يقول الخبراء إن احتمالية حدوث آثار جانبية أقوى بعد الجرعة الثانية من لقاح كورونا أكثر من الجرعة الأولى، وتشمل هذه الآثار الجانبية التعب وألم الذراع وارتفاع درجة الحرارة، لكنها عادةً ما تكون خفيفة وتختفي بعد 48 ساعة من التطعيم.
لكن أيضاً المهم، أنه عادة ما تكون هذه الأعراض الشائعة علامات على أن اللقاح قد تسبب في استجابة الجهاز المناعي لتكوين أجسام مضادة فعالة ضد الفيروس.
إذ أكدت بيانات وصلت لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) من متلقي اللقاح، أن 7% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و55 عاماً والذين تلقوا الجرعة الأولى من لقاح فايزر أبلغوا عن الحمى، مقارنة بنسبة 31% ممن أبلغوا عن الحمى بعد الجرعة الثانية.
فيما كانت النسبة مع لقاح موديرنا مختلفة، فكانت 1% في الجرعة الأولى لمن تتراوح أعمارهم بين 18 و64 عاماً، بينما وصلت لـ17% لمن أصيبوا بارتفاع الحرارة بعد الجرعة الثانية. لكن في معظم الحالات كانت درجة الحرارة المرتفعة محتملة، وكذلك أي أعراض جانبية أخرى ظهرت.
التعب والصداع كان من الأعراض الجانبية واردة الحدوث بعد الجرعة الثانية أيضاً، بينما أبلغ عدد أقل بكثير عن حدوث الإسهال أو القيء نتيجة الجرعتين الأولى أو الثانية.
فيما قالت الدكتورة ديبرا باول، وهي رئيس قسم الأمراض المعدية في مستشفى أمريكي بولاية بنسلفانيا: "عندما تشعر بالمرض أو الحمى، فإن هذا يعني إلى حد كبير استجابة جسمك له، وأيضاً عادة ما يكون هذا أمراً قصير الأجل، وقطعاً أفضل بكثير من الإصابة بفيروس كورونا والمرض لمدة أسبوعين أو المكوث في المستشفى".
ويحدث هذا بحسب الدكتور؛ لأن أول جرعة من اللقاح تعلِّم الجسم كيف يتعامل مع الفيروس، ويبدأ في تكوين أجسام مضادة بالفعل، لذلك عندما يحقن الجسم بالجرعة الثانية فإن الجسم يكون مسلحاً بالأجسام المضادة وخلايا الذاكرة التائية (T Cell وهي تشكل مجموعة من الخلايا اللمفاوية الموجودة بالدم وتلعب دوراً أساسياً في المناعة الخلوية) التي تتعرف على بروتين الفيروس من الجرعة الأولى.
لذلك، تكون استجابة الجهاز المناعي تميل إلى أن تكون أكثر قوةً عند إعطاء الجرعة الثانية.
لهذا السبب، عادة ما تكون الآثار الجانبية أكثر وضوحاً بين الأشخاص الأصغر سناً أكثر من كبار السن، ويرجع ذلك على الأرجح إلى أن أجهزتهم المناعية أكثر قوة.
لكن هذا يحدث مع لقاحات مثل فايزر-بيونتيك (Pfizer-BioNTech) وموديرنا (Moderna)، وكلاهما عبارة عن لقاح mRNA، الذي ينشط جهاز المناعة عن طريق جعله يتعرف على نوع البروتين الموجود في الفيروس الذي يسبب COVID-19.