نظمت غرفة قطر، بالتعاون مع المؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا” ومركز “كتارا” للدبلوماسية العامة، محاضرة تحت عنوان “الدبلوماسية الاقتصادية وحسابات المستقبل الاقتصادي”، قدمها الدكتور خالد شمس محمد العبد القادر، أستاذ المالية والاقتصاد، بجامعة قطر.
وشهدت المحاضرة، التي أقيمت بمقر الغرفة، اليوم، حضورًا كبيرًا من قبل رجال الأعمال والمهتمين.
تعزيز وعي مجتمع الأعمال
وأكد السيد محمد بن أحمد بن طوار الكواري، النائب الأول لرئيس غرفة قطر، الحرص على استضافة هذه المحاضرة؛ لتعزيز الوعي لدى مجتمع الأعمال القطري، بأهمية الدبلوماسية الاقتصادية بمختلف محاورها، ودعا في مداخلته إلى ضرورة دراسة كافة المتغيرات والتحديات الاقتصادية التي تواجه العالم.
من جهته، أكد المهندس درويش أحمد الشيباني، الرئيس التنفيذي لمركز “كتارا” للدبلوماسية العامة، أهمية الدبلوماسية الاقتصادية في تعزيز التعاون التجاري، بين الدول الشقيقة والصديقة، من خلال بناء جسور التواصل والصداقة، بين شركات ومؤسسات القطاع العام والشعوب.
وأشار إلى الدور الهام لرجال الأعمال والمستثمرين في توطيد أواصر الصداقة والتعاون مع مختلف الشركات والمؤسسات التجارية الدولية؛ من أجل فتح آفاق الاستثمار والتنمية، وصولًا لبناء التكامل الاقتصادي على مستوى الدول، للمساهمة في تنمية الاقتصاديات الوطنية، وبناء شبكة من المصالح المشتركة، تؤدي بدورها إلى توفير فرص العمل، وتعزيز الاستثمارات، وإنعاش التبادل التجاري، وتحقيق الترابط والتآخي بين الشعوب.
وأكد الشيباني أهمية الدبلوماسية العامة في تحقيق المصلحة المشتركة والتبادلية، بين تلك الشركات والمؤسسات من جهة، وبين الشعوب من جهة أخرى.
إلى ذلك أعرب الدكتور خالد شمس محمد العبد القادر أستاذ المالية والاقتصاد، بجامعة قطر عن شكره لغرفة قطر والمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا على تنظيم هذه المحاضرة، والتي تتناول جانبا هاما من الاقتصاد بهدف نشر الوعي وتناول القضايا الهامة، منوها بأن الاقتصاد والسياسة مترابطان ومتداخلان.
د. خالد شمس: قوة الاقتصاد القطري ساهمت في زيادة نفاذ الدولة في الاقتصاد العالمي
ولفت إلى أن قوة الاقتصاد القطري ساهمت في زيادة نفاذ الدولة في الاقتصاد العالمي، فقد استثمرت قطر خلال السنوات الماضية في تعزيز بنيتها التحتية من خلال ميناء حمد ومطار حمد الدولي وبناء المناطق الحرة واللوجستية وتحقيق الاكتفاء الذاتي، ما عزز قدرتها على التنافسية الإقليمية والعالمية.
أهمية الدبلوماسية الاقتصادية
وأكد أهمية تحقيق التكامل الاقتصادي الخليجي، نظرا لما تمثله دول المجلس من أهمية كبرى على خريطة التجارة الدولية ولما تمتلكه من قدرات وإمكانات هائلة.
واستعرض العبد القادر خلال المحاضرة مفهوم الدبلوماسية الاقتصادية، والتي تعني استخدام الوسائل الممكنة المدعومة بالمهارات والقدرات والمواد، من أجل التأثير على الطرف الآخر، والاستحواذ على المصالح، أو تقليل المخاطر والأضرار.
وتناول مبادئ الدبلوماسية في الاقتصاد، والتي تشمل كسب الوقت، وتعدد الخيارات، والمصالح المشتركة، وبناء علاقات مع التكتلات الاقتصادية، وغيرها.
وركز على أهمية الدبلوماسية الاقتصادية في التمويل ومراعاة المصلحة المشتركة، وعدم تعريض الاقتصاد الكلي للخطر، مشيراً إلى الأزمة المالية العالمية عام 2008.
وناقش كذلك الدبلوماسية الاقتصادية في العقود والتوظيف، ونوه بأهمية توفر المعلومات الصحيحة لتجنب عدم اليقين من الأطراف.
وذكر عددا من الممارسات التي تندرج تحت مفهوم الدبلوماسية الاقتصادية عند التعامل مع الأسواق، وذلك حسب طبيعة وهيكل السوق، واستعرض عددا من المتغيرات الاقتصادية العالمية خلال 2023، ومنها رفع نسبة الفائدة والتحول للطاقة البديلة والخضراء.