نظم مركز حسن بن محمد للدراسات التاريخية محاضرة بعنوان "التصنيف التاريخي للحضارات وميزان عناصرها"، قدمها الدكتور خزعل الماجدي، الباحث في علم وتاريخ الحضارات والأديان، وأدارها الكاتب محمد همام فكري الباحث في التاريخ والتراث.
وتحدث الماجدي تحدث بالتحليل والنقد عن تصنيف الحضارات عند علماء الدراسات الحضارية، مشيرا إلى أن هناك عشرة أنواع من التصنيفات على مر التاريخ، منها تصنيفات غوستاف لوبون، وول ديورانت، وأرنولد توينبي، وأوسفالد شبينغلر، وصموئيل هنتنغتون.
كما تطرق إلى التصنيف التاريخي وميزان الحضارة الذي وضعه لغرض كتابة تاريخ واسع وشامل لحضارات العالم منذ بدايتها حتى يومنا هذا، والتي يبلغ عددها 28 حضارة، وهي: الحضارات القديمة (24 حضارة)، والحضارات الوسيطة (3 حضارات)، والحضارة الحديثة (حضارة واحدة) بمراحلها الأربع (الأوربية، الغربية، الحديثة، المعاصرة)، وعرج عليها جميعا، وقسم الحضارات القديمة لثلاثة أنواع تاريخية، كما وضع 15 عنصرا لكل حضارة من الحضارات في ميزان الحضارة التي يضبطها عنصر الأخلاق.
كما تحدث عن حاضر ومستقبل الحضارات، وناقش تاريخ الحضارة المعاصرة التي كانت جذورها غربية وأوربية، ووصف أخلاقها بالمضطربة، التي تجعل منها في كل فترة عرضة للترنح والانهيار، والتي سببت الأذى والاستعمار والاحتلال لبلدان وشعوب كثيرة.
ورأى أن هذه الحضارة تعيش الآن مرحلة ما وصفه بـ "ولادة القطبية المتعددة"، والتي ستنتج عنها مجموعة من الأقطاب الجديدة التي ستقودها، وستزول قطبيتها الأمريكية الواحدة، حيث سيكون القطب الأمريكي واحدا منها فقط، وسيكون هذا من أجل إثراء هذه الحضارة بأنواع مختلفة من الرؤى ووجهات النظر.
كما تنبأ بأن تعمل هذه القطبية على تحويل الأقطاب المتعددة إلى حضارات جديدة في المستقبل، تشترك في تبنيها للعلم الذي سيكون أساس هذه المدنية البشرية الواسعة كما أسماها المحاضر.