قد تكون سمعت من قبل عن ضرورة تجنُّب تناول الأملاح بشكل عام في نظامك الغذائي من أجل الحفاظ على صحة وسلامة القلب، ومنعاً للإصابة بأمراض ضغط الدم وأمراض الكلى.
ولكن التحذيرات الغذائية المتعلقة بالصوديوم غالباً ما يكون المقصود بها الملح الأبيض المكرر المنتشر في الأسواق والمطاعم؛ وذلك لأنها النوعية التي يتم تجريدها بشكل شبه كامل من فوائدها المعدنية ولا تحتوي إلا على الصوديوم والكلوريد اللذين قد يتسببان فعلاً في تداعيات صحية خطيرة بسلامة الجسم والأعضاء الداخلية.
ومع ذلك، كثيراً ما كان يتم استخدام ملح البحر من قبل أجدادنا وكان سلعة ثمينة لتتبيل الطعام وتعزيز الصحة. وهو نوعيات من الملح غير المكرر ذي القيمة الغذائية مثل ملح البحر السلتي وملح بحر الهيمالايا بألوانه الرمادية أو الوردية.
وتساعد الكميات المناسبة من تلك الأملاح في موازنة الجسم وتزويده بالعناصر الغذائية التي يفتقر إليها نظامنا الغذائي الحديث، كما أنه يعزز مذاق الطعام في عملية الطهي وله فوائد صحية أخرى متعلقة بالبشرة والجمال.
في هذا التقرير نستعرض فوائد استخدام ملح البحر للصحة والجسم، وكيف يمكن استخدامه بالصورة الصحيحة؛ كي لا يتم تهديد سلامة وصحة الجسم.
كيف يتم تحضير ملح البحر؟
يتم إنتاج ملح البحر من خلال عملية تبخر المسطحات المائية المالحة. وقد يكون لونه أغمق مقارنة بالملح المكرر بسبب امتصاص المعادن الأساسية من البطانة الطينية للماء والبحار.
بينما عادة ما يتضمن حصاد وتحضير ملح الطعام المكرر معالجة ثقيلة، بما في ذلك التعدين الذي تليه إضافة اليود والتبييض والتخفيف بعوامل مضادة للتكتل.
وتتم إضافة المزيد من المواد الكيميائية أثناء معالجة الملح المكرر الذي نعرفه، وغالباً ما يبدد جميع المعادن المفيدة والعناصر الموجودة فيه، باستثناء الصوديوم والكلوريد، بحسب موقع Organic Facts.
وعلى عكس الأملاح المكررة، يتضمن تحضير ملح البحر عادة معالجة قليلة جداً، لذلك يحتفظ برطوبته وفوائده المعدنية. وهذه المعادن موجودة في شكل يسهل على جسم الإنسان استخدامه وامتصاصه.
وقد يقوم المناخ والموقع الجغرافي للمنطقة أيضاً بدور مهم في جودة وتوليف المعادن التي يوفرها ملح البحر.
ويعد البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي وبحر الشمال من أكثر المصادر شيوعاً لحصاد ملح البحر. وقد تساعد الطريقة المستخدمة في الحصاد أيضاً في الحفاظ على حالة الملح الطبيعية وقدراته العلاجية.
استخدامات متعددة لملح البحر لكن الدراسات قليلة
يتم تحضير ملح البحر عن طريق تبخير مياه البحر المالحة. وقد استخدمه الناس في جميع أنحاء العالم منذ عصور ما قبل التاريخ، وهو موجود بشكل شائع في العديد من المطابخ اليوم.
بصرف النظر عن استخداماته في الطهي، غالباً ما يُضاف ملح البحر إلى مقشرات الجسم، ومستحضرات العناية بالبشرة، ومنتجات أخرى لا حصر لها.
ويعتقد بعض الناس أنه أكثر صحة من الأنواع الأخرى من الملح ويقدم العديد من الفوائد، ولكن الأبحاث العلمية لدعم هذه الادعاءات تحتاج لمزيد من التجارب.
وكان ملح البحر يستخدم قديماً في علاج إصابات اليد وجروح الصيادين وفقاً لموقع Organic Facts.
فوائد ملح البحر
من المحتمل أن يحتوي ملح البحر وفقاً لطريقة تحضيره على نحو 82 عنصراً غذائياً أساسياً من الكنوز المعدنية الموجودة في مياه البحر، وفقاً لمجلة الاستزراع المائي والعلوم المائية.
هذه المعادن الطبيعية تكون ذات قيمة عالية تساعد في عمل الجسم بشكل صحي. وتشمل الثروة الغذائية لملح البحر المعادن الحيوية مثل الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم والبروميد والكلوريد والحديد والنحاس والزنك، وعدداً من العناصر الصحية الأخرى.
1- مفيد للجلد والعناية بالبشرة
لطالما تم النظر إلى عناصر ملح البحر الميت المعدنية بأن لها تأثيرا مجدداً للجلد ومقاوماً لعلامات تقدم سن البشرة. وقد يساعد الاستحمام بمحلول ملح البحر في الحفاظ على ترطيب البشرة وتنشيط شبابها.
وقد تساعد مساحيق استحمام ملح البحر الميت أيضاً في تحسين وظيفة حاجز الجلد والقضاء على الخشونة والالتهابات على سطح الجلد ومقاومة الجفاف.
وبحسب أبحاث نشرتها المجلة الدولية للأمراض الجلدية، فإن هذا التأثير المضاد للالتهابات قد يعزى إلى وجود نسبة عالية من المغنيسيوم في هذه الأملاح.
كما قد يساعد أيضاً في إزالة السموم من الجسم عن طريق طرد السموم من المسام وتنظيفها تنظيفاً عميقاً، مع المساعدة أيضاً في تحسين الدورة الدموية للبشرة.
2- صحة الفم والأسنان
وفقاً لمستوى نقاء الملح وطريقة تعدينه التي لم تتدخل في فصل معادنه وعناصره المفيدة الموجودة في الطبيعة، فقد يحتوي ملح البحر على الفلورايد، وهو مفيد لتعزيز صحة الأسنان وتبييضها.
وقد يساعد الفلوريد في حماية الأسنان من التلف الحمضي ومنع تطور التسوس والتجاويف. ويساعد الشطف المنتظم والغرغرة بماء البحر الفاتر في تخفيف تقرحات الفم ونزيف اللثة والقروح وآلام الحلق والالتهابات.
3- تعزيز ترطيب الجسم وموازنة ضغط الدم
بشكل عام، يمكن أن يساعد الملح في الحفاظ على موازنة مستوى الماء في الجسم، وتعديل ضغط الدم؛ إذ يلعب الصوديوم دوراً حيوياً في توازن السوائل في الجسم؛ لذلك عند عدم الحصول على ما يكفي منه يمكن أن يؤدي ذلك إلى الجفاف، خاصة أثناء أداء التمارين المكثّفة والشاقة.
كما أن وجود توازن مناسب للسوائل في الجسم مهم أيضاً للحفاظ على مستويات ضغط الدم الصحية ومنع التعرض لأمراض القلب.
لذلك، فإن تناول كمية قليلة جداً من الصوديوم أو الكثير منه يمكن أن يؤدي إلى تغيرات في ضغط الدم لدى أولئك الذين لديهم حساسية من ملح الطعام وفقاً لموقع Healthline الصحي. ويمكن أن يساعدك تناول ملح البحر في تلبية احتياجاتك من الصوديوم، ولكن يمكنك أيضاً الحصول على الصوديوم من مجموعة متنوعة من الأطعمة الأخرى ويجب استهلاكه باعتدال.
4- تحسين عملية الهضم وحماية المعدة
هناك بعض الاعتقادات التي تحتاج المزيد من الأبحاث لبرهنتها، أن تناول ملح البحر الممزوج بالماء الفاتر يساعد على تحسين عملية الهضم.
ولأن الكلوريد ضروري لإنتاج حمض المعدة، يسهل كلوريد الصوديوم (في الملح) امتصاص ونقل العناصر الغذائية في الأمعاء بعد تكسيرها أثناء الهضم وفقاً لموقع الهيئة الوطنية للصحة البريطانية NHS. لذلك، فإن تناول كمية كافية من الملح يعزز صحة الجهاز الهضمي المثلى.
وقد نظرت إحدى الدراسات في آثار شرب الماء المالح على 54 بالغاً يستعدون لإجراء تنظير القولون.
واتضح أن أولئك الذين مارسوا بعض أوضاع اليوغا وشربوا كوبين (480 مل) من الماء المصنوع من 4.5 جرام من الملح كانت لديهم حركات أمعاء صحية وسليمة قبل الإجراء. ومع ذلك، فمن غير الواضح إلى أي مدى تساعد المياه المالحة وحدها في تحسين صحة الأمعاء.
وفي حين أن شرب ملح البحر الممزوج بالماء قد يساعد في الهضم في بعض الحالات، فإن شرب الكثير من الماء المالح قد يؤدي إلى استهلاك الكثير من الملح بشكل يضر بصحة القلب.
أضرار تناول ملح البحر بكميات كبيرة
يمكن أن يساهم استهلاك الكثير من الملح في العديد من الحالات الصحية، بما في ذلك: أمراض ضغط الدم المرتفع، الأمراض القلبية، السكتة الدماغية، والأزمات القلبية.
وعلى الرغم من هذه الحقيقة، يحتاج الناس إلى تناول الكمية الصحيحة من الملح في نظامهم الغذائي للحفاظ على صحة جيدة. وتنصح NHS بعدم تجاوز استهلاك 6 غرامات من ملح البحر يومياً في الطعام، بما يعادل نحو ملعقة شاي صغيرة من المسحوق في كافة المواد الغذائية المستهلكة خلال اليوم.
وعندما يقلل الناس من كمية الصوديوم في نظامهم الغذائي، فإنهم يقللون من خطر الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم. إذ وافقت البلدان في منظمة الصحة العالمية (WHO) على المساعدة في تقليل تناول الصوديوم لسكان العالم بنسبة 30% بحلول عام 2025.
ومع ذلك، فإن غالبية الملح الذي يأكله الناس لا يأتي من إضافة الملح إلى وجباتهم المطبوخة في المنزل. بدلاً من ذلك، تذكر جمعية القلب الأمريكية أن أكثر من 75% من الصوديوم في وجبات الناس الغذائية يأتي من الأطعمة المصنعة.
ومع الحرص على متابعة كمية الملح المستهلكة يومياً بشكل عام، ينبغي الانتباه إلى الأملاح المضافة للمكونات الغذائية كذلك؛ إذ قد يقوم المصنعون بتضمين إضافات في ملح الطعام لمنع التكتل في بعض المنتجات.
وتسمى هذه الإضافات باسم "عوامل مانعة للتكتل"، وقد تشمل وفقاً لموقع Medical News Today:
- فيروسيانيد البوتاسيوم.
- سيليكات الكالسيوم.
- ثاني أكسيد السيليكون.
- بروسياتي أصفر من الصودا.
- سترات أمونيوم الحديد.