يحرص كثير من الفنانين على تقديم أعمال فنية معبرة عن الهوية الوطنية، خاصة خلال احتفالات اليوم الوطني للدولة، الذي يوافق الثامن عشر من ديسمبر كل عام.
ويشارك مجموعة من الفنانين هذا العام في ترسيخ الهوية الوطنية والتراث القطري، عبر إبداعات ينثرونها في لوحات وجداريات ومنحوتات فنية تسر الناظرين، رافعين شعار اليوم الوطني "وحدتنا مصدر قوتنا"، تأكيدًا على الاعتزاز بالهوية الوطنية، وفي نفس الوقت تقديم جانب من المنجز الفني والثقافي إلى جماهير درب الساعي، من مواطنين ومقيمين وزائري الدولة من جمهور كأس العالم FIFA قطر 2022.
ومن الفنانين الذين يحرصون دائمًا على تسجيل بصماتهم في فعاليات اليوم الوطني، الفنان فهد المعاضيد، الذي أكد في تصريح لوكالة الأنباء القطرية "قنا" أن "مشاركة الفنانين القطريين نابعة من واجبهم تجاه وطنهم في كل يوم وليس في اليوم الوطني فحسب، لنتكاتف جميعا لتقديم الصورة المشرقة لبلادنا، وانطلاقا من شعار اليوم الوطني "وحدتنا مصدر قوتنا" خاصة أن اليوم الوطني هذا العام يواكب استضافة دولة قطر لكأس العالم، وهذا يلقي على الفنانين القطريين مسؤولية كبرى، للتعبير عن الهوية القطرية، ليتعرف جمهور كأس العالم على ملامح الثقافة والهوية القطرية".
فهد المعاضيد: شاركت هذا العام مع مركز الفنون البصرية بوزارة الثقافة في رسم جدارية بدرب الساعي تعبر عن هويتنا
وقال المعاضيد: شاركت هذا العام مع مركز الفنون البصرية بوزارة الثقافة في رسم جدارية بدرب الساعي، تعبر عن هويتنا، وقد اخترت جزءا من الهوية القطرية، فاخترت الخيل والصحراء القطرية، وقد اخترت وجود مساحات لونية كبيرة لإبراز العمل بشكل أكبر بما يريح العين.
وأضاف: رسمت الخيل العربي، انطلاقا من مدرستين فنيتين: الأولى المدرسة الواقعية، ونجدها في رسم الخيل "مروان الشقب"، وهو خيل عربي أصيل، حقق الكثير من الجوائز في الجمالية، وقد اختزلته في خط الخطام، وصولا إلى الأشكال البسيطة الممزوجة، وتعبر عن الأشياء التي تكون على لجام الخيل، وتكون غالبا من أصداف وخرز، مع الخلفية المفتوحة ذات الألوان الباردة والحارة، بحيث لا تحدث تشتتا لدى المتلقي.
وأوضح الفنان فهد المعاضيد أن المدرسة الثانية في الجدارية، فهي تنتمي إلى المدرسة الانطباعية التأثيرية، حيث أردت استفزاز مشاعر المتلقي وهو يرى الخيل بألوان مختلفة (أزرق أو أخضر مثلا)، ولذلك وجدت تفاعلا كبيرا من الزوار مع أعمال هذه المدرسة أكثر من العمل الذي ينتمي إلى الواقعية، فجاءت الجدارية تدمج بين المدرستين، لتكتمل الجدارية بطبيعة قطر وصحرائها، فقدمت فيها شجر السمر وهو من البيئة القطرية، مؤكدًا أن "كل ما يقدمه الفنانون هو تعبير صادق عن حبنا للوطن".
وحول مشاريعه الأخرى، قال الفنان فهد المعاضيد: شاركت أيضا في المونديال مع زملائي الفنانين برسم جداريات كبيرة، تحمل معاني فنية وتاريخية ورياضية، بهدف إحياء التراث على الجدارية، ورسمت الموضوعات التقليدية بصورة حضارية وفيها مساحات لونية تجمل المعاني، ونفذت 5 أعمال جدارية، كل عمل يتراوح بين 20 و 40 مترا في مساكن بروة بالوكرة لضيوف المونديال، وجداريات لوسيل، وجميعها تحوي مشاهد معبرة عن كأس العالم وأجواء وأيقونات المونديال.
وأعرب النحات السعودي ناصر هوساوي في تصريح لـ"قنا" عن سعادته بالمشاركة في فعاليات اليوم الوطني للدولة، والذي يعد محفلا وطنيا لدولة قطر، وفي نفس الوقت يعتبر محفلا عالميا هذا العام، خاصة لاستضافة قطر بطولة كأس العالم.
ناصر هوساوي: أنجزت بمناسبة اليوم الوطني عملا أطلقت عليه "أمير الكؤوس" وهو عمل نحتي يشكل مجسمًا لكأس العالم محفوفا بالغترة القطرية المميزة
وأضاف "لذلك تواجدت في مختلف المحافل والفعاليات في قطر لأعبر عن مشاعري، تجاه دولة قطر وشعبها، وقد أنجزت بهذه المناسبة عملا أطلقت عليه "أمير الكؤوس" وهو عمل نحتي يشكل مجسما لكأس العالم محفوفا بالغترة القطرية المميزة وفي المجسم يظهر اللون العنابي رمزًا للعلم القطري، وفيه دمج بين الهوية القطرية وكأس العالم، مشيرا إلى أن العمل حظي بتفاعل كبير سواء على وسائل التواصل الاجتماعي أو في درب الساعي، وأنه استخدم خام الجبس الممتلئ المخلوط بالأسمنت، ليعطي صلابة وقد اختار اللونين الأبيض والأصفر المذهب بورق الذهب، ليجسد كأس العالم، إلى جانب عمل نحتي آخر للقيادة الحكيمة لدولة قطر".
من جهتها، قالت الفنانة القطرية سعدية عبدالصمد باصادق: "هذه المشاركة الأولى في درب الساعي، حيث تعتبر تجربة متميزة، نبرز من خلالها حبنا لوطننا ولذلك كل فنان يحاول تقديم جانب معين من التراث والثقافة في قطر"، مشيرة إلى أنها تقدم عملين فنيين في درب الساعي: الأول بعنوان "الخيول العربية" من الشقب، ورسمتها بالألوان الزيتية، إلى جانب لوحة أخرى بعنوان "الطواش واللؤلؤ" واللوحتان تقدمان جوانب من تراث قطر البري والبحري، تعبيرًا عن البيئة القطرية وأهم ما يميزها، مشددة على أن الأعمال الفنية التي تعبر عن الثقافة القطرية تكون فرصة للتعريف بثقافتنا خاصة للجمهور الأجنبي.