أكدت الدكتورة فاطمة حسن السليطي مديرة التعاون الدولي والشؤون الحكومية في متاحف قطر، أن تجربة قطر في استخدام الدبلوماسية الثقافية خلال استضافتها كأس العالم FIFA قطر 2022، شكلت نمطا غير مسبوق في حجم التأثير المباشر على الجماهير من كافة أنحاء العالم.
جاء ذلك خلال محاضرة أقيمت اليوم الأحد، في متحف قطر الوطني تحت عنوان "الدبلوماسية الثقافية دور متاحف قطر"، ونظمها مركز كتارا للدبلوماسية العامة بالتعاون مع متاحف قطر، وذلك بحضور المهندس درويش أحمد الشيباني الرئيس التنفيذي لمركز كتارا للدبلوماسية العامة وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي في الدولة، إلى جانب حشد من العاملين في قطاع الثقافة والتعليم والإعلام.
وقالت الدكتورة فاطمة السليطي، إن التجربة القطرية في الدبلوماسية الثقافية تجاوزت أبعاد نجاح الفترة الزمنية المقام فيها المونديال، والتي تم من خلالها تعريف جماهير العالم بالثقافة والهوية القطرية العريقة وتاريخها.
د.فاطمة السليطي: متاحف قطر أشرفت منذ تأسيسها في عام 2005 على تطوير عدد كبير من المتاحف
وأكدت أن متاحف قطر حرصت على ترسيخ مفاهيم الدبلوماسية الثقافية، حيث أبرزت أهمية وجود شبكة متنامية من المتاحف، والمواقع الأثرية، والمهرجانات في تعزيز الهوية الوطنية الثقافية الأصيلة والملهمة، مشيرة إلى تجربة قطر الناجحة في حماية تراثها المادي ونسيجها الثقافي من خلال تمكنها من صون المتاحف وممتلكات الدولة الثقافية ومواقعها التراثية وترميمها وتوسيع نطاق عملها وتأثيرها، حيث ساهمت بتعزيز الترابط فيما بين دول العالم بإنشاء مراكز الفنون والثقافة، ومراكز اللغات، والمشاريع المعمارية، لافتة إلى أن متاحف قطر أشرفت منذ تأسيسها في عام 2005، على تطوير عدد كبير من المتاحف.
وقالت إن ما شهدناه في الفترة الماضية من تبني قطر لمفهوم تداخل الدبلوماسية الثقافية مع ريادة الأعمال لتحقيق نتائج طويلة المدى، عبر احتضان العديد من المشاريع التي تتمحور حول الابتكار في الثقافة والإبداع وتسخير التكنولوجيا، ساهم في تصدير منتجات ثقافية رائدة مثلما شهدنا الانتشار الواسع في الارتداء العفوي للزي القطري خلال المونديال من قبل الزائرين من حول العالم.
متاحف قطر تُطلق وتدعم بشكل مستمر تماشيًا مع رؤيتها ومن خلال المركز الإبداعي عددًا من المشاريع والمبادرات الفنية والإبداعية
وأشارت السليطي إلى أن متاحف قطر تطلق وتدعم بشكل مستمر تماشياً مع رؤيتها ومن خلال المركز الإبداعي، عدداً من المشاريع والمبادرات الفنية والإبداعية، مثل مبادرة الأعوام الثقافية والتي بدأت مع اليابان عام 2012 ثم دول المملكة المتحدة، البرازيل، تركيا، الصين، ألمانيا، روسيا، الهند، فرنسا، وصولا إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 2021 ثم في عام 2022 كان العام الثقافي مع دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا، حيث تعتبر الأعوام الثقافية بمثابة مناسبات تحتفي بتعزيز التفاهم والصداقة بين الشعوب، مشيرة إلى عقد الكثير من الاتفاقيات التي تعزز الدبلوماسية الثقافية من أبرزها المعارض الدولية، وعقد شراكات مع متاحف في دول أخرى، مثل متحف متروبوليتان للفنون.
وأوضحت أن استثمار قطر في بناء قطاع ثقافي قوي يحافظ على التاريخ والآثار والتراث له دور كبير في تحقيق رؤية قطر 2030، كما يلعب دوراً مهما في تعزيز الدبلوماسية الثقافية والمساهمة في نمو مجتمع قائم على المعرفة، وبناء مدن ومجتمعات محلية مستدامة، لافتة إلى الدور الذي تقوم به كافة مؤسسات الدولة الثقافية.
وأضافت الدكتورة فاطمة حسن السليطي مديرة التعاون الدولي والشؤون الحكومية في متاحف قطر، أن متاحف قطر تسعى إلى ابتكار أسلوب يحسن من جودة الحياة، من خلال خلق رابط بين جميع نواحيها، كالرياضة، والفن والعمل، والصحة، والتعليم، وغيرها، مؤكدة في تصريح لوكالة الأنباء القطرية "قنا" أن رؤية متاحف قطر هي أن تمكن قطر من إثراء الدبلوماسية الثقافية من خلال استراتيجية متجددة تحدد أهدافها الثقافية، ومنها استمرار مبادرة الأعوام الثقافة وحتى عام 2028، والعمل على تحقيق الجانب الثقافي في رؤية قطر 2030.