أكد سعادة السيد أكبر الباكر، رئيس قطر للسياحة والرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية القطرية، أن الاحتفال باليوم الوطني للدولة يشكل حافزًا لمواصلة البناء على ما تحقق من إنجازات ومكاسب في مختلف المجالات بما يعزز مسيرة النهضة الشاملة التي تشهدها البلاد.
وتوجه سعادته في تصريح لوكالة الأنباء القطرية "قنا" بالتهنئة إلى مقام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى وإلى الحكومة الرشيدة والشعب القطري، سائلا الله العلي القدير أن يعيد هذه المناسبة الوطنية العزيزة على دولة قطر بالخير واليمن والبركات.
ونوه بالانتعاش الملحوظ الذي يشهده القطاع السياحي في دولة قطر خلال الفترة الحالية، لافتا إلى تسارع وتيرة هذا الانتعاش مع ترحيب دولة قطر بالمزيد من زوارها القادمين من جميع أنحاء العالم لحضور كبرى البطولات الرياضية كأس العالم FIFA قطر 2022.
وقال سعادته: "إن دولة قطر استقبلت أكثر من مليون زائر منذ بداية العام وحتى أغسطس الماضي"، مشيرًا إلى أن هدفها مضاعفة عدد الزوار ثلاث مرات بحلول عام 2030 إلى 6 ملايين زائر سنويا، مما يجعل قطر الوجهة الأسرع نموا في الشرق الأوسط، إضافة إلى زيادة الإنفاق الداخلي في الوجهات السياحية بمقدار 3 إلى 4 مرات، وزيادة مساهمة قطاع السفر والسياحة في الناتج المحلي الإجمالي من 7 بالمئة إلى 12 بالمئة، فضلا عن مضاعفة فرص العمل في قطاع السياحة مع مواصلة الجهود لتعزيز مكانة قطر كوجهة عالمية رائدة في تميز الخدمة.
وأضاف: "في سبيل تحقيق هذا الهدف الطموح، تهدف قطر للسياحة إلى تعزيز سلسلة القيمة السياحية على امتدادها، وزيادة الطلب على السياحة الداخلية والدولية، وجذب المزيد من الاستثمارات الداخلية، وإحداث تأثير مضاعف في مجال نمو الاقتصاد الوطني".
أكبر الباكر: العام الجاري يعد عامًا استثنائًيا وغير مسبوق في قطر
وأكد رئيس قطر للسياحة أن العام الجاري يعد عامًا استثنائًيا وغير مسبوق في قطر، حيث تم افتتاح العديد من الفنادق والمعالم السياحية الجديدة، بداية من مراكز التسوق وصولا إلى النوادي الشاطئية والمتاحف والمنتزهات الترفيهية، التي تقدم أنشطة وتجارب تلائم جميع الميزانيات، وتلبي تطلعات جميع المسافرين القادمين من جميع بلدان العالم.
وأشار إلى تدشين شاطئ "فويرط كايت بيتش"، الذي يعد بمثابة بحيرة طبيعية تتمتع بظروف ملائمة للغاية للتزلج الشراعي، إضافة إلى افتتاح "وست باي بيتش" ومهرجان درب لوسيل أحدث ممشى في قطر، علاوة على إطلاق برنامج التميز في الخدمة في قطر للسياحة، وهي مسابقة على مستوى الدولة لتصميم الليموزين الأيقونية التي ستصبح جزءا أساسيا من تجربة الزائر في قطر.
واستطرد قائلا: "كما شهدنا في وقت سابق من هذا العام عودة معرض الدوحة للمجوهرات والساعات بتنظيم النسخة الثامنة عشرة، خلال مايو الماضي، بمشاركة أكثر من 65 عارضا، بما في ذلك 500 علامة تجارية عالمية مشهورة، أما على الصعيد الدولي، فقد واصلت قطر للسياحة مشاركتها في معارض وأسواق دولية مثل معرض السفر الخارجي مومباي، وسوق السفر العالمي في العاصمة البريطانية لندن، وذلك للترويج لدولة قطر كوجهة سياحية رائدة".
قطر للسياحة قامت بتدريب أكثر من 33,000 موظف من الذين يتعاملون بشكل مباشر مع الزوار محليًا من خلال برنامج "مضياف قطر"
كما قامت قطر للسياحة مؤخرًا بتدريب أكثر من 33,000 موظف من الذين يتعاملون بشكل مباشر مع الزوار محليًا من خلال برنامج "مضياف قطر"، وعلى الصعيد الدولي، قامت بتدريب أكثر من 700 شريك عالمي في صناعة السفر من خلال برنامج "مختصو قطر"، لتعريفهم على التجارب السياحية المتنوعة التي تقدمها قطر، كما أصدرت أكثر من 3,500 رخصة لبيوت العطلات لحوالي 9.500 غرفة منذ إطلاق المبادرة العام الماضي.
