أكد سعادة الدكتور مصطفى كوكصو، سفير الجمهورية التركية لدى الدوحة، أن اختيار دولة قطر موعد نهائيات كأس العالم FIFA قطر 2022 بالتزامن مع اليوم الوطني ينم عن ذكاء حقيقي، وحسن تدبير وتخطيط جيد، يعكس مدى الإدارة الحكيمة التي تتمتع بها قطر، معربا عن سعادته الكبيرة لتنظيم المونديال بالشكل المبهر الذي خرج للعالم أجمع، رغما عن الحملات الإعلامية التي استهدفت البطولة، وحاولت النيل من قدرتها وجاهزيتها.
وقال سعادة السفير، في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية "قنا": "إن اليوم الوطني يحمل خصوصية كبيرة هذا العام؛ لتزامنه مع بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 التي أظهرت فيها الدوحة إمكانيات هائلة ومشاريع عملاقة وأفكار جذابة أبهرت العالم أجمع"، لافتا إلى أن نجاح قطر في تنظيم المونديال الأول بالشرق الأوسط والمنطقة العربية يمهد الطريق أمام الدول الإسلامية الأخرى لإقامة البطولة العالمية على أرضها خلال السنوات المقبلة.
وأشار سعادته إلى أن العالم اليوم يشيد بنجاح النسخة الجديدة من بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 باعتبارها الأكثر أمانا؛ إذ بلغ عدد الحضور في مباريات دور المجموعات 2.45 مليون مشجع، أي بمعدل إشغال يصل إلى 96 بالمئة من سعة الملاعب، مما يشكل ذلك تجاوزا قياسيا لأرقام حضور الجمهور في مونديال روسيا قبل 4 أعوام، والذي بلغ عدد الحضور فيه لدور المجموعات 2.17 مليون مشجع، بحسب الأرقام التي أعلن عنها الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA).
ونوه بأن دولة قطر باتت اليوم في مصاف الدول المتطورة بالنتائج التي حققتها بالاستثمارات البشرية والمادية والاستراتيجيات الوطنية، التي وجه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، بوضعها؛ لكي تحصد يوما بعد يوم المزيد من الإنجازات والنجاحات في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية؛ نتيجة خطط استراتيجية وتطلعات لمستقبل وطن يسير على درب التميز؛ لكي يصبح اسم قطر حاضرا في جميع المحافل الدولية، كنموذج يحتذى به بالنمو والتطور.
وأبدى سعادة السفير التركي إعجابه بشعار اليوم الوطني القطري لهذا العام "وحدتنا مصدر قوتنا"؛ لكونه يعد تعبيرًا واقعيًا عن حقيقة يدركها الشعب القطري؛ خاصة أن وحدته ستبقى مصدرا لقوته وتعبيرًا عن سر إنجازاته ونهضته رغم التحديات التي واجهته، مبينا أن شعار اليوم الوطني يعكس أصالة الشعب القطري وعزيمته ومروءته منذ تاريخ تأسيس الدولة.
العلاقات الثنائية بين قطر وتركيا شهدت تطورًا كبيرًا خلال العقدين الماضيين في شتى المجالات
وعن العلاقات القطرية - التركية، قال سعادة السفير التركي " إن العلاقات الثنائية بين البلدين شهدت تطورًا كبيرًا خلال العقدين الماضيين في شتى المجالات، مما يحتم الحفاظ على هذا الزخم وتعزيزه برؤية استراتيجية طويلة الأمد في ضوء العلاقة الاستثنائية المميزة، نتيجة التقارب الكبير على مستوى القيادة والشعب والقواسم المشتركة، والتضامن اللامحدود بينهما في وقت الأزمات".
ولفت إلى أن اللجنة الاستراتيجية العليا، التي تنعقد سنويا بين قيادة البلدين بشكل منتظم، تشكل عنصرا مهما يميز العلاقة الثنائية، لاسيما وأن عدد الاتفاقيات تجاوز الـ (100) اتفاقية منذ تأسيس اللجنة عام (2014)، كاشفا عن تخطي استثمارات دولة قطر في تركيا إلى 33.2 مليار دولار، وقيمة المشاريع التي نفذتها شركات الإنشاءات التركية في البنية التحتية لدى قطر وصلت إلى 22 مليار دولار، إضافة إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال السنوات الخمس الماضية ارتفع لـ 60%، بجانب زيادة حجم الصادرات التركية إلى قطر بنسبة 200% في الفترة نفسها.
وفي السياق ذاته، ذكر سعادة السفير التركي أن العام المقبل (2023) يصادف الذكرى الخمسين على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين تركيا وقطر، ليشكل ذلك مناسبة مهمة للوصول بعلاقات متينة ذات آفاق واسعة.
وقال سعادة الدكتور مصطفى كوكصو، سفير الجمهورية التركية لدى الدوحة، في ختام تصريحه لـ"قنا": "إن طموحات القيادة القطرية لا حدود لها رغم المراحل المتقدمة التي قطعتها في تحقيق النهوض الشامل؛ لحرصها على السعي نحو الأفضل من أجل عزة ورفاهية الإنسان وكرامته، وتحصيل حقوقه وتطلعاته، آملا التوفيق الدائم لدولة قطر أميرًا وحكومة وشعبا بمناسبة اليوم الوطني، ودوام النجاح والتقدم المستمر على جميع الأصعدة".
