساعدة المطلوبة، علاوة على تشجيع الناس على مشاركة أفكارهم وتجاربهم."
الوصول الميسّر
وبالموازاة مع دعم مؤسسة قطر لتنظيم النسخة الأفضل من بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 من حيث الوصول الميسّر، شارك خبراء من المؤسسة في تسليط الضوء على الجهود المبذولة في مجال الوصول الميسّر والمبادرات التي أطلقتها مؤسسة قطر، بدءًا من مدارسها المتخصصة، مثل أكاديمية ريناد وأكاديمية العوسج، وصولًا إلى برنامجها "لكل القدرات"، وغرف المساعدة الحسية، والتعليق الوصفي السمعي على مباريات كرة القدم، وبرنامج "متطوعو تسهيل الوصول" والدليل الشامل لجميع القدرات.
وفي نفس السياق، قالت نهال الصالح، مدير برامج في إرثنا: مركز لمستقبل مستدام، عضو مؤسسة قطر، ومستشار في مجال الوصول الميسًر: "ما نقوم به كمؤسسة هو إطلاق العنان للإمكانيات. فمن خلال توسيع مجال الوصول، فإننا نرفع بذلك من حجم المشاركة، وهذا لن يفيد الأشخاص ذوي الإعاقة فحسب، بل أيضًا جميع أفراد المجتمع، وهو ما لمسناه لدى تطرقنا المزايا التي أحدثها الوصول الميسر."
نموذج رائع
وأضافت: "إنها مسيرة مستمرة، وستبرز جوانب أخرى لنركّز عليها في هذه الرحلة،لكن القصة سوف لن تنتهي هنا. لقد بدأت قبل كأس العالم، وستتجاوز هذه المحطة لتفضي إلى قطر بأسرها، وتقدّم نموذجًا رائعًا للعالم".
استضاف استاد المدينة التعليمية أولى المباريات المقامة على أرضيته ضمن بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 يوم الثلاثاء، مما أتاح فرصة للتفكير بشأن ما قدمته تجربة المشجعين في المدينة التعليمية من حيث الوصول الميسّر بالنسبة للجماهير الذين حضروا المباراة بين الدنمارك وتونس.
بروك ريد: من المهم تمكين القادمين عبر وسائل النقل والحرص على وصولهم إلى الاستاد بطريقة آمنة ومريحة
في هذا الصدد، قالت بروك ريد، مدير المشاركة المجتمعية والتنشيط في المدينة التعليمية بمؤسسة قطر: "إننا جميعًا نستمتع بكرة القدم والفعاليات بطرق مختلفة، لذلك من المهم تمكين الأشخاص الذين يأتون عبر وسائل النقل عند قدومهم إلى المترو ومناطق ركن السيارات، وذلك من خلال الحرص على وصولهم إلى الاستاد بطريقة آمنة ومريحة، عبر توفير أسطح لمسية تلبي احتياجات أولئك الذين لديهم استجابة حسية ضعيفة، أو النفق الذي يمكن دخوله بالكراسي المتحركة".
وأضافت: "بالموازاة مع التطور الذي سنعاينه، سنقوم بتحديث منشآتنا ومهاراتنا الشخصية، وقد عملنا مع متطوعي تسهيل الوصول للتأكد من أنهم سيساعدون على الوجه الأفضل الجمهور عند مجيئه إلى الاستاد."
دعم ذوي الإعاقة
كما شهدت الجلسة النقاشية مشاركة الدكتورة جوزيليا نيفيس، الأستاذ والعميد المشارك لشؤون التيسير والمشاركة الاجتماعية في جامعة حمد بن خليفة، التابعة لمؤسسة قطر، التي قالت: "عندما كنا بصدد الاستعداد لاستضافة بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، وجدنا أنفسنا نخوض في مجالات لم يسبق لنا التطرق إليها من قبل. لقد بدأنا بتعليم وتدريب الخبراء الموجودين الآن لتقديم هذه الخدمات على أرض الواقع".
أضافت: "لقد وقفنا عن كثب على مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة بأنفسهم وإسهامهم، سواء من حيث انخراطهم العملي أو المساعدة التي قدموها في سبيل في تصحيح ما لم يكن مثاليًا من قبل. هذا هو الأهم، وهو ما يُسهم في تعزيز التقدم المجتمعي الذي نسعى إلى تحقيقه."