ولفت إلى إطلاق قطر للسياحة حملة "الصيف في قطر" التي تضمنت 15 عرضا وباقة ترويجية للجولات والتجارب السياحية للزوار القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي، إلى جانب مجموعة متنوعة من العروض والفعاليات الترفيهية المميزة، التي تلبي تطلعات جميع أفراد العائلة، كما استضافت مهرجان العيد الأول من نوعه في الدولة، والذي جرت فعالياته في مايو الماضي، حيث تم استقبال المقيمين والزائرين بمجموعة من التجارب الترفيهية العائلية المميزة.
وأوضح سعادته أن الحملة الترويجية لقطر للسياحة "عيش عالم استثنائي" بدأت تؤتي ثمارها، وتواصل نجاحها، وهي تسلط الضوء على قطر كوجهة سياحية مميزة ومرحبة بالعائلات، مشيرًا إلى أن الحملة حصدت مؤخرًا جائزة "أفضل حملة تسويقية رائدة بالشرق الأوسط 2022"، وذلك في النسخة التاسعة والعشرين من حفل توزيع جوائز السفر العالمية في الأردن، وجائزة أفضل حملة تسويقية في العالم خلال الحفل الختامي لجوائز السفر العالمية 2022 في سلطنة عمان، كما فاز الفيلم الترويجي للحملة بالمركز الأول في فئة "دولة الوجهة السياحية" في مهرجان زغرب الحادي عشر للأفلام السياحية.
الحملات الترويجية التي أطلقتها قطر للسياحة تهدف إلى ترسيخ مكانة قطر باعتبارها وجهة سياحية رائدة
ونوه بإطلاق قطر للسياحة عددًا من الحملات الترويجية؛ أبرزها حملة للترويج لرحلات العطلات القصيرة في قطر، وحملة تعليمية بالتعاون مع مؤسسة قطر وجامعة قطر، تهدف إلى الترويج لقطر كمركز للتعليم عالمي المستوى، فضلا عن إطلاق منصة جديدة للعلامة التجارية تحت عنوان "قطر أكثر"، والتي تهدف إلى ترسيخ مكانة قطر باعتبارها وجهة سياحية رائدة، وأحد الخيارات المفضلة للسياح كثيري الأسفار في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن هذه الحملات ليست سوى جانب من المبادرات الترويجية التي أطلقتها قطر للسياحة لدعم البلاد في هدفها الاستراتيجي بعيد المدى، وهو جذب ستة ملايين زائر سنويا بحلول عام 2030.
وفيما يتعلق بالجوائز التي حصلت عليها قطر للسياحة، لفت الباكر إلى اعتزاز قطر للسياحة بتكريمها كأحد أبرز قادة صناعة السياحة في العالم، حيث حصلت على 20 جائزة وسط توقعات بالحصول المزيد من الجوائز، كما حصدت 13 جائزة رقمية دولية، مما يعتبر شهادة على نجاح مسيرة التحول الرقمي التي تسعى من خلالها لتحديث أصولها الرقمية، وإطلاق تجارب مبتكرة وشخصية قائمة على البيانات.
وفي السياق ذاته، أكد مواصلة قطر للسياحة تعزيز منظومتها الرقمية عالمية المستوى، وكذلك المحتوى الذي توفره لزوارها، قائلا: "نعكف حاليا على تطوير الموقع الإلكتروني لقطر للسياحة، وإعادة إطلاق وتطوير روزنامة الفعاليات، وإدماج محرك بحثي للعروض ضمن موقعنا الإلكتروني، وإطلاق نسخ محدثة بشكل منتظم من دليل قطر الآن".
قسم "التميز في الخدمة" في قطر للسياحة يعمل حاليًا على تطوير الخطة الرئيسية الشاملة استعدادا لعام 2023 وما بعده
وأفاد سعادته بأن قسم "التميز في الخدمة" في قطر للسياحة يعمل حاليًا على تطوير الخطة الرئيسية الشاملة استعدادا لعام 2023 وما بعده؛ وذلك لتسليط الضوء على أفضل الموارد التي يمكن لقطر أن تقدمها في الثقافة والطبيعة، وتطوير أنشطة المركبات الملائمة لجميع أنواع التضاريس عبر الصحراء، وتنفيذ المزيد من عمليات التطوير والتحسين لشواطئ قطر، وتحويلها إلى شواطئ عالمية المستوى، وتعزيز تجربة سوق واقف وميناء الدوحة. كما تعمل على تطوير برنامج إرشادي شامل لرحلات السفاري الصحراوية، وتدريب واعتماد المرشدين المختصين بهذا النوع من الرحلات.
وأضاف: لدينا مجموعة رائعة من الفعاليات والمبادرات والوجهات المرتقب افتتاحها خلال عام 2023 وما بعده، فضلا عن روزنامة حافلة بالفعاليات في العام المقبل، حيث تقدم على مدار السنة الأنشطة الترفيهية الملائمة للجميع، فيما تتخلل العام فعاليات تستمر لأكثر من 300 يوم، تشمل عروض مهرجان "قطر لايف"، وعروض التسوق والمهرجانات والفعاليات الرياضية، فضلا عن الاحتفالات الموسمية والأعياد.
وفي قطاع الرحلات البحرية، أشار إلى أن العام المقبل سيشهد المزيد من الازدهار لقطاع الرحلات البحرية ووصوله إلى آفاق جديدة، وذلك بفضل افتتاح محطة المسافرين الجديدة في ميناء الدوحة، التي بإمكانها استقبال باخرتين سياحيتين عملاقتين، مشيرا إلى أن قطاع الرحلات البحرية في قطر يتمتع بإمكانيات نمو كبيرة، كما أصبحت قطر وجهة فاخرة للرحلات البحرية الإقليمية، حيث بلغ إجمالي عدد الزوار القادمين على متن الرحلات البحرية 100,500 زائر خلال موسم 2022-2021، إضافة إلى 34 رحلة سياحية بحرية، ومن المقرر أن ينطلق موسم الرحلات البحرية المقبل في 15 يناير المقبل، وقال: توجد لدينا بالفعل أكثر من 100 زيارة مؤكدة لبواخر سياحية و12 علامة تجارية، ومن المتوقع أن نستقبل حوالي 300 ألف زائر وحجوزات تتجاوز 300 ليلة فندقية.
قطر للسياحة تضع الاستدامة نصب أعينها وتحرص على دمج الاستدامة في سياساتها
وأكد سعادة السيد أكبر الباكر أن قطر للسياحة تضع الاستدامة نصب أعينها، وتحرص على دمج الاستدامة في سياساتها؛ حتى يمكنها استقطاب المسافرين الراغبين في الحفاظ على البيئة، مشيرا إلى مبادراتها وشراكاتها مع مجلس قطر للمباني الخضراء، و جهودها في التحول الرقمي، الذي يحظى بأهمية خاصة لدى القيادة الرشيدة في قطر منذ مدة طويلة، وهو ما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030، التي تعتبر التنمية البيئية إحدى ركائزها الرئيسية؛ ولذا تتعاون قطر للسياحة بشكل وثيق مع شركائها في القطاعين العام والخاص لتحقيق هذه الرؤية.
ونوه سعادته بحفاظ قطر على صدارتها لقائمة البلدان الأكثر أمانا في الشرق الأوسط، وإحرازها المرتبة الأولى بوصفها الوجهة الأكثر أمانا في الشرق الأوسط منذ عام 2017، والأكثر أمانا في العالم خمس مرات خلال الفترة الزمنية نفسها.
وشدد الباكر: "نرجو أن تكون الحفاوة والضيافة القطرية الأصيلة قد حازت إعجاب ملايين الزوار ممن قدموا إلى قطر الشهر الماضي، وأن يكونوا قد استمتعوا بتراث دولة قطر وثقافتها الغنية.. لقد كانت أولويتنا الرئيسية هي تقديم تجربة سياحية لا تنسى لزوار قطر في كل مرحلة من مراحل زيارتهم، بداية من تعاملهم مع موظفي خدمة العملاء والاستعلامات -ممن تولت قطر للسياحة تدريبهم- وحتى إقامتهم في الفنادق وبيوت العطلات المرخصة من قبل قطر للسياحة".
وتابع: "نظرًا لأننا أول دولة عربية تستضيف كأس العالم لكرة القدم، فإننا فخورون بمساهمتنا الكبيرة في إضافة إنجاز آخر إلى إرث قطر الدائم وسجلها الحافل"، مؤكدا أن دولة قطر لديها الكثير الذي يمكن أن تقدمه لجميع فئات المسافرين.
وأضاف: "لذلك فإنني أتطلع بحماس شديد لابتكار المزيد من المنتجات السياحية التي يمكنها تسليط الضوء على مقومات قطر السياحية، وجمال مشاهدها الطبيعية، والتجارب الفريدة التي توفرها لزوارها".