أنعش انطلاق بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، مبيعات نحو 400 وحدة من منافذ (أكشاك) الأطعمة والمشـروبات المنتشرة في المناطق المحيطة باستادات البطولة، وأماكن المشجعين، التي تستضيف فعالياتها الثقافية والترفيهية، وذلك مع تزايد الإقبال المتوقع أن يبلغ 1.2 مليون مشجع مع نهايتها.
وقدر عدد من مديري هذه المشاريع، في لقاءات مع وكالة الأنباء القطرية "قنا"، حجم زيادة الإقبال خلال الأسبوع الأول من البطولة بـ 80 بالمئة، لتسجل مستويات قياسية، مقارنة مع الأيام التي سبقت انطلاقها في 20 من نوفمبر الماضي، وذلك مع التأثير الإيجابي والزخم الذي تحدثه نتائج المنافسات يوميا.
وكانت اللجنة العليا للمشاريع والإرث وشركة أسباير كتارا للضيافة، قد أعلنتا في أغسطس الماضي، عن إتاحة مئات منافذ الأطعمة والمشـروبات للتأجير في العديد من المواقع بالدولة، ومن بينها المناطق المحيطة بالاستادات التي تستضيف مباريات البطولة، وعلى كورنيش الدوحة لمسافة 6 كلم، وغيرها من الأماكن التي تشهد فعاليات ترفيهية للجماهير.
فرص استثمارية
واستفاد رواد الأعمال في قطاعات الأغذية والمشروبات من هذه الفرص الاستثمارية، حيث أكدوا أن تدفقات السياح ومشجعي المنتخبات العالمية على قطر أنعشت مبيعاتهم من مختلف أنواع الأطعمة والمشروبات، لتتضاعف تقريبا عما كانت عليه، قياسا بفترة ما قبل البطولة، خاصة وأن بعض الزائرين لديهم شغف كبير للتعرف على المائدة القطرية والعربية، واستكشاف المأكولات المحلية بكافة مكوناتها، فضلا عن ميل بعضهم لاقتناء الأدوات والمنتجات اليدوية ذات الطابع التراثي للشعب القطري.
وتتوزع المنافذ على حوالي 9 مناطق للمشجعين وفي داخل الاستادات، مع وضع حجم المنطقة في الاعتبار، واتساع نطاقها، وكثافة تواجد المشجعين فيها، كما أن هناك نوعين للمنافذ: الأول، يحتوي على الأطعمة والمشـروبات، بينما الثاني، يحتوي على هدايا وقطع تذكارية ومقتنيات تراثية وتاريخية.
وفي هذا السياق قال عبدالغفور محمد الذي يدير منفذا لبيع المشروبات والعصائر بكورنيش الدوحة، إن مستويات الإقبال سجلت معدلات قياسية بلغت نحو 80 بالمئة خلال الأسبوع الأول من المونديال، لافتا إلى أنهم يباشرون العمل من الساعة الحادية عشرة صباحا حتى الثانية عشرة ليلا، والتي تبلغ فيها معدلات الشراء ذروتها، مؤكدا على أن المشروع من ناحية اقتصادية مجد، كما أن العمل يمضي بمرونة لتلبية احتياجات الزوار.
ممارسات بيئية
وأفاد بأن المحال والمنافذ التجارية متماشية في عملها مع توجهات الدولة واستراتيجيتها الهادفة لاستضافة أول نسخة محايدة للكربون في كأس العالم FIFA قطر 2022، حيث التزمت جميع المحال باستخدام الأكواب والأواني الورقية التي يمكن إعادة تدويرها مجددا، وهو ما يعزز من خطط البلاد في إرساء معايير عالمية في مجال المحافظة على البيئة، لتشكل نموذجا يحتذى به في البطولات العالمية الكبرى، علاوة على بناء إرث مستدام يعود بالنفع على الأجيال المقبلة.
وتقدم المنافذ خدماتها لضيوف بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، في العديد من المواقع، وقد أسست خصيصا لجماهير المشجعين، لتلبية احتياجاتهم بكل سهولة ويسر وبسرعة فائقة، فالمشجع الذي يرغب في حضور المباراة يمكنه تناول وجبته الغذائية قبل دخول الملعب أو خلال الفعاليات والاستمتاع بالأجواء المونديالية.
وفي تصريح مماثل، أشار محمد عبدالله، الذي يدير محلا لبيع الحلويات بكورنيش الدوحة، إلى تنوع تشكيلة منافذ البيع، لتضم الأطعمة والوجبات السريعة والمشروبات والعصائر والحلويات والمكسرات وغيرها، لافتا إلى مراقبة الجهات الصحية للمنافذ على مدار الساعة، حيث يقوم مفتشو البلدية بزيارات ميدانية ورفع تقارير مرتين يوميا، بهدف ضمان نظافة وجودة الخدمات في المحال التجارية، متوقعا أن تزداد وتيرة الإقبال في الفترة المقبلة مع زيادة تدفقات الزوار إلى قطر.
وقد أحدث زخم البطولة أثرا إيجابيا في قطر، استفاد منه أكثر من 3 آلاف منفذ من منافذ الأطعمة والمشروبات، بحسب بيانات قطر للسياحة، مما أتاح للزوار تذوق عالم الأطعمة والمشروبات في البلاد، ويعد المطبخ القطري أشهرها، حيث يستمد سماته من منطقة الهند وفارس، والشرق الأوسط وشمال إفريقيا بأكملها، كما أن تميز قطر بتنوع ثقافي هائل، لنحو أكثر من 100 جالية، انعكس إيجابا على تنوع مشهد المأكولات العالمية التي تتوفر لزوار قطر، حيث تقدم المطاعم في قطر كل شيء من الكاري الحار إلى فطائر السوفليه اليابانية.
مطاعم متنوعة
وفي هذا الصدد، يقول أسامة سعيد أحد زائري قطر: من السهل العثور على المأكولات الأصلية لمعظم بلدان المنطقة في المطاعم التي يحتضنها سوق واقف أو المراكز التجارية الأخرى، مشيرا إلى تنوع المطاعم وتوافر المأكولات الشرقية، العربية، الغربية، الصينية، اليابانية وغيرها الكثير التي تناسب كل الثقافات والأذواق.
وأظهرت بيانات جهاز التخطيط والإحصاء، أن أنشطة خدمات الإقامة والطعام بلغت نحو 5116 منشأة أعمال، ويعمل فيها نحو 77785 عاملا، بواقع 66754 من الذكور و11031 من الإناث، وفقا لتصنيف الأعمال حسب القطاع والنشاط الاقتصادي الرئيسي بحلول نهاية ديسمبر من العام 2020.
وقد وفرت بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، التي انطلقت في العشرين من شهر نوفمبر الماضي بالدولة، زخما لكل قطاعات الاقتصاد القطري، ومنها قطاع السياحة والضيافة الذي تلقت أنشطته استثمارات في ظل حرص الحكومة على توفير المحفزات اللازمة لهذا القطاع، ومن المرجح أن ترتفع معدلات أشغال المطاعم ومنافذ بيع الأطعمة والمشروبات خاصة مع تزايد زوار البلاد وارتفاع عدد سكان قطر لما يفوق 3 ملايين نسمة تقريبا، وبالتزامن مع خطط الدولة الرامية إلى زيادة عدد السياح بالدولة إلى ثلاثة أضعاف، ليبلغ 7 ملايين سائح سنويا بحلول العام 2030.
يشار إلى أن اللجنة العليا للمشاريع والإرث وشركة أسباير كتارا للضيافة، دعتا رواد الأعمال في أغسطس الماضي إلى تقديم طلباتهم للحصول على فرص للمشاريع التجارية المحلية وترويج مشاريعهم الوطنية أمام الجمهور العالمي، وكذلك المساهمة في دعم جهود الدولة في استضافة النسخة الأولى من المونديال في العالم العربي والشرق الأوسط.