تتكلم الفنون في المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" لغة كرة القدم من خلال عدد من المعارض، من بينها معرضا "أول كأس عالم لكرة القدم" و"8 ملاعب 8 أبطال والحلم واحد.. قطر 2022" واللذان يواصلان استقطاب الجماهير المونديالية في المبنى 47 بالقاعتين 1 و2 إلى الثامن والعشرين من الشهر الجاري.
ويأتي تنظيم هذه المعارض ضمن فعاليات "كتارا" للاحتفاء بنهائيات كأس العالم FIFA قطر 2022.
يوثق معرض "أول كأس عالم لكرة القدم" الذي تنظمه "كتارا" بالتعاون مع سفارة جمهورية الأوروغواي لدى الدولة، للاستعدادات لتنظيم أول كأس عالم في كرة القدم من خلال بناء وتجهيز الملعب المونديالي "سونتيناريو"، الذي شهد إجراء أول مقابلة في ذلك العرس الكروي العالمي، والشخصيات التي حضرت ذلك المحفل آنذاك، فضلاً عن عرض رسم أصلي للملصق الذي روّج لكأس العالم، والذي فاز به غييرمو لبورد بالجائزة الأولى في ملصقات مسابقة نظمتها كافو، وهو محفوظ في متحف مونتيفيديو لكرة القدم.
إلى ذلك، يقدم المعرض الذي يضم 61 صورة فوتوغرافية تناولت صور الملاعب في النسخة الأولى لكأس العالم، ملصقاً مقدماً من خدمة البث الإذاعي للكهرباء الرسمية لمستمعي الراديو، والذي يأتي بعد التعليق على مباريات كأس العالم التي أقيمت في مونتيفيديو عام 1930، وهو بدوره محفوظ في متحف مونتيفيديو لكرة القدم.
وتم منح الأوروغواي شرف استضافة أول بطولة كأس عالم لكرة القدم عام 1930، اعترافاً بانتصاراتها في الألعاب الأولمبية لعامي 1924 و1928.. إذ كان لهذا الحدث أهمية كبيرة بالنسبة للمجتمع الدولي الذي كان مهتماً بالرياضة.
وتوافق افتتاح ملعب "سانتيناريو" في 18 يوليو 1930، مع الذكرى المئوية لدخول أول دستور لأوروغواي حيز التنفيذ كدولة مستقلة، ومن هذا المنطلق، تجاوز بناء الملعب الساحة الرياضية، وكانت فرصة للاحتفال بالوطن وإظهار ازدهاره لأهالي أوروغواي وبقية العالم.
وتم التقاط صور هذا المعرض في الأصل من قبل مكتب الدعاية والإعلام في مونتيفيديو، وهو مكتب حكومي للولاية حيث قام منذ عام 1915، بإصدار صور ترويجية لمونتيفيديو للأغراض المؤسسية والسياحية، وتعتبر هذه الصور الآن، جزءاً من مجموعة المسلسلات التاريخية لمركز التصوير لمونتيفيديو وأوروغواي في الفترة ما بين 1860و1990، ويسمح بالوصول إلى سجل واسع من العمارة والمساحة الحضرية في مونتيفيديو وأوروغواي في تلك العقود، فضلاً عن ثقافة المجتمع وعاداته.
أما معرض "8 ملاعب 8 أبطال والحلم واحد.. قطر 2022"، فيضم 17 قطعة فنية مميزة و8 لوحات للفنانة ليلي كنتيرو.
واتخذت الفنانة ليلي كنتيرو، كرة القدم سطحاً لتنفيذ أعمالها الفنية، نظراً لما تحمله كرة القدم من معانٍ جميلة، باعتبارها الرياضة الأكثر شعبية حول العالم وهي لغة للتواصل بين الشعوب.
واتكأت الفنانة على الرقم 8، نظرًا لما له من معانٍ تختزن الكمال المتماثل، وتمثيل اللانهاية والتوازن، بالإضافة إلى أنه يرمز إلى التنظيم والمثابرة والتحكم في الطاقة للإنجازات المادية والروحية، وهو كل ما يلزم لتحقيق الحلم.
وفي هذا السياق، يظهر الرقم 8 بعدة طرق في المعرض، إحداها من خلال الملاعب المونديالية الثمانية التي تم إنشاؤها لاحتضان هذا الحدث، وكل منها مستوحى من عنصر من عناصر تراث العالم العربي.. فالرقم 8 موجود أيضاً في هذه الكأس كرمز إلى اللانهاية في الشعار الرسمي، ما يعكس الطبيعة المترابطة لهذا الحدث الرياضي الرائع الذي يُقام كل 4 سنوات.
وعلى مدار تاريخ نهائيات كأس العالم، أقيمت 21 بطولة، وشاركت 79 دولة مرة واحدة على الأقل، ووصلت 13 منها إلى النهائي، وتوجت 8 دول فقط بالبطولة، حققت البرازيل منها 5 ألقاب، كأكبر نجاح في نهائيات كأس العالم FIFA، تليها إيطاليا وألمانيا بأربعة ألقاب، والأوروغواي والأرجنتين وفرنسا بلقبين لكل منهما، وإنجلترا وإسبانيا بلقب لكل منهما.
إلى ذلك، يدمج هذا المعرض الفني من خلال مفهوم الرقم 8، تاريخ كأس العالم الذي يمثل الأبطال الثمانية كجدول زمني يربط الماضي بالحاضر، ويتم تمثيل جدول زمني دقيق ومفصل من خلال "ناندوتي" الموجود في كل عمل من الأعمال، حيث يعتبر "ناندوتي" واحدا من أكثر الحروف تمثيلا في الباراغواي ويتضمن ربط الخيوط وإنشاء أشكال من خلالها مثل شبكة العنكبوت، ويصبح "ناندوتي" في هذا المعرض الفني هو الخيط الذي يربط بين جميع الأعمال التي تمثل اتحاد العالم كله من خلال كرة القدم.
ويحتفي المعرض، بتراث الثقافة العربية في العالم، عبر إدماج الفن والثقافة والرياضة، ومن استخدام وسائل الدعم غير التقليدية لابتكار الأعمال الفنية، مثل أحذية كرة القدم وكرات القدم.
ولم يخلُ المعرض من لوحات كما المعتاد، بل وجدت لها حيزًا، خلقت تنافسًا واندماجاً مع (الكرات الفنية)، حيث الدلة والتمر والقهوة العربية، رمز وعنوان الضيافة العربية، والصقر الذي يقف في شموخ، والسدو والعمارة التقليدية القطرية.
جدير بالذكر أن المعرضين يتواصلان حتى 28 نوفمبر الجاري.