حقق لبنان إنجازا طبيا، من خلال إجراء عملية جراحية نادرة بفصل توأم سيامي لطفلتين ملتصقتين من أسفل الظهر، في جراحة تعد الأولى من نوعها في البلاد.
وعلى الرغم من الظروف الاقتصادية والسياسية والمعيشية الصعبة التي يعاني منها لبنان، قد تكللت العملية التي استغرقت عشر ساعات للطفلتين التوأم "رهام وريم" بالنجاح.
وجاءت العملية على يد فريق من الأطباء المتخصصين في مستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت، حيث بات بإمكان الطفلتين التنفس بشكل طبيعي تمهيدا للبدء بإطعامهما.
مقومات علاجية متطورة
وتأكيدا على تميز لبنان بمقومات علاجية وطبية متطورة، أكد النائب السابق الدكتور عاطف مجدلاني (سياسي و طبيب أخصائي في أمراض الجهاز العصبي) في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية "قنا" على أهمية الإنجاز الطبي الذي حققه لبنان في ظل الأزمة الاقتصادية والمالية التي يشهدها.
ورأى مجدلاني أن هذا الإنجاز الطبي يدل على حيوية وتقدم الشعب اللبناني بمختلف المجالات العلمية خاصة الطبية منها رغم أزماته المتراكمة.
وأضاف أن الشعب اللبناني لا يقف مكانه ولا يتراجع وهو في طليعة المتقدمين في المجالات العلمية... معربا عن أمله بخروج البلاد من براثن الأزمة التي يشهدها من أجل الحد من هجرة الأطباء ومتابعة مسيرة تقدم القطاع الطبي مع مزيد من الإنجازات المشابهة لعملية فصل التوأم.
إنجاز كبير
وتمثل هذه العملية الجراحية النوعية الأولى من نوعها في لبنان إنجازا كبيرا في ظل الظروف الصعبة التي بدأت تتفاقم في لبنان منذ أواخر 2019، وشملت كل القطاعات، ومنها القطاع الاستشفائي بعد هجرة الأطباء إلى جانب ارتفاع الفاتورة الصحية وامتناع شركات التأمين والقطاعات كافة عن التغطية الصحية، بسبب الأزمة المالية إضافة الى النقص في الأدوية والمعدات الطبية بما انعكس سلبا على الخدمات الطبية لمعظم المستشفيات.
وأكدت مصادر طبية لبنانية أن التحضير للإنجاز المتمثل بالعملية الجراحية استغرق مجهودا استمر طيلة أربعة أشهر، حيث تم إعداد فريق من الأطباء والممرضين لمواكبة الطفلتين. وقد كان للتنسيق الكامل بين أفراد الفريق والتخطيط لكل التفاصيل دور أساسي في نجاح العملية التي تطلبت عشر ساعات، واتسمت بدقة كبيرة وحساسية فائقة، حرصا على عدم حصول أي مضاعفات سلبية على الأعضاء التي تم فصلها.
عناية صحية متقدمة
وبدوره، قال الدكتور فراس الأبيض وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية في مؤتمر صحفي، "في الواقع، إن مؤسساتنا الاستشفائية لا تزال قادرة على أن تكون في الصف الأول بتقديم العناية الصحية المتقدمة للمواطنين والمقيمين في لبنان والمحافظة على ما كانت تقدمه قبل الأزمة. ومع تحسن الظروف، ستتمكن هذه المؤسسات من تقديم المزيد".
وأكد أن "النظام الصحي في لبنان، وإن كان يواجه صعوبات كبيرة، فهو نظام مرن ولديه القدرة على تقديم الإنجازات".
وأبدى وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال "سروره واعتزازه بالإعلان عن نجاح العملية الجراحية لفصل التوأم رهام وريم، وأضاف " أن السؤال كان حول إمكانية القيام بعملية الفصل في لبنان في ظل الأوضاع الصعبة التي تمر بها المؤسسات الاستشفائية لناحية النقص بالمستلزمات والأدوية والكادر الطبي والتمريضي".
