توجه سعادة السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، بخالص التهاني لدولة قطر، أميرا وحكومة وشعباً، لتنظيمها الناجح والمبهر لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، وأكد أنها كانت نسخة استثنائية من حيث حسن التنظيم، وحفاوة الاستقبال والإثارة الكروية.
قطر أثبتت للعالم أجمع قدرة العرب وجدارتهم على إقامة أحداث وفعاليات عالمية وفق أعلى المستويات
وشدد أبو الغيط، في كلمة له بالجلسة الافتتاحية للحدث رفيع المستوى للدورة الثانية والأربعين لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، على أن دولة قطر أثبتت للعالم أجمع، بهذا النجاح المبهر للمونديال، قدرة العرب وجدارتهم على إقامة أحداث وفعاليات عالمية وفق أعلى المستويات.
ونوه بجهود سعادة وزير التنمية الاجتماعية والأسرة من خلال التنسيق مع قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية لتنظيم هذا الحدث العربي المهم وإخراجه بأفضل صورة، والذي اعتبره انطلاقة جديدة في العمل الاجتماعي التنموي العربي المشترك، من خلال التركيز على أهم القضايا التي تمس حياة المواطن العربي.
ومضى إلى القول "نطلق اليوم دعماً جديداً لإحدى أهم الفئات بالحماية الاجتماعية، وهم الأشخاص ذوو الإعاقة، من خلال مبادرة الأمين العام للجامعة العربية بإطلاق العقد العربي الثاني للأشخاص ذوي الإعاقة للسنوات 2023 - 2032، والذي تم إعداده بالشراكة مع المنظمات المعنية بالأشخاص ذوي الإعاقة".
وأوضح أنه في سياق تنفيذ "الإطار الاستراتيجي العربي للقضاء على الفقر متعدد الأبعاد"، الذي أقرته القمة العربية التنموية الرابعة، جاء "التقرير العربي الثاني حول الفقر متعدد الأبعاد"، الذي تم إعداده بالشراكة مع وكالات الأمم المتحدة المتخصصة، ليشكل الموضوعان معاً حال تنفيذهما بالشكل والمحتوى المطلوبين نقلة نوعية مهمة في هذين المجالين.
وتحدث سعادته عن الترابط الوثيق بين تعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والفقر بمختلف أبعاده، لافتا إلى أن تكلفة التكفل بالشخص المعاق تتجاوز بنسبة تتراوح بين 32 و38 بالمئة عن الشخص العادي، وقال إنها نسبة مرتفعة قد لا تستطيع كل المجتمعات تحملها، موضحاً أنه من هنا يأتي الدور المهم للمبادرات العربية، وفي مقدمتها مبادرة العيش باستقلالية التي أطلقها في نوفمبر الماضي، بالشراكة مع اتحاد الغرف العربية، وبالتعاون مع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، ومنظمة العمل العربية، ومعرض أكسبو أصحاب الهمم.
وبين أنه بالاطلاع على نتائج "التقرير العربي الثاني حول الفقر متعدد الأبعاد"، اتضح أن خفض معدلات الفقر يرتبط على نحو وثيق بخفض تلك النسب ذات الصلة بالأشخاص ذوي الإعاقة، إذ أنهم الأكثر تأثراً بالجوائح والأزمات السياسية والاقتصادية والكوارث الطبيعية، مع الأخذ في الحسبان أن عدد الأشخاص ذوي الإعاقة في المنطقة العربية يصل لحدود 87 مليون شخص، الكثير منهم يقع تحت مؤشرات الفقر بمختلف أبعاده.
التقرير العربي حول الفقر يشير إلى أن عدد الأشخاص المدرجين ضمن خانة الفقر الوطني يبلغ 129 مليون نسمة
وبين أن التقرير العربي حول الفقر متعدد الأبعاد يشير إلى أن عدد الأشخاص المدرجين ضمن خانة الفقر الوطني يبلغ 129 مليون نسمة، وتوقع أن يزيد هذا العدد لنحو 20 مليون شخص إضافي، جراء التطورات والتحديات التي تواجهها بعض الدول في المنطقة العربية، وتواتر الأزمات العالمية في الطاقة والغذاء، فضلاً عن ارتفاع مستويات التضخم وتزايد تكاليف الحياة.
واستعرض سعادته، في ختام كلمته، التوصيات المقرر عرضها على مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، وتشمل تنفيذ مسوح جديدة مرقمنة حول الفقر متعدد الأبعاد والأشخاص ذوي الإعاقة، بهدف تحديث البيانات المتوفرة للوقوف على اتجاهات التغيير على نحو دقيق، وبدء العمل بالتصنيف العربي للأشخاص ذوي الإعاقة، بما يُمكّن من وضع خطط الاستهداف لتقديم خدمات مثالية لهذه الفئة تستجيب لحاجاتها، والانتهاء من رصد وتقييم الخدمات المختلفة المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة، بناء على ما تم تنفيذه في خطة التنمية المستدامة 2030.
كما تتضمن إنشاء أنظمة متابعة وتقييم مرقمنة على المستويين الوطني والإقليمي، وإرساء نموذج أمثل لمراكز دعم الأشخاص ذوي الإعاقة والفئات الأولى بالرعاية، إلى جانب تحديث ورقمنة القاموس الإشاري العربي للصم، والعمل على إعداد نموذج استرشادي لموازنة حكومية تكون صديقة للأشخاص ذوي الإعاقة، مؤكداً دعم جامعة الدول العربية لإعلان الدوحة المقرر إصداره في نهاية هذا الحدث، لتعزيز الجهود العربية الرامية إلى مواصلة تنفيذ خطة التنمية المستدامة 2030، وبما ينعكس إيجاباً على المواطن العربي.
إلى ذلك ألقى سعادة السفير ناصر كامل، الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط خلال الجلسة، كلمة استعرض فيها جهود الاتحاد في مجال التنمية الاجتماعية بشتى أبعادها، وطبيعة التعاون مع جامعة الدول العربية في هذا المجال.. كما سلط الضوء على طبيعة التحديات التي تواجه التنمية الشاملة في المنطقة ودور الاتحاد في بناء تعاون إقليمي قوي لاسيما ما يتعلق بذوي الإعاقة.