تستضيف الدوحة في 16 ديسمبر الحالي، عرض الأزياء الأكبر في العالم “قطر فاشن يونايتيد” بتنظيم “كارين رويتفيلد” ضمن سلسلة الفعاليات الثقافية والعروض الفنية التي تنظمها مبادرة “قطر تبدع” أثناء كأس العالم FIFA قطر 2022.
وحول العلاقة المترابطة بين الأزياء والثقافة والموسيقى والرياضة، أكدت مها غانم السليطي مديرة مركز مشيرب 7 (M7) التابع لمتاحف قطر، في حوار خاص لوكالة الأنباء القطرية “قنا”، أن هذا العرض الاستثنائي العالمي، يلقي الضوء على العلاقة الوثيقة بين عالم الأزياء والموضة وبين الرياضة، وكيف يؤثران في بعضهما البعض.
مها السليطي: دور أزياء عالمية تولي اهتماما كبيرا للأزياء الرياضية بأنواعها
وأضافت: أصبح كثير من الرياضيين، مثلهم مثل المشاهير من النجوم وعارضي الأزياء، كما أصبح لهم نصيب ملحوظ في مجال الدعاية والإعلانات، كما لهم خبراء يهتمون بمظهرهم وأزيائهم. وفي الوقت نفسه نجد الكثير من دور الأزياء العالمية تولي اهتماما كبيرا للأزياء الرياضية بأنواعها، مع إبراز دور الأزياء والملابس الرياضية في كثير من البطولات والفعاليات الرياضية العالمية في مساعدة الرياضيين على تقديم الأداء الأمثل من دون أي صعوبة.
وأضافت: نعلم جميعا أهمية الدور الذي تلعبه الرياضة مثل رياضة كرة القدم في تحسين العلاقات بين الشعوب، وفهم واستيعاب ثقافة وتقاليد الشعوب الأخرى، وإزالة الفوارق بينهم.
عرض ضخم
وأوضحت السليطي، أن هذا العرض الضخم والملتقى الثقافي الزاخر يقام برعاية “قطر تبدع”، وهي مبادرة ثقافية تحتفل على مدار العام بتنوع الأنشطة الثقافية والترويج لها والاحتفاء بها، كما أنها تعد منبرا للفعاليات والأنشطة الفنية والثقافية في قطر، وتهدف إلى رعاية المواهب، ودعمها والعناية بها.
وأضافت: كما تتيح “قطر تبدع” لمختلف الفئات من السكان والسائحين والمشجعين معرفة الأنشطة الثقافية المرتقبة، وتمكنهم من الوصول إليها وحضورها، مقدمة لهم فرصة رائعة لمشاهدة باقة متنوعة من العروض الثقافية والترفيهية والاستمتاع بها في جميع أنحاء البلاد، منوهة إلى أن المبادرة، تسعى عبر تعاونها مع الشركاء في قطاعات المتاحف والأفلام والأزياء والضيافة والتراث الثقافي وفنون الأداء والقطاع الخاص في قطر، لإعلاء صوت الصناعات الإبداعية في قطر، وربط الجمهور مباشرة بالفعاليات والأنشطة الثقافية المتنوعة.
دور المركز
وعن دور مركز "مشيرب 7" في هذا الإطار، أشارت إلى أن M7 التابع لمتاحف قطر، يعد صرحا ثقافيا ومنبرا لمجتمع الابتكار والشركات الناشئة في قطر، ويشكل المركز مساحة لكل المهتمين بالصناعة الإبداعية، سواء كانوا هواة أم مؤسسات، وهو أيضا حاضنة للمصممين المحترفين الذين يتطلعون إلى توسيع نطاق أعمالهم بشكل جدي، والعمل المشترك مع الخبراء الذين يقدمون التدريب وورش العمل للمواهب الناشئة والعروض الأخرى التي تلبي احتياجات المصممين. كما يقيم المركز معارض دولية ومحلية للمصممين والفنانين والجمهور بشكل عام.
وأضافت: يهدف مركز إم 7 إلى جمع كل من هم داخل المشهد الإبداعي ومساعدتهم على التواصل مع بعضهم البعض، لتطوير الصناعة الإبداعية، ويعمل على استضافة الكثير من الفعاليات والأنشطة وبرامج الأزياء والتصميم.. فعندما نجمع المواهب والفنانين والمصممين معا في مكان واحد، يصبح من السهل جدا على الجميع معرفة ما يجري، ومن هو في المجال، وبالتالي يمكن المشاركة بفعالية في مسيرة التنمية والتطور معا.
الهوية الثقافية
وأثناء حديثها عن موقع المصمم (المصممة) القطري في هذا الحدث، ودور المركز في تعزيز هويتنا وثقافتنا القطرية، من خلال اللباس والأزياء، أكدت مديرة مركز إم 7، أنه بفضل الاهتمام والرعاية التي تقدمها دولتنا العزيزة لمجال الفنون والأزياء والتصميم، أصبح لدينا جيل من الشباب المتخصص في مجال تصميم الأزياء.
وتابعت: "نحن في مركز إم 7 نحرص على رعاية المواهب والمبدعين والمصممين ونوفر لهم كافة سبل الدعم، لمساعدتهم على مواصلة مشاركتهم في مسيرة البناء والتنمية، وبالإضافة إلى ذلك فنحن نعمل جاهدين على تسليط الضوء على العلاقة الوثيقة بين الأزياء والتراث والهوية، والأزياء ما هي إلا تعبير ظاهري عن ثقافة الفرد وهويته. كما أننا بصدد تنظيم حملات لنشر الوعي بين الأجيال الشابة للاهتمام بالأزياء المحلية والتراثية، من أجل الحفاظ على هويتنا وتراثنا".
معرض "من الوطن"
كما يستضيف المركز معرض “من الوطن”، الذي يعكس جماليات الفن القطري مع إضفاء صبغة معاصرة بأيدي شباب قطريين من المصممين والمبتكرين، يحتضنهم مركز نماء. ويسهم المعرض في تعزيز الهوية القطرية، ويعرف الجيل الحالي بتراث الحرف اليدوية، كما يسهم في تشجيع أصحاب المشاريع على إظهار الفن المعاصر بروح قطرية وترويج المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر المنتسبة لمركز نماء.
إلى ذلك، كشفت مها السليطي عن برنامج عرض قطر فاشن يونايتد، مشيرة إلى أنه يشتمل على أربعة عروض فرعية مصممة ومرتبة بشكل فريد، منها فقرة افتتاحية يرتدي فيها سفراء 32 دولة في كأس العالم قمصانا رياضية مخصصة. بعد ذلك مباشرة، تتعاون علامتان تجاريتان قطريتان، هما علياء العبيدلي وهارلينز، لتقديم عرض خاص بعنوان “حيث تلتقي الرمال بالبحر”، مستوحى من حرفة البحث عن اللؤلؤ، ويتضمن توزيعا معاصرا للأغنية الشعبية الخليجية “توب توب يا بحر” من ألحان هالة العمادي وإخراج الفنانة دانة المير.
أما العرض الثاني فهو بعنوان “جولة الأزياء العالمية”، وسيكون احتفالا كبيرا بالأعمال الاستثنائية لمجموعة من المصممين من 6 قارات. وستكون الفقرة الثالثة والأخيرة والتي هي بعنوان “ليلة واحدة في قطر” عرضا مبهرا للأزياء الراقية وملابس السهرة المصممة حصريا من الخبراء والعلامات التجارية العالمية لعروض الأزياء “قطر فاشن يونايتيد”. ويشهد هذا العرض حضور 21 علامة تجارية قطرية يقدمها مركز إم 7 لريادة الأعمال في التصميم والأزياء والتكنولوجيا في قطر.
على هامش المونديال
وحول ما إذا كان هذا الحدث مرتبطا بمناسبة كأس العالم، أم سيستمر تنظيمه سنويا، أوضحت السليطي، أن تنظيم هذا الحدث العالمي الرائع يأتي ضمن الفعاليات الثقافية المقامة على هامش بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، وبفضل الجهود الدؤوبة والدعم المتواصل من جميع الشركاء المحليين والدوليين تم التمكن بنجاح من تنظيمه وإخراجه بهذا الشكل الرائع.
وفي ارتباط بالموضوع، أشارت إلى أنه سيحيي الفنان العراقي كاظم الساهر والفنانة اللبنانية نانسي عجرم والفنان الجزائري الشاب خالد حفلا موسيقيا مشتركا في قطر يوم 16 ديسمبر الحالي، على استاد 974، بمشاركة نخبة من الفنانين العالميين، مثل: دي جي سنيك، وأوزونا، وزاكس بانتويني، وغيرهم.
وبما أن الزي، يخبر عن ثقافة وتراث الذي يرتديه، ودور المركز في تعزيز هذه القيم لدى مجتمعنا القطري، قالت مديرة إم 7: "إننا في مركز إم 7 نحرص دائما على أهمية التراث الشعبي ودوره في تشكيل ذاكرة ووجدان الأمة. والأزياء المحلية تعد جزءا لا يتجزأ من هذا التراث والإرث الشعبي. ومن هذا المنطلق نحرص في مركز إم 7 على إقامة ورش العمل المتخصصة والعامة التي تسلط الضوء على الأزياء المحلية ودورها في الحفاظ على هوية وثقافة الأمة. وفي الوقت نفسه نعمل جاهدين على إضافة لمسات عصرية إلى الأزياء المحلية، من أجل إبراز جمالها، وتشجيع الأجيال الشابة على مواصلة الإقبال عليها، بالإضافة إلى صقل مهارات الشباب ونشر روح الابتكار بينهم".
العديد من المصممات يستوحين تصاميمهن من التراث ودورنا في المركز إبراز الثقافة القطرية للعالم
وعن رأيها في احتفاء المشجعين العالميين بزينا المحلي، والإقبال عليه بكثافة، خصوصا الثوب والغترة والعقال بالنسبة للرجال والعباية بالنسبة للنساء، بمناسبة احتضان نهائيات كأس العالم FIFA قطر 2022، قالت مها السليطي: "هذا أمر جميل جدا، حيث نعرض تراثنا ولباسنا للعالم، وخلال هذا العرض الذي سيتم تقديمه، فإن العديد من المصممات يستوحين تصاميمهن من التراث، ودورنا في المركز إبراز الثقافة القطرية للعالم.كما أن السياح والزائرين والمشجعين الأجانب تقبلوا لباسنا بشكل إيجابي، وهو أمر يدعو للفخر.. حيث رأينا في هذه المناسبة، بدل أن نغير لباسنا من أجل العالم، على العالم هو أن غير لباسه من أجلنا.. ولاحظنا أن عددا من دور الأزياء العالمية بدأت تقتبس من ثقافتنا وتراثنا في تصاميمها